عاصم ابو الخير .. من بريد الكاتب من أحب الأمثال المصرية الشهيرة وأكثرها إستهزاءاً وسخرية للأذان تلك حين تسمع أحداً يردد يائساً . . "رضينا بالهم والهم مش راضى بينا" . . أو . . "رضينا بالفقر والفقر مش راضى بينا" . . وكلاهما دليل لمغزى ومعنى واحد قاب قوسين أيهما واضح الفهم والمضمون . . وحين تسمع عضواً فى البرلمان الأمريكى يفتقر الفكر والمعرفة . . قليل الخبرة ومنشق من جذور بلاد الموز . . يروج لترشيحه للرئاسة الأمريكية بشعار كمثل غيره . . "حل الدولتين فى إسرائيل لا يصلح" . . ستجد المثل المصرى الشائع فجأة ينتاب ذهنك بخاطرة أكثر إستهزاء وأشد سخرية مما هو أصلاً منبثق منه أو موحى إليه وكأنها الطامة الكبرى . . رغماً عن أن السيناتور صائب تماماً فى هذا الرأى والذى على النقيض من حيث المبدأ تجاه الدولة المشار إليها . . لأن فلسطين دولة وليست دولتين . . إيماء وإيماناً بذلك . . حل الدولتين لم يصلح لجنوب أفريقيا بالأمس القريب . . وبالطبع لن يصلح لفلسطين فى الغد المرتقب . . ومن يختلف مع ذلك الواقع فله حرية الفكر المطلقة في ما يرى ويعتقد . . ولكن مراجعة التفكير يظل أحياناً أرصن حكمة وأعمق بصيرة . . والحوار دوماً نبض الفكر والإبتكار . . إذا لم يكن الإبداع نفسه على إختلاف أشكاله وألوانه لبلوغ الأسمى والصعب المنال والذى يظنه الضعفاء منّا أنه أشبه بالمستحيل . . إذا لم يكن هو المستحيل نفسه . . والتاريخ أصدق مصوراً وأبصر فكراً وخير شاهداً على هذا وذاك . . يروجون بزهد بوصفهم إسرائيل كراعية ديمقراطيتهم المزيفة بأسس حكم القانون ولا سواها فى الشرق الأوسط . . متجاهلين تماماً أن الديمقراطية وحكم القانون لا يتفقان مع إغتصاب الآرض بالقوة وتشريد أهلها وقتل الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء العزل من السلاح للدفاع عن أنفسهم . . وفى سياقه . . يتحدثون عن "الإرهاب الإسلامى" والذي يتغنون به ليلاً ونهاراً . . منحادين تماماً عن سببه ومصدره ومنشأ عقر دار مولده الأصلى . . فالعالم لم يعرف جذور وقبح الإرهاب ولم يسمع عن شراسة مآسيه حتى خلال الحملات الصليبية البشعة فى إجرامها . . إلا بعد مؤامرة "وعد بولفور" الدنيئة وإنشاء إسرائيل لتوطين شراذم ومجرمى (فقراء) يهود مجتمعات أوروبا الشرقية بالخصوص وغيرها فى مستعمراتها أو مستوطناتها بالأحرى . . حتى تمادى الأمر لبعض (فقراء) الأفارقة أن يدعوا كذباً إنتسابهم إلى الديانة اليهودية من أجل الحصول فقط على مأوى ومأكل مجاناً هناك ينتشلهم من الفقر والجوع ويأويهم من البرد والعراء الذين يعيشون فيه . . لا أكثر ولا أقل . . والحجة تبرر الوسيلة . . على الصعيد الآخر والمخزى للجبين . . نرى هذا العضو وأشكاله ممن يدعون جهراً عشقهم لإسرائيل بغياً فى أصوات يهود أمريكا يقابل بترحيب رؤساء وملوك وشيوخ العرب . . ظناً بجهالة أن هذه المقابلات واللقاءات الهزلية قد تعود بنفع على شعوبهم أو على قضية مصيرهم (فلسطين) والعكس للأسف صحيح . . كم من عضو فى أى برلمان مصرى أو عربى سمح له أن يقابل رئيس أو ملك أجنبى إلا فى الأحلام أو الهواجيس . . الجواب . . صفر . . لا أحد . . لأن عضو برلمان فى الأعراف الدولية لا يقابل غير نظيره . . وغير ذلك المعروف والمعتاد عالمياً . . يقلل من شأن الدولة وشعبها . . ثم توعوع فيما بعد صحافتنا المكبلة بالقيود والمكممة الأفواه ومعها إعلامنا الفاشل الذى تخصص فى الطبل والزمر وصناعة ديكتاتور من آن لأخر . . واحد تلو الأخر . . بأن حكوماتنا الضعفاء يصرخون ويتباكون للعالم لإنقاذهم من التدخل فى شؤنهم الداخلية متناسين أنهم من سمحوا لهم بالتدخل الصريح فى شأنهم الداخلى . . هؤلاء أعضاء البرلمان الآمريكى المنافقون (لا) يجب السماح لهم بمقابلة أى رئيس أو ملك عربى أو بالخصوص (وزير دفاع) . . وعلى أسوأ الفروض لا يحق لهم سوى مقابلة نظيرهم البرلمانى فى الدولة المستضيفة خاصة فى مصر وفلسطين لحفظ أسرار الأمن القومى . . وفى حالة غياب البرلمان كما هو الوضع الآن . . لا يسمح لهم بدخول البلاد من أصله . . لأن ملخص النقاش كله ينقل حرفياً لإسرائيل فى اليوم التالى مباشرة. . . فهؤلاء يطلقون على أنفسهم ("أصدقاء إسرائيل") . . وغالبيتهم ينتمون لنفس دياناتها فلا تغشوا أنفسكم أو توهموا شعوبكم بغير ذلك . . ويتبعون سياسة مرسومة لهم ومحددة ولا ينشقون عنها لأجلكم أو لغيركم . . هذه أمريكا التى لا تعرفون حقيقتها عن قرب . . وأبسط دليل وحدث بلا حرج . . إنتقاداتهم وتعليقاتهم السلبية البغيضة المتهكمة والهدامة على قرارات وأحكام القضاء المصرى (المستقل) الأخيرة بالإعدام لهؤلاء الذين أجرموا فى حق شعب بأكمله يظل أكبر دليل وأصدق مثال لما سبق سرده . . بغض النظر عن شعوذة سلطان تركيا وصديق إسرائيل الحميم . . المطيع لأوامر ("الخوجه") الضال فى أمريكا . . "أن مصر عادت إلى مصر القديمة" . . ساخراً من الحكم والعصر الفرعونى . . ياليت مصر تعود إلى زمن هذا الحكم والعصر الجميل المتمثل فى الحضارة والرقى