قيل: «هناك من يكره الامتياز، ويعادي التفوق، ويخاف خوفاً عميقاً من أن يرى شخصاً يتمتع بموهبة لامعة»، قاله رجاء النقاش.. وأقول: ثمة ألمعيون فريدون يقعون في فخاخ حاقديهم، فيدفعون ضريبة تمايزهم بسبب عِدَاء ضاغِن لا يملك صفة لافتة بين الناس.. إذن؛ ما الطرق لتخفيف تأجيج أحقاد الفشَلة ضد اللامعين؟ وكيف يمكن إيقاف أولئك القلقين عن شعورهم الخفي الأسود تجاه الخلاَّقين؟ •• •• •• حين يحيط بنا المناوئون بأفكارهم البشعة الجديرة بالازدراء؛ يريدون إثارة الإحباط في أنفسنا، ولكنهم لم يتبينوا أننا أحياء نعشق الإنجاز.. وعندما تقسو علينا الوجوه الضاغنة لأننا تميزنا؛ يُنعشنا معززو الثقة ممن هم بشر على شكل ملائكة، ليجعلونا نحب جنة الدنيا.. أما أولئك الذين يعبِّئون حقائبنا بحبات سعادة نمضغها حتى لا نُبتلى بغصَّة الحَقَدة؛ فيمنحوننا مناطيد فرح، فلا يتزعزع يقيننا بطموحاتنا. •• •• •• بين ظافر أرَّقَه خبراء الألم، ورابح يُسكِّن أوجاعه بمهارة؛ قرعٌ للأجراس وصراخٌ بملء الفم لإنقاذ رشيق من أنياب متبلد إحساس.. وبين مُستهلك تفكيره في العتمة ضِراراً، وعبقري يعرف كيف يختار المُسكِّن المناسب لألمه؛ حكايات نجاح مشمسة تنحني تحت نافورة الإنجاز.. وبين من أصبح أقرب إلى البكاء بخطيئة حُسن نيته، ومن يحاول بسعيه المريض تثبيط الهِمم؛ حياة لا يمكن وصفها ب«الهادئة». •• •• •• في عذابات ضامري الأحقاد المُثقَلة برغبة حادة لرؤية نواح ممتلكي الحيوية؛ نهكة إيلام لا تؤدي إلى شيء ولا تصل لمبتغاها.. وفي الحديث الدائم عن عبقرية المبتكرين، ونشر أفكارهم وتسويقها والاهتمام بها؛ تجاوز لعوائق مكر المخادعين، ليخترق ذوو الإنتاج جدران الجمال.. وأمام رسائل المكر الحادة كشفرة جارحة؛ قطرات غمامة نقاء صافية تربط خيوط الأمل في الإنتاج، كصوت حبيب يُوقِد جذور الأشواق. •• •• •• وعند كلام «مصطفى أمين»: «إذا قمت بعمل ناجح وبدأ الناس يرمونك بالطوب، فإنك وصلت بلاط المجد»؛ بلوغٌ بالطموح إلى الثريا.. وأولئك الساديون المارخون الذين يجدون في آلام الرابحين لذة ومتعة؛ يعانون نوبات حاقدة تنغِّص حياتهم، فيكدون على ذوي المهارات السامقة.. فإذا مسَّت الحُرقة قلب مُعمِّر الإنجاز نتيجة خِسة مُدمِّر الامتياز؛ فذلك باعث لبلوغ النوابغ نقطة التوهج، ليلوذوا بلمعان معدني كثيف.