يُؤكِّد لنا اللقاءُ الذي أجرته القناةُ السعوديَّة مع سموِّ ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ومتابعة السعوديِّينَ له بكافَّة أطيافهم، أنَّنا أمام عقليَّةٍ فذَّةٍ تضعُ نصبَ عينيها همومَ الوطن والمواطن على حدٍّ سواءٍ، وتتطلَّع إلى أن تكون رؤية المملكة 2030 تُعبِّر عن التغيير الذي يُريده لمستقبلٍ مغايرٍ، وحضارةٍ من نوعٍ آخرَ. أثبت الأميرُ الشابُّ أنَّه القائدُ المُحنَّكُ، الذي يخلقُ طموحه المزيدَ من القادةِ في هذا الوطن المبارك. اعترافًا منه بما يملكه السعوديُّونَ من قدراتٍ هائلةٍ على المضي قُدمًا، وبهمَّةٍ عاليةٍ لا تقبلُ الاضمحلالَ أو التَّراجعَ. من أجل أن يكون للنجاح قيمة، ينبغي أن يكون مُستدامًا، فقد كانت الثقةُ في وضوح الأهداف باديةً في حديث سموِّه، وكان أنَّ البدء في تحقيقها هو المُؤشِّرُ الذي دلَّ على أنَّ الرؤية إقدامٌ واثقُ الخُطى من أجل بناءِ دولةٍ قويَّةٍ عصريَّةٍ تسودُ وتقودُ. يبقى تطلُّع المواطن السعودي -وخاصةً الفئة الشابَّة- في أن تكون هي القاسم المشترك الأوَّل للمشاركة في البناء، وتحقيق رؤية المملكة 2030، بحكم أنَّ أهداف الرؤية تنصُّ على أن تطلُّعات تلك الفئة ليست خيارًا ثانويًّا، بل أولويًّا يُعتدُّ برأيه للمشاركة في صنع مستقبل الوطن. إن رؤية المملكة 2030 -كما اطلعنا عليها- ركيزة البناء الواعد، ونحن اليوم نأملُ في لقاءٍ آخرَ مع سموِّ ولي ولي العهد -حفظه الله- لضخِّ مزيدٍ من الاطمئنان للمواطن على دور الرؤية في الهموم المتراكمة، التي علق بها في المجالات التالية: * افتقار التعليم إلى التخطيط السليم في المناهج والبناء والكوادر. * قصور دور وزارة الصحة في الوفاء بحقوق المرضى، خاصةً ما يتعلَّق بالقصور البائن في الأسِرَّة واللجان الطبيَّة التي تُصدر قرارات التنويم أو العمليَّات من عدمه للمرضى، الذين يعانون من أمراضٍ خطيرةٍ، والتي إنْ تأخَّرت قد يتفاقم المرض عند المريض؛ ممَّا يؤدِّي إلى هلاكه. * الرياضة وبرامج إداراتها التي تعتمد في غالب مصاريفها على المجهودات الذاتيَّة. * الإسكان والشكوى من رداءة البناء. إن الرؤية ماضية في طريقها، وتلك الهموم المتراكمة لدى المواطن من المؤكَّد أنَّ لها حلولاً في رؤية المملكة 2030، فهل نأملُ في لقاءٍ آخرَ مع سموِّ ولي ولي العهد لإماطةِ اللثامِ عن الخللِ ومسببه، واجتثاثه من جذوره؟.