والتطور وعظمة الإبتكار والإبداع والتى لم يعرف لها مثيل فى العالم ولم ولن يأتى بمثلها أحداً إلى أن تقوم الساعة . . أرضىّ الكارهون والحاقدون بهذا الحديث أو لم يرضوا . . رغبوا أو لم يرغبوا . . ياليت النمو والإزدهار الإقتصادى (الفرعونى) الفريد من نوعه الذى جعلها مطمع للغزاة ومصيدة لكل مستعمر غاشم أثيم يعود مرة ثانية لينعم به كل المصريين . . ياليت زمن صناع الحضارة ومهندسين الإبتكارات والإختراعات ومستلزمات الحياة الأساسية التى ينعم بها العالم كله اليوم . . يعود . . على سبيل المثال . . مجرد طفرة عابرة عن عبقرية صنع الفراعنة . . تخيل لو لم يخترع الفراعنة الزجاج . . كيف سيكون شكل شبابيك المنازل أو واجهات محلات العرض التجارية والسوبر ماركات أو السيارات والطائرات إذا كان من الممكن وجودها فى غياب الزجاج من أصله . . ويأتى فى مضماره كل شئ تراه اليوم مصنوع من الزجاج أو مشتقاته المتعددة من جلاس وزجاجة المياه الغازية إلى المستحضرات والنظارات الطبية والساعات . . أو فكرة صنع السفن والمراكب (بدون) إستعمال مسامير . . كيف سيكون تنقل البشر من مكان لأخر أو نقل بضائعهم عبر البحار والمحيطات . . وعدّد الكثير من هذا وذاك . . ولا مجال هنا للخوض فى الحديث عن ذلك . . مجرد إشارة وتذكرة لمن هو حاقد او جاحد أو غافل ويريد أن يتذكر من هى مصر "القديمة" . . عسى أن تنفعه الذكرى . . وكأن مصر العظيمة (القديمة) أصبحت عاراً وكدراً على أهلها ليعايروا بها من السلطان الذى طهى طعامه وأنواعه بمسمياته نفسها مازال يطبخ على طريقة مصر (القديمة) بغض النظر عن تسميته "أكل تركى" . . معذرة سلطان زمانى الفصيح . . مصر القديمة التى لا تعرفها . . هى وستظل وحدها . . أصل ومصدر ومنبع الفخر والعزة والكبرياء والشرف لكل مصرى يعتز بمصريته ودمه الفرعونى الأصيل الذى لا غبار عليه . . والذى ولعت ونبضت به المشاعر الجياشة لثائراً أصيلاً من أبناء ترابها النفيس لتتوج هذا الكبرياء وفخر عظمته بتعبيرها التاريخى الرصين وكلماتها المأثورة والمحفورة على تمثاله فى وسط قاهرة المعز : *["لو لم أكن مولوداً مصرياً . . لتمنيت أن أكون مصرياً"]* . . فبأى حديث تنم بإسفاف لتجريح وتقليل من شأن المحروسة مصر "القديمة" . . يا معالى الباشا . . السلطان الأفلاطونى "الحديث" . . هؤلاء الذين تتطاول وتتهاكم عليهم بسخريتك البذيئة هم أنفسهم الفراعنة الذين زلزلوا الأرض تحت أقدام إسرائيل لتطلق إسرائيل عليه إسم ("زلزال يوم الغفران") . . ألا وهو ("زلزال أكتوبر المجيد") . . مصر القديمة التى لم تعرف الفقر ولا التسول بطلب القروض وغيرها من (المساعدات والمعونات) الكاذبة . . كأول وأغنى دولة مؤسسات وقضاء عرفها وميزها التاريخ والبشرية ومعهم فى السياق كل الكتب السماوية جمعاء . . كانت بمقدرتها أن تغزو العالم أجمع وتحكمه كما فعل الأخرين فيما بعد . . ولكن العدوانية والإستعمارية وحب السيطرة والتسلط ليسوا من طبيعتها أو دمها ولم ولن يكونوا طموحات أو مواصفات لمصر لمكانتها المرموقة بين الأمم على عكس أهل السلطان . . الذين إتخذوا من الإسلام أداة لمطامعم وظنوا أن الإسلام أمر بذلك والإسلام برئ من العدوان كما نهى عنه بالعربى الفصيح الصريح فى نهج تعاليمه ومحكم آياته القرآنية . . مجرد ذكر القرآن الكريم لحاكم فرعونى ظالم سيحاسب وحده وحاشيته ("قومه") . . وليس شعبه . . على ما إقترف من ظلم . . لم ولن يجعل سلف أو خلف الفراعنة سواء المصريين (القدماء) أو المصريين (المعاصريين) ظلمة أو منبوذين كما يظن الجهلاء والسفهاء والحاقدون أو يستحقون عقاب السلطان . . وإلا ما كان لإمرأة فرعون (الظالم) العزة والفخر التى أعزها وميزها بها المولى دون غيرها من العالمين بأن يكون لها ("بيت") فى الجنة . . كم نبى ذكر فى القرآن أو أى كتاب سماوى كرمه الكريم بأن يكون له بيت فى الجنة ؟ أبلغنا أيها السلطان الفصيح أو فلاسفة تجار الدين المتأسلمين أصحاب الفتاوى النيرة الذين حللوا قتل المسلمين وأبطال أكتوبر البواسل من أجل كرسى السلطة الزائفة والزائلة . . على الجانب الأخر . . بإعطاء نظرة واقعية لظلم وجبروت اليهود وعربدتهم نحو شعب فلسطين بمجازر وحشية واحدة تلو الأخرى . . علاوة على قتل وردم الأطفال والرضع الأبرياء تحت أنقاض بيوتهم بالقنابل والصواريخ . . ومن منّا له أن ينسى أطفال مصر الأبرياء ضحايا مدرسة بحر البقر . . يحتم علينا ضميرنا أن نقف وقفة صادقة وصريحة مع أنفسنا لتقييم وتحليل شخصية هذا الفرعون الظالم مرجعاً إلى القرآن وبرهاناً من الواقع الذى نعيش فيه . . مع الإيمان الكامل ودون أدنى شك أن ذلك الفرعون الممقوت مصيره جهنم وبئس المصير كما أبلغنا المولى فى الكتاب الحكيم . . ولكن يعتبر حتماً من الحقد والجحود إذا لم يكن غفلة عن الحقيقة والواقع أن ننكر أو نتجاهل أن هذا الرجل (الظالم) كان عنده حسن (البصيرة) التى لا يملكها ولا يعرفها الكثيرون من أولئك وهؤلاء الذين يزعمون الإيمان والمعرفة ويمقتونه أشد مقتاً . . لقد أفصح وكشف لنا