يتغير العالم من حولنا بشكل متسارع، كقطار سريع ينطلق إلى محطة أهدافه دون أن يحيد عن مساره. راكبوا هذا القطار إما إن يتجاوبوا مع هذه السرعة بجد ومثابرة وطموح حتى يصلوا سالمين للمحطة الأخيرة أو أن القطار لن يسعهم وسيتركون مكانهم لمن هو مستعد للتعامل مع هذه السرعة وهذا التغيير. وهكذا هو حال الدول التي تنقسم ما بين دول قد كانت ودول ستكون ولن يبقى شيء على حاله. هذا الوطن قد وضع خططاً ثابتة نحو مستقبل واعد، واليوم نتحرك بسرعة في كل المجالات وعلى جميع الأصعدة. أصبح لدينا رؤية واضحة وأجندة مكتوبة بخطوط عريضة ودعم لا محدود من قيادة وضعت كل شيء لدينا، عقبات كثيرة مررنا بها وعقبات أخرى ستواجهنا لا شيء سيوقفنا اليوم عن تحقيق أهدافنا وسنغير الواقع إلى الأفضل بالثقة التي مُنحت لنا و بإرادتنا والشغف الذي نعيشه. هذه الحركة الدؤوبة أصبح صداها يتردد في كل مكان، تتلقاها آذانٌ محبة وقلوبٌ حاسدة مما يحول ألسنتهم إلى ترديد تفاهات يعودون بها إلى الماضي منشغلين بما نفعل تاركين وراءهم واجباتهم تجاه أوطانهم. حقاً أنا لا أجد إجابة إلى متى سنستمع إلى تلك الأصوات المزعجة الحاسدة من حولنا ونسكت عنها، هذا الوطن كان ومازال معطاءً فعل الكثير لكل من هم حوله من الأشقاء ولم نكن يوماً معهم إلا كالبنيان المرصوص شددنا على أيديهم وكنا أول من يساندهم، معهم في الضراء قبل السراء، والتاريخ والأرقام تقول ذلك وبعد كل هذا عندما تمت إعادة ترتيب الأولويات وأصبح (اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع) بدأت أصوات الحقد والحسد تظهر. في كل مناسبة فنية أو ثقافية أو إعلامية أول تعليق يتردد على ألسنتهم الحاسدة وفي قنواتهم المفلسة ومن منابرهم الجائعة المرتزقة هو قول واحد «احنا اللي علمناهم» أو «احنا اللي عملناهم»..! بالإضافة إلى بعض قصص الأساطير مع بعض الذكريات عن كنّا وكنتم وحضارتنا وخيمتكم وإلى آخر هذا الموشح المعروف. نعم الحمد لله كنّا وبفضل الله ثم بفضل هذا الوطن قيادة وشعباً لقد أصبحنا، من لحظة التأسيس كان معنا كثير من الأشقاء شاركونا في صناعة مستقبل وطننا منهم من أعطانا مِن علمه أو دينه أو ثقافته أو فنه، كان هذا ليس إحساناً منهم بل عملاً قاموا به بمقابل أجرٍ صنعوا به هم أيضاً مستقبلهم بل ومستقبل أجيالهم. ما كان لمستقبلهم أن يكون لولا فضل الله عليهم الذي منحهم فرصة وجودهم يوماً ما هنا في هذا الوطن. نحن لا نريد حقاً أن ننجر نحو هذا الوحل لنتبادل الرد ولكن حاولوا أن تتجاوزوا قصص الذكريات البالية واصنعوا أهداف مستقبلكم. تعلموا من تجربتنا وإرادتنا وكيف تُكتب الأحلام لتتحقق وكيف توضع الأهداف لتنجح وكيف نبني الإنسان قبل البنيان، فالعلوم ليست معادلات نقرأها في الكتب فقط بل نتائج تُصنع. أنتم حفظتهم الكتب ونحن فهمناها، نجحتم على الورق ونجحنا في الواقع، بنينا القواعد وبنيتم صرحاً من خيال.. فهوى.