وصف محللون سياسيون القمة العربية التي اختتمت أعمالها في مدينة جدة السعودية بأنها تاريخية بكل المقاييس، مشيرين إلى أنها تناولت مواضيع مهمة من بينها منع انهيار السودان ووقف التدخلات الخارجية وحل الدولتين، إضافة إلى ترحيب القمة بالاتفاق السعودي الإيراني ودعم الحل السياسي في اليمن. وأوضح محللون ل«عكاظ» أن القمة عُقدت في وقت حساس تمر به المنطقة، ما يجعلها منصة مناسبة لتناول شواغل أمنية واقتصادية مشتركة، خصوصاً في ما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط وكذا الحرب الروسية الأوكرانية. سياسة رصينة وقال المحلل السياسي العراقي رعد هاشم ل«عكاظ»: السعودية أثبتت من خلال القمة العربية في جدة ترسيخ وتركيز دعائم سياستها الرصينة على مستوى دول الإقليم، وكذلك على مستوى الصراع مع إسرائيل، وأيضاً في ملف التدخلات الخارجية، كما عملت السعودية في القمة على تثبيت دعائم العمل العربي المشترك بالتنسيق مع المجتمع الدولي ومع العرب أنفسهم، وأخذت على عاتقها ذلك بحكم رئاستها للقمة ودورها المحوري في العالم، وهذه القمة جميع دول العالم تنظر لها بمنظور قوي من جميع النواحي؛ بحكم أن السعودية جمعت الفرقاء وكانت فرصة لإعادة التعامل بين الدول العربية ودول العالم. وأضاف هاشم أن الدول العربية لها دور محوري ومهم في جميع قضايا الشرق الأوسط وكذلك المحور الأفريقي والعالمي، وتأكيداً على ذلك ما جاء في إعلان القمة الذي أشار إلى منع انهيار السودان ووقف التدخلات الخارجية، إضافة إلى ترحيب القمة بالاتفاق السعودي الإيراني ودعم الحل السياسي في اليمن. وأكد هاشم أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نجح وبكل قوة في ما يخص الاتفاق الإيراني؛ لأن الاتفاق لا يخص الجانب السعودي والإيراني فقط؛ وإنما هنالك دول في الإقليم ستستفيد بكل تأكيد من الاتفاق، ونظراً إلى أهمية ذلك تم إطلاع الزعماء العرب على الاتفاق، الذي نجح في وقف التصعيد والتهديد والتوتر في المنطقة، وهذا يحسب للسعودية. عودة سوريا إلى محيطها العربي