ظلمه حقيقة هؤلاء (ظلمة) اليوم التى رأها ووجدها فيهم هذا الفرعون ما يتجاوز عن خمسة ألاف سنة مضت تقريباً . . فعمق بصيرته حينذاك أدركت بإمعان وتمحيص ثاقب أنهم كانوا يتمسكنون حتى يتمكنون . . وهذا بالفعل ما أثبتته حقائق جرائمهم وظلمهم للشعب الفلسطينى . . وهاهى الأيام قد أتت وكشفت قناعهم الكاذب . . ولم يعد هناك الآن مجال ولا مكان لمسكنة قوم مستضعفين فى الأرض . . بل تمكين (ظلم) جبروت ("ظالم") عنيد . . وتدبير مكر "شيطان مريد" يبغى ويفسد فى الأرض والحرث كما يشاء . . لا أكثر ولا أقل . . وعقاب ربنا لهم بضلهم فى سيناء لأربعين عاماً . . ثم أتبعه بعتاب قاص فى القرآن بتذكيره لهم وتعبيره بلغة (الماضى) وليس الحاضر أو المستقبل . . بالتفضيل على العالمين فى (السابق) وتذكيرهم مراراً وتكراراً بعذاب "آل فرعون" والنعم التى أنعم بها عليهم . . "المن والسلوى" . . لأصدق دليل بأنه غاضباً على كرمه لهم وما إتخذ لهجة اللوم أو إستعمل أسلوب التأنيب والندم لنفسه (عز وجل ورفع شأنه) إذا كان الأمر غير ذلك . . فجمال اللغة العربية الذى يميزها عن كل لغات الأرض أنها صريحة المعنى وتعى ما تقول ولا تحيد أبداً عن القصد أو الغرض المعنى والمضمون بالحرف اللفظى . . وبناء عليه . . حين تذكر أحداً باللغة العربية بالذات وخاصة "الفصحى" كما هو الحال والواقع هنا . . بجميل فعلته من أجله . . يعنى الملامة نفسها لفعل هذا الجميل أو المعروف من أصله والأمر لا يختلف هنا بل ينطبق تماماً . . حتى ولو إختلف البعض . . لم ولن يغير ذلك من القصد أو المضمون . . على أى الأحوال . . لا يوجد بتاتاً ذكر فى القرآن ولا التاريخ المصرى القديم (الفرعونى) يتهم أو يدين ملوك الفراعنة وخصوصاً الفرعون الظالم بأنهم ظلموا أو إضطهدوا أو ميزوا أو عذبوا شعبهم أو قومهم فى سجون أو معتقلات أو خلافه . . وكفى هذا الرجل الفرعون (الظالم) أنه أول من بدع وعلم العالم من بعده فلسفة لغة (الحوار) وأسلوب (المناظرة) التى يطلق عليها الغرب اليوم إسم "الديمقراطية" حين دعا لها سيدنا موسى جهراً وعلانيةً . . وجهاً لوجه . . وأن يشهد عليها الجمع وحشد من المدائن (المدن) كما أخبرنا المولى فى "سورة طه" . . وما أصدق الحديث إلا بكتاب الله عز وجل . . وبلغة لا تعرف التحريف اللفظى ولا تقبل بتزييف المعنى . . هى نفسها الديمقراطية التى تستخدم حجة الآن وممر للعبور لهؤلاء المنافقون تحت إدعاء تعليمها (لأهلها) وتعميمها بينهم كمفتاح سحرى شيطانى للتدخل المباشر فى شأنهم الداخلى وإبساط نفوذهم على صناع القرار لدعم مصالحهم فقط . . ومصالح إسرائيل بالطبع . . خلافاً عن تجنيد الجمعيات ("الخيرية") ودعمها بالأموال بغرض (التجسس) ومن ثم تهديد سافر ومباشر للأمن القومى وإستقرار البلاد . . وهذا مرادهم الذى يسعون له جاهدين لإنجازه وتحقيقه بجهد مضن على قدم وساق . . ستجد أيضاً من يجادل مستنداً على القرآن أن فرعون "إستخف قومه" . . والسؤال هنا يطرح نفسه . . وهل يوجد رئيس أو ملك فى العالم القديم أو المعاصر أتى من بعد هذا الفرعون ولم يستخف قومه . . فأكبر صرح "متحضر" ودعاة "الديمقراطية" وحقوق الإنسان فى "العالم الحر" قد أتوا علينا برئيس (عربجى) أظلم من فرعون وأشد منه بأساً وإستخف بالعالم كله وليس قومه أو شعبه فحسب . . وأطلق عنان الحرب والدمار تحت دعواه الكاذبة بتحرير العراق (من) المستعمر الوهمى . . ولحوذتها على أسلحة الدمار الشامل التى لم يعثر عليها بعد . . نتيجة إخفائها تحت مياه فرات (المريخ) . . وكل ما فى الأمر . . أنه كان يريد تصفية حسابات شخصية إنتقاماً وثأراً لوالده الذى تعرض لمحاولة إغتيال فاشلة فى القطر المجاور . . والأكثر أهمية وأولوية عنده . . ولكل من يمتلك هذا النوع من العقلية وعرق الثأر وحب الإنتقام لإرضاء الذات الشخصية والأمارة بالسوء . . وليس المجتمع ككل . . هو مسح وإزالة صورة أبيه المرسومة على الأرض فى أحد معالم بغداد والتى كانت تهان تحت أقدام المشاة وتداس بالحذاء ليلاً ونهاراً . . ولم تدركه فطنته أو يخطر فى ذهنه . . أن نفس الحذاء الذى طال وأهان صورة والده . . سوف يأتى يوماً ليطارده هو (نفسه) شخصياً و"علنياً" ويقذف فى (وجهه) . . وليست صورته . . ويجعل منه أهذؤة بفضيحة شنعاء أمام الخلق يشهد عليها ويسخر من قبحها العالم فى كل مكان وزمان ليختم ويطوى بها صفحة حكمه المشينة وحياته المهانة من بعد . . وقد ترتب على هذا الإستخفاف الساذج الصادر عن هذا مجرم الحرب الأحمق وأعوانه أن سقطت ضحايا أبرياء تجاوزت المليون قتيل للآن ولا أحد يعرف مدى أو متى ستأتى نهايتها المأساوية المؤلمة . . فقياساً بعدد قتلى (أطفال) بنى إسرائيل على يد آل فرعون لن يقترب حتى من رقم واحد فى المائة (۱٪) من الذى قتله الديمقراطين فى العراق أو فيتنام أو وصمة الخزى والعار المشينة بقذف القنابل (الذرية) على أبرياء اليابان (المدنيين) فى مدن هيروشيما ونجاساكى . . طبعاً . . لا أحد يريد أن يتجرأ بالحديث عن هذا أو ذاك . . لأن أحكام القضاء