يقع الطلاب عادة في أعتاب نهاية كل عام دراسي في دائرة من الخمول والكسل، ولكن النصيب أكبر هو هذا العام بفصوله الثلاثة المثقلة دراسياً على أبنائنا الطلاب. كلنا يعلم أن ضغط التجربة الأولى للفصول الثلاثة كان تحدياً يشمل منظومة المعلم والطالب والأسرة، والأكيد أن (الطالب) هو الجزء الأهم في هذه الثلاثية. قبل أيام (29 شوال الماضي)؛ انتهت الجلسة الأولى من اختبار التحصيلي لطلاب وطالبات الصف الثالث ثانوي، الذي يقيس مدى تحصيلهم الدراسي في بعض مواد المرحلة الثانوية لتحديد مسارهم الجامعي. ويستعد أبناؤنا لخوض الجلسة الثانية (الأخيرة) -12 ذي القعدة الجاري-، وهي فرصة ثانية للتعديل من الدرجات استدراكاً لما قدموا في الجلسة الأولى، وأملاً في دخول تخصص جامعي يوازي طموحاتهم المستقبلية. وتزامناً مع كونهم الدفعة الأولى من نظام الفصول الثلاثة؛ سأتناول ما هو أهم من الجانب الأكاديمي لهذا الاختبار وآليته وكفاءة المعلمين والجزئيات التي باتت بديهية لدى الغالبية، ألا وهو التهيئة والدعم النفسي للطالب ما قبل فترة الاختبار وأثناءها، ومراعاة الضغط الواقع عليهم من خلال توفير أجواء سليمة، سواء في البيت أو في المدرسة، وخلق شعور من الراحة بعيداً عن التوتر والقلق. إذ أكدت الكثير من الدراسات أنَّ للضغط النفسي تأثيرات مهمة على مهارات التفكير وتطور الدماغ وصحته، وبالتالي تتأثر الوظائف التنفيذية التي تشمل الذاكرة العاملة والتنظيم الذاتي والقدرات المعرفية. وعلى اعتبار المدرسة هي البيت الثاني والوجهة اليومية للطالب؛ يجب أن توفر الأجواء الدراسية المريحة بعيداً عن التوتر والارتباك والتشدد المبالغ فيه والضغط من خلال الواجبات الإضافية والأنشطة اللامنهجية، بل العمل على خلق بيئة من الاحترام المتبادل والتعاون الجماعي، الذي يعود بنتائج مبشرة تعكس مستوى التعليم وكفاءة المعلمين ونتائج مخرجات التعليم المدرسي. وفي الختام؛ يجب أن ندرك أن المسيرة التعليمية بشتى أطرافها هي عملية تكاملية نتاجها أفراد صحيون نفسياً ومدركون عقلياً متزنون داخلياً، ويظهر ذلك في شخصية الفرد وانعكاس سلوكه على المجتمع.