المصرى بالإعدام لأشد قسوة وأعنف غلظة عند أولئك وهؤلاء أصحاب القلوب الرحيمة والضمائر الحية اليقظة تستدعى وتستوجب نداء وصراخ أولئك وهؤلاء من أجل المجرمين الخونة (الجواسيس) فضلاً عن الأبرياء الشرفاء الذين مازالوا يلقون مصرعهم كل يوم فى كل بقاع الوطن العربى . . فالقضاء الذى يتطاول ويتهكم عليه الساطان بهجومه الشرس بأمر من (الخوجه) فى أمريكا . . هو نفسه القضاء (المستقل) الذى أدان سيدنا يوسف ثم برأه بعد الإعتراف بكذب الإدعاء ضده . . هو نفسه القضاء الذى تحدى أخر ملك فاسد حكم مصر ولقنه درساً قاسياً وعلم العالم معه بالكف عن التأثير على مرافاعاته أو أحكامه حينذاك . . ولم ولن يهاب أو يرضخ أو ينصاع لظالم مستبد . . هذا هو القضاء المصرى الذى يعرفه العالم (الشريف) عن ظهر قلب . . وليس (المارقين) عن الحق . . فغوغاء سلطان تركيا الفظة وحمقاء خارجية وبرلمان (الخوجه) أمريكا الشرسة لن تنال من قضاء أسس قوانين ونسق نظم محاكم قدوة يقتدى ويرتاد بمبادئها وقيمها (اليوم) فى جميع أنحاء العالم والمنافقون ضمنهم (قبل) أن يوجد او يعرف لهم مكان على خريطة العالم . . إنه قضاء الفراعنة الفريد الذى يقف وحده شامخاً ورافعاً هامته بعزة وكبرياء كمنبع ومسقط رأس "ميزان العدل" الذى ولد على ورق بردى ("الفراعنة") وتحتضنه جدران معابدهم فى مصر "القديمة" والمعاصرة . . وتتشرف وتعتز به كشعاراً ورمزاً للعدل لها لهذا (اليوم) كل محاكم الدنيا كافة وتسبقهم محاكم المتبجحون بسفالتهم عليه بصفة خاصة . . أدانوا أحكام الإعدام عندنا ولم ولن يدينوها عندهم . . بالطبع إعدام الخونة (الجواسيس) الذين باعوا وطنهم لأجل مصالحهم ومصالح إسرائيل تستحق غوغاء أكثر ضجيجاً من المهاترات التى طفت الآن على السطح . . لن ينسى أحد شعار إستخفاف العقول والقلوب الكاذب كطعم لقطه الطيبون . . "رايحين على القدس بالملايين" . . وفى نقس الوقت . . "لا مساس بإتفاقية كامب ديفيد" . . ميثاق مصدق لكل الإعلام الأمريكى والغربى حينذاك لتحل به بركات التمكين وأكذوبة وخداع "الصندوق" . . هل أدان أحد من هؤلاء الضالين عن العدالة مقتل أربعة قضاة شرفاء من خير وأعز ما أنجبت مصر من شبابها ولا ذنب إقترفوه إلا أنهم قضاة ورجال (عدل) شرفاء . . أو (الوزير) الفلسطينى الذى هدر دمه هباء وعلانية أمام جموع البشر بأيدى الإرهاب بعينه . . وكلهم كانوا عزل من السلاح والحراسة (الأمنية) . . وقد أهينت حرماتهم علناً فى وضح النهار تحت مرئ ومسمع من العالم كله ولم يبالى أو يهتز لهم أحد من أولئك أو هؤلاء . . فبأى ميزان تزان أو تقاس العدالة أو الأرواح (البريئة) عند هؤلاء الحمقى المارقين عن الحق والحقيقة . . هل سأل أحداً نفسه أبسط سؤال . . لماذا تدافع أمريكا والغرب بضراسة وشراسة عن هؤلاء الخونة العملاء؟ منذ متى أمريكا أو الغرب عامة دافعوا عن رجل شريف . . أمريكا والغرب بصفة عامة لا يدافعون ولا يقربون من الشرفاء فى أى مكان وجدوا . . بل العكس هو الأصح . . يهربون ويبتعدون عنهم أينما كانوا . . أمريكا تدافع فقط عن الخونة والعملاء (الجواسيس) الذين يبيعون أوطانهم رخيصة لأجلها ويرعون مصالحها فى المنطقة . . والذى يظن غير ذلك . . فإما واهم فاقد الوعى أو من الذين يحبون أن يضلوا ويخدعوا أنفسهم والأخرين معهم . . أو ربما يريد التمثل بأمريكا عديمة المصداقية التى خصت وميزت نفسها بها والتى تعشق الكذب وتحب تمريره على الأخرين ليصدقونها كما تصدقه هى نفسها . . ومأساة العراق برهنت ذلك . . ومن يحبذ أن يتمسك بشرعية كذب ونفاق بنيت على أساس باطل دون عمد فهوت . . فله مطلق الحرية والعنان فى حدود وظل القانون أن يتشبث بها إلى أن يأتيه اليقين . . فخير نخبة وصفوة ثوار مصر (الأشراف) الثائرين ضد الملك الفاسد فى ظل (ظلم) وظلام المستعمر البريطانى المستبد لم تدافع عنهم أمريكا . . أو حتى تحرك لهم ساكن من ثوب الرأفة والرحمة التى تدعى كذباً أنها ترتديه الآن . . بل "تركت الحبل على الغارب" لأمها إنجلترا تعدمهم (شنقاً) فى الميادين العامة داخل قراهم الريفية ووسط أهلهم وذويهم بقرار (عفوى) "ظالم" عنوة صدر من المنتدب البريطانى فى مصر وقتذاك وبدون محاكمة أو (محاكم) شرعية . . وكانت مأساة بمثابة شرارة حاسمة إندلعت من ثور بركان متأجج قد فاض به والتى لهيب صهرها أغضب وأوقد وأيقظ ضمائر ضباط مصر الأحرار الحية ليأدبوا الملك الفاسد وبريطانيا معه ويردوا لهم الصاع بصاعين . . مرة عند عزل الملك ونفيه خارج البلاد . . والأخرى والأمر تنكيلاً . . عند طرد بريطانيا نفسها وتأميم قناة السويس للأبد التى كانت تحت سيطرة وهيمنة الإستيطان البريطانى الغاشم . . فأين قلوب وضمائر الرحمة وحقوق الإنسان حينذاك من مدافعين أمريكا وبريطانيا اليوم . . فما لا يعرفه من هو دمه غير فرعونى (أصيل) . . أنه (لا) عزيز عند الجيش المصرى حين يتعلق الأمر بإسم المحروسة أم الدنيا (مصر) حتى ولو كان فرداً من ضمن عزة وخير أفراده . . وهذا مبدأ ورمز من صلب مبادئ وقيم العسكرية الجوهرية الراسخة التى يتمتع ويميز بها جيش مصر عن دونه من الجيوش . . وعرف ثابت فى قاموسه ولم ولن ينحاد عنه لأى كائن كان . . والتاريخ خير مرجع وأصدق دليل الإثبات . . ألم تكن هى بريطانيا صاحبة مصيبة "وعد بولفور" لتزرعها وتزرها شوكة تقسم بها ظهر العرب والمسلمين وضاعت فلسطين والقدس كعاقبة من صنعها . . ألم هى تكن إسرائيل "طفل" (أمريكا) المدلل . . هؤلاء هم نفسهم المدافعون عن قرارات (الإعدام) التى نفذوها على الأشراف بدون محاكم وفى (غياب) القانون من قبل . . ولم ينددوا به أو يدينوه حينذاك . . والآن يهاجمون وينددون بإعدام صدر فى ظل سيادة القانون وتحت حكم القانون وبحكم (محكمة) القانون وليس بقرار محتل مستبد . . ولو كان الخونة أشراف ما أوصلتهم أمريكا إلى الحكم . . وحين سأل إعلام (أمريكا) رئيس وزراء إسرائيل عن خداع ونفاق الكذب بترديد . . "رايحين على القدس بالملايين" . . فأجاب . . "سمحنا لهم بإستخدام هذا الشعار (مؤقتاً) ليساعدهم فى إجتياز الإنتخابات الرئاسية (فقط)". وبالفعل لم يسمع به أحداً بعد ذلك . . أفيقوا من غفلتكم يا طيبين "الشرعية" والشريعة قبل فوات الأوان . . فأقل وأبسط درس لتعليم السلطان وحمقاء العالم الأخر وكل مارق عن الحق لتركيع وترهيب الإرهاب نفسه هو العودة إلى العدالة (الفرعونية) الصارمة برونقها البسيط على النمط الحديث وبديمقراطية فرعون ذو حسن (البصيرة) وليست بديمقراطية (الجهلاء) أصحاب المكيالين . . وعلى أساسه وبعد إنتهاء أحكام الإستئناف كافة . . يتم طرح إستفتاء شعبى بشفافية مطلقة لتنفيذ حكم الإعدام على كل المجرمين الخونة الذين أجرموا فى حق مصر وحق الدين البرئ منهم . . بتعليقهم من أرجلهم على طريقة "باب زويلة" فى (ميدان التحرير) الذى سلبت منه عنوة ثورة الغلابة والكادحين . . ورميهم بوابل من الرصاص على مشهد ومسمع من العالم كله فى أوج شروق الشمس كما فعلوا بضحاياهم دون حياء أو إستحياء . . لتشفى غليل قلوب أمهات مؤمنات تحطمت وتحسرت على دماء أغلى ما يملكون فى دنياهم . . (ضناهم) . . وليكونوا فى النهاية عبرة وعظة لكل معتبر بصير . . هذا هو القصاص الحق الذى أمر به الإسلام الذى يفترى ويدعى بهتاناً وكذباً هؤلاء المجرمون الخونة أنهم يريدون شريعته وتطبيقه . . هذه هى إذاً (شريعة) الإسلام الصرف التى هم منها (الآن) يحيدون . . "من قتل يقتل ولو بعد حين" . . "كما تدين تدان" . . رفعت الأقلام وجفت الصحف . . ربما يرى بعض السذج أن إعدام الميدان سيؤجج إنتقادات العالم (المنافق) ضراوة . . فمنذ متى تريد مصر أن تهتم لهؤلاء الذين يتأمرون سراً وعلانيةً لإسقاطها على حد فهمهم الضئيل والمحدود . . وأخرين غافلين ربما يتفقون مع لهجة السلطان بالعودة لمصر "القديمة" . . فلابد حتماً لتفطين وتذكير أولئك وهؤلاء ليتفحصوا الماضى القريب . . هناك . . لقد سبق وصرح الرئيس الأمريكى "الديمقراطى" المتحضر . . ورجل قانون (محامى سابق) وزوج التى تحلم بالرئاسة . . (أثناء) فترة حكمه . . أنه "سوف يحمل بندقية للدفاع عن (القدس)" . . هذه عقلية رئيس أمريكا و"العالم الحر" . . (وسيط) إتفاقية "السلام" بين إسرائيل وفلسطين التى بائت بالفشل الذريع ليعرف الطيبين منا حقيقة من يتعاملون ويتفاوضون معهم من أجل (القدس) ومستقبل فلسطين . . على نفس الدرب والوتيرة تبعه رئيس مجلس مدينة نيويورك "الديمقراطى" المتحضر ورجل قانون (وكيل نيابة سابق) بتصريحه (أثناء) فترة رئاسته . . أنه يريد "لف حبل المشنقة (بنفسه) حول رقبة زعيم التنظيم الإرهابى المتورط فى أحداث ۱۱سبتمبر فى (ميدان عام)" . . لم نسمع السلطان أو غيره من السلاطين أو حقوق الإنسان وقتها تهاجم أو حتى تعلق معقبةً على هذه التصريحات بوصفها بأنها بربرية أو لا تليق (برواد) لعالم متحضر أساسه "الديمقراطية" وحكم القانون وحماية حقوق الإنسان أو أنها عودة إلى الماضى الحزين والعصر الحجرى "القديم" إلى أخر هذا القصيد المتوالى والمتداول اليوم . . إذا كانت فى الواقع هذه هى حقيقة عقلية وعقيدة وفكر هؤلاء (رجال القانون) الديمقراطيون المتحضرون فى (أمريكا) . . إذاً وبدون أدنى شك . . فالعقلية والنظرية الفرعونية "القديمة" هى الحل الوحيد الأصوب والقصاص الأمثل والمطلوب لجذر جذور الإرهاب ولا مفر من عودته بكل ترحاب وترحيب . . قبل من قبل . . ورفض من رفض . . حقوق الإنسان هنا أصبحت باطلة وتقليعة فارغة لا يحق المطالبة بها لمن جردوا وحرموا غيرهم منها . . فلا حق لهم بالمطالبة بها هنا . . فحق القصاص يعلو فوق كل الحقوق الزائفة . . وقبل المطالبة بحقوق الإنسان . . يجب إعطاء أهالى الضحايا حقوق ذويهم الذين أهينت حرماتهم ظلماً وبغياً تحت أعين ومسمع العالم . . (الشيطان الأخرس) "الصامت" نحوهم . . أى مبرر خلاف ذلك لن يكون فى محله ولن يعود بنفع على حربنا الشرعية ضد الإرهاب . . فالقانون الذى صدر مؤخراً بترحيل المجرمين لبلادهم عقب إداناتهم القضائية لتنفيذها هناك يعتبر قانون عقيم ولابد من أن يلغى فوراً . . فماذا (لو) قبض على مجرمين "حماس" المحكوم عليهم بالإعدام . . هل يعقل ترحيلهم لحماس لتنفيذ عقوبة وحكم الإعدام عليهم هناك طبقاً لهذا (القانون) الفاشل . . مجرد التفكير فيها سخافة إن لم تكن فكاهة . . نصيحة لم تكن صائبة فى هذا التوقيت العصيب بالتحديد وتصحيحها بالإلغاء هو الصواب والطريق المطلوب سلكه فى الوقت الراهن . لا شك أن الغرض الأساسى من تصريحات أمريكا المتوحشة والخارقة لكل الأعراف الدولية مغزاها بلبلة الرأى العام المصرى لفقد الثقة فى أعظم وأعرق وأقدم مؤسسة قضاء (عادل) عرفها العالم قبل (ولادة) أمريكا وقبل أن يكون لها (إسم) على خارطة اليابسة . . ومن ثم زعزعة إستقرار البلاد ونشر الفوضى لإستعادة وفرض نفوذ الهيمنة التى فقدتها عقب (ثورة) ملايين ۳۰ يونيو العارمة والجارفة التى أنهت أحلامها ومخطط أهدافها الشيطانية . . وهذا الأمر الخطير لابد أن يقابل بحزم وحسم من قبل الحكومة الخجولة الصامتة . . فما لا تعرفه أمريكا عن قضاء وقضاة مصر على الخصوص والذى يختلف تماماً عن القضاء الأمريكى الفاسد (الظالم) . . أنهم لا يختارون ولا يعينون بقرار من حكام ولايات فاسدون مرتشون أو أعضاء برلمان (بوجهين) أو رئيس يشن حرب على هواه "سواء بموافقة الكونجرس والأممالمتحدة أو لا". . ولا يأتون بهم من أعمالهم الخاصة كمحاميين للناس كما عندها . . فأجمل وأشرف خاصية تخص قضاة مصر وتميزهم عن غيرهم . . أنهم وصلوا إلى منصة القضاء بجهدهم الفكرى وبلوغهم بذكاء أعلى الدرجات عند التخرج من كليات الحقوق (الحقيقية) . . وليس التى تدرس حساب الصف (الرابع) الإبتدائى فى نفس البلد التى تهاجم القضاء فيها . . وأغلب خريجيها (محامون وقضاة المستقبل) لا يعرفون حتى أين تقع بلدهم (أمريكا) على خريطة العالم . . فكيف سيعرفون أين تقع البلد التى ينتقدون بشراسة القضاء والقضاة فيها . . وهذا عكس (نظام) أمريكا . . ومن المنصف إضافته على كل ما سبق سرده أن نذكر . . ولا يحق له أن (يحلم) بأن يكون قاضياً فى أمريكا لمن لم يعطى (رشوة) "قانونية" مقدماً إلى سياسى فاسد . . بداية من الرئيس نفسه وحكام الولايات . . ونهاية برؤساء مجالس المدن فى كل ولاية تحت مسمى "تبرع" لحملته الإنتخابية من أجل إختياره ثم تعيينه فى محاكم الولايات التدريجية . . أو ترشيحه للتصويت عليه ببرلمان الولاية لمنصة أعلى محاكمها كقاضى ولاية أو محامى عام . . أو فى الكونجرس لمنصة المحكمة العليا فى أمريكا بعد سبق إختياره وتعيينه مباشرة من قبل كقاضى فيدرالى من رئيس الولاياتالمتحدة (نفسه) . . وهنا لابد وأن نُذكر أمريكا بقول (جارها) المحامى الكندى حين صرح للإعلام أثناء مؤتمر صحفى مهنئاً موكله أحد خريجى (جامعة جواتاناما الأمريكية للتعذيب وإهانة كرامة وحقوق "الإنسان") بقوله: "موكلى محظوظ جداً لأن محاكمته ستكون عندنا فى كندا هنا فى ظل (القوانين) الحقيقية و(المحاكم) الحقيقية". . إذاً لقد شهد شاهد من (أهلها) على (قوانين) و"محاكم" أمريكا المخزية . . فبدلا من مهاجمة القضاء المصرى . . الرد على هذا المحامى أفضل لحفظ ماء الوجه . . نريد أن نستيقظ من غيبوبتنا ونعلم هؤلاء كيف يحترموننا قبل فوات الأوان لأن إهانة القضاء (المستقل) الشامخ هى إهانة لمصر كلها والوطن العربى برمته . . أمريكا وبريطانيا بالذات وكل بلد هاجمت القضاء لابد من إرسال إخطار لسفارتها من الخارجية مرفق ومسند بأخر من النائب العام أو المحكمة الدستورية العليا دعماً وممثلاً عن القضاء . . ينذرها بأن أى تمادى فى نفس السلوك والتدخل السافر فى شأن القضاء . . سيقابل فوراً بإغلاق السفارة وقنصلياتها وأية مؤسسة تعليمية لها داخل البلاد وترحيل رعاياها فى غضون أربعة وعشرين (۲4) ساعة . . ومنع سفنها والسفن المتجهة لها من المرور عبر قناة السويس (المصرية) . . وإخطار الكونجرس الأمريكى رسمياً وحرفياً بأن أعضاء مجلسى النواب والشيوخ (غير) مرغوب فى زياراتهم لمصر حتى يصدروا بياناً علنياً فى جلسة (مفتوحة) بالإعتذار الرسمى عن تهجم حكومتهم المخالف للأعراف والسيادة الدولية على القضاء المصرى والتعهد بالنهى والكف الكامل والفورى بعدم التدخل فى الشأن المصرى مستقبلاً وبصفة خاصة القضاء . . ونفسه للأمم المتحدة . . وقتها فقط سيجبر العالم الضال عن الحق والمضلل للعدالة للتوقف الفورى ومراجعة حساباته لأن مقصد هجومهم له أهداف شتى أبعد مما يتخيل البعض الغافل عما يجرى من حوله من أحداث . . وإذا لم يرضخوا ويطيعوا الأمر . . فما سبق ذكره أعلاه أصح وواجب التنفيذ بدون تريث. . حينئذ سينكشف للعالم وجه وحجم هؤلاء الحقيقى بعواء بإمتداد المحيطين التى تقع بينهم البالونة الفارغة (أمريكا) . . هذه كرامة شعب لا تهاون فيها . . وكرامة مصر تفرض الطلاق الأبدى من كل المساعدات الأمريكية الزائفة مدنية أو عسكرية والتى جلبت إهانة القضاء بمخالبها الفتاكة . . فلا نفع يذكر لها على الشعب أو الجيش . . فأبطال وعظماء أكتوبر أدبوا إسرائيل والعالم معها بدون أمريكا ولا روسيا ولا وهم "الأباتشى". . والسلاح يأتى من أى مكان كان وحان وقت تصنيعه بأنفسنا . . ولا نسمح بإستيراد شيئاً (إلا) الذى لا نعرف زرعه أو صنعه حتى ننتج . . إرهاب سيناء ليس بحاجة إلى "أباتشى" . . إرهاب سيناء محتاج لتوصيل الإرهاب نفسه للإرهابين قبل أن يوصلوه إلينا . . كيف يتم ذلك . . إغلاق كل مداخل ومخارج رفح والعريش والشيخ زويد وكل المدن الأخرى . . ثم يدخل أبطال القوات المسلحة لإغلاق كل شوارع المدينة من الجانبين . . وإعطاء إنذار مسبق للأهالى أن من عنده سلاح يضعه فوراً أمام منزله ولن يسأل عنه . . لأن البيت الذى سيخرج منه رصاصة لن يترك فيه حجر قائم . . وأن المنزل الذى يتستر على إرهابى بداخله ولم يبلغ عنه السلطات فوراً أو يخرج هو منه لتسليم نفسه سيتحمل العواقب الوخيمة سواء القانونية أو المادية . . وحين يخرج إرهابى لتسليم نفسه . . يجب الحذر وإجباره على أن يتجرد من كل ملابسه الخارجية من على بعد مسافة لا تقل عن خمسين (۵۰) متراً لتجنب أى خداع مطوق بحزام ناسف . . بعدها تدخل القوات بأسلحتهم بدون دبابات ولا مدرعات مشياً لطرق (كل) باب وفحص أوراق إثبات الشخصية والجنسية و("لهجة") كل قاطن بالمنزل . . وتفتيش البيت تحت غطاء الهليكوبتر لمراقبة سطوح المنازل والتعامل معها . . إضافة إلى ذلك . . إغلاق معبر رفح إلى (حين) أن ينتهى إرهاب سيناء تماماً بعد السماح بفرصة أخيرة لساعات وجيزة محدودة لمن يرغب فى الذهاب أو العودة (لأخر) مرة وإخطاره مسبقاً بذلك . . وكل الحالات "الإنسانية" الطارئة وغيرها فيما بعد تسلك سبيل إسرائيل والأردن . . ونشر القوات المسلحة فى كل ربوع سيناء . . وإذا إعترضت إسرائيل فعليها أن تبل إتفاقية كامب ديفيد وتجعل أمريكا تشرب معها . . هذه هى اللغة التى يعيها ويفهمها كل هؤلاء . . ولولا بغض ونهى (قضبين) وصفوة الفلسفة والمعرفة . . عملاق الأدب كافة ومعه عميد الأدب العربى . . بعدم تحبيذ إستعمال اللغة العامية فى الكتابة لكان أفضل تفسيراً سرد مثل هذا النوع من السيناريوهات تفصيلاً بها . . بدون تطبيق هذا السيناريو حرفياً . . سنظل نبكى ونتحسرعلى أعز وأغلى ما عندنا وسندخل نفسنا فى متاهات لا حصر ولا نهاية لها . . هذا السيناريو ليس من خيال ولا أحلام هوليوود . . لقد طبقته "ديمقراطية" أمريكا بالنص الحرفى . . حين (أمرت) أهل بوستن بعدم مغادرة أكثر من (مليون) مواطن منازلهم وإغلاق أعمالهم ومحلاتهم التجارية . . وضمنهم أفران المخابز ومحطات الوقود واللذان يعتبران ركيزتين لا غنى عنهما كوتد وعضد نسج الحياة الأساسية فى (أمريكا) . . وجعلت من بوستن مدينة الأشباح ليومين متتاليين . . ولا ترى مخلوقا سائرا فى الشوارع سوى قوات الشرطة . . وغير ذلك كان من المستحيل القبض على مدبر قنبلة الماراثون الذى صدر ضده حكم ("الإعدام") من أسبوع فقط وقبل قرار الإعدام فى مصر . . هذا بالطبع يناقض زعم السلطان "أن فى الوقت الذى يفكر فيه العالم بإلغاء حكم الإعدام نرى نظام مصر يريد العودة لمصر القديمة" . . غافلاً أو متجاهلاً أن ("الخوجه") فى أمريكا لا يستطع الحكم ولا العيش بدون قانون وحكم ("الإعدام") . . كفى كذب ونفاق على شعبك سلطان زمانى. إرهاب سيناء ما هو إلا صرف الإنتباه عن القضية الفلسطينية محور النزاع الرئيسى لينتهى بها المطاف فى تدوينات سجلات وأرشيف (النسيان) التاريخى والتى بالطبع تصب عواقبها فى مصلحة إسرائيل وهماً منها أنها ستنهك جيش أكتوبر . . وإذا ثبت بالبرهان القاطع تورطها فى إرهاب سيناء . . فإتفاقية كامب ديفيد ستصبح تاريخ سلف . . ولكن مواجهة الإرهاب تلزم الحكومة بالشفافية وصراحة الشعب عن حقيقة كل المقبوض عليهم فى سيناء . . فبدو سيناء الشرفاء بوطنيتهم الأصيلة التى ساهمت بتعاونهم البناء والمثمر فى تحقيق نصر أكتوبر بكشف سيناء وجعلها كتاب مفتوح لجيشنا . . لم ولن يورطوا أنفسهم أبداً ضد الجيش الذى يحبهم ويحبونه ("محرر") أرضهم . . والشعب المصرى واعى بالفطرة وحب فلسطين يكمن فى وجدان المصريين عامة . . ويعرف تماماً أن "حماس" لا تمثل شعب فلسطين ولا حتى أهل غزة نفسهم . . وحزنهم على هدم أنفاق التهريب قد أعمى بصيرتهم وقلوبهم فجعلهم يتخذوا من الجيش الذى رهب حياته وضحى بدمه للدفاع عن فلسطين وشرفهم عدواً بناء على فتوى من رجل فاسق يدعى كذباً أنه علامة بعلوم الدين والفقه الإسلامى . . والتى هى نفسها تتبرأ من مثل هذا الآفاق المنافق الذى حلل هدر "دماء" (مسلم) وحرق (بيته) . . ونسى أنه باع وطنه وشرفه ودينه بفتاوى تافهة تتنافى تماماً مع سماحة وبراءة نور الإسلام من أجل حياة زهيدة فانية وحفنة بخسة من الريالات غشت على بصيرته وعمته أن يرى نفسه . . ويعى أنه ضل السبيل حين أبى أن يترفع ويرتقى بسمو تعاليم الإسلام التى يدرسها للأخرين من الناس التابعين لفكره المريض . . وأن يعيش زاهداً فى الدنيا كما أمر الإسلام الذى يتبرأ من كل تجار الدين الذين يسعون مهروعين لهثاً خلف وهم السلطة وإمتلاك مناصب الأمور الزائفة ليضلوا بها جرياً وطمعاً وراء منافع وملزات الدنيا الزائلة . . ويعى تماماً أن الرجل الذى رغب طوعاً فى سلك نهج جماعته كمذهب (دنياوى) . . وليس (دينى) . . له . . والذى كان دوماً يدعى بفخر وعزة لكل من حوله . . أن الملك الفاسد "صديق (حميم) للجماعة". . لم تكن "الشريعة" الإسلامية (أبداً) هدفاً . . ولا(عمرها) كانت مبدأ فى فكره أو فكر جماعته . . على عكس مسميتها الأولى (الحقيقية) التى أراد أن يقلدها وإقتبس منها مجرد الإسم (فقط) . . وترك لها هى تطبيق الشريعة لنفسها والتى قائمة سارية المفعول و مازالت هناك أساس وعماد الحكم فى بلدها . . وقسم الولاء بحلف اليمين على "القرآن والمسدس" . . (بدعة) لا تمس إلى الإسلام ولا الإيمان بصفة . . لا من قريب ولا من بعيد . . ومصير (البدعة) معروف لكل متعصب بالرأى . . ولو قرأ عبقرية واحدة من عبقريات من هو أكثر منه معرفة وبلاغة وعلماً وفصاحة بفقه علوم وتعاليم أمور الإسلام وسماحته . . وأكثر منه خبرة وأشد حنكة وأرزن دراية وإلماماً بفلسفة الحياة وغموض مقدراتها . . ومن هو أعمق وأبصر وأصوب حكمة بأمور الدين والدنيا منه . . ما ضل السبيل وما ذم ونم بالسوء والضغينة ولا بمغبة الفتاوى الإفترائية المشعوذة فى حق جيش باسل فذ شريف . . لا يباع ولا يشترى . . قد رفع رأسه ورد كرامته وكرامة كل مسلم ومسيحى يعلم بأصول دينه وسمو المبادئ والقيم ومثلها العليا التى أتت بها . . فأصبح حاله يستحق الشفقة والعطف من أقرب الأقربين له لرجل قد فقد رشده بعد بلوغه أرذل العمر . . ناكراً لفضل بلده وجيشها عليه . . ومتنكراً بإجحاده ونسيانه كرم أسمى وأعظم وأقدم صرح تعليمى وثقافى لشئون الدين والإسلام عرفه التاريخ وجعل منه ما يباهى به غيره . . وإذا (ظن) الحماسيون أنهم قادرون على كسر الجيش المصرى فيجب عليهم أن يعيدوا التفكير أو يسألوا إسرائيل عن ذلك . . أو على أقل الفروض . . يطلعوا على كتابها (المحدال) "التقصير" . . أمريكا وروسيا مجتمعتين لا يجرأ بهما الأمر أن يفكرا فى ذلك الوهم السخيف . . فمصر( دوماً) مقبرة الغزاة والتاريخ لا يكذب . . عودوا إلى صوابكم ورشدكم قبل أن لا يكون هناك مكان ولا مجال للندم . . لا يوجد فى العالم المتحضر أو البربرى دولة تسمح ببناء أنفاق تهريب فيها مهما كانت التداعيات أو المبررات . . وجرائمكم (وليس) كفاحكم ستحل فى النهاية بالخراب والمأسى على أهل غزة الأشراف الذين يعتبرهم كل مصرى "مصريين" مثلهم . . فلا تفسدوا أو تعكروا هذه العلاقة الحميمة والرباط الوطيد بأعمال وأفعال لا تخدم ولا تصب سوى فى صالح (عدو) "مشترك" . . سخروا كفاحكم من أجل فلسطين وحدها والأقصى الذى إنتهكت حرماته . . ولا حياة لمن تنادى . . سيناء (حصن وخط الدفاع الأول) ليست ولن (تكون) "ولاية" أمريكية ولا صهيونية وستظل مصرية (فرعونية) إلى أن تقوم الساعة . . شاء من شاء . . وأبى من أبى . . وبنىّ إسرائيل خير شهود على هذا الحديث . . وإسرائيل تعلمت ووعت هذا الدرس المؤلم ولا ترغب فى المزيد. الصراع الدموى السائد الآن على الساحة العربية من إرهاب سيناء . . سوريا . . العراق . . تونس . . ليبيا إلى اليمن . . ليس وليد الصدفة أو بمحض القضاء والقدر كما يتخيل أو يظن البعض . . إنها حلقة فى سلسلة واحدة مدبرة بتخطيط شيطانى لنهك قوى العرب وتشتيت فكرهم وهدفهم من تركيزهم على القضية الأم وأصل النزاع . . وهى قضية (فلسطين) . . لفسح مجال الطغى والظلم والعربدة لإسرائيل لتفعل ما تشاء فى المنطقة . . وفى النهاية إسرائيل هى الوحيدة الرابحة والمستفيدة من الخريف والتخريف العربى . . ولها كل الحق إذاً بأن ترفض إقتراح الدولتين ومن يلومها فى ذلك منذ دول المواجهة الحقيقيين عندهم ما هو أهم الآن ليشغلهم عنها وعن قضية الشرق الأوسط الكبرى (فلسطين) . . عندئذ . . لقد إنفضح وإنكشف بلا إحتشام وهم أكذوبة وخداع حل الدولتين الفاشل الذى روج ديمقراطيون "العالم الحر" له لأكثر من ثلاثة عقود متتالية . . فرب ضارة نافعة . . بخلق هذا الكم والحجم الهائل من الفوضى وسفك دماء الأبرياء فى أرجاء الأقطار العربية . . ربما يظن الجهلاء أن هدفهم قد تحقق والأمور قد صارت على ما يرام لما يصبوا إليه كما رسموا وخططوا بمعاونة الخونة والعملاء الذين يتباكون عليهم الآن . . ولكن "أحياناً تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن" ولا الأنفس . . وهنا مربط الفرس . . فتاريخ هذه الأرض مكتظ بالحكمة وغنى بالعظة والعبرة عبر الدهر لمن يريد الفطنة ويرغب بإمعان أن يتمحص ويتعظ . . الصراع الجارى على الساحة العربية سوف يزول وينقرض إن آجلاً أو عاجلاً . . وسيرى هؤلاء المتآمرون عاقبة ما صنعت يداهم حين يقعوا فى خندق حفروه لأنفسهم ومأزق لا مفر ولا نجاة منه . . حينئذ . . وحين تدور الرحى وتنقلب موازيين (القوى) رأساً على عقب . . وتأتى بما لا يحمد عقباه . . ستنفجر تدابيرهم ومؤامراتهم ومآربهم بسوء مكرهم فى وجوههم . . يومئذ سيشرق بصيص من ضوء الشمس فوق أرض العرب وسترى فلسطين شمس الإستقلال ونور الحرية وكأنها لم تعهد بهما من قبل . . كدولة وليست دولتين. ابن مصر عاصم ابو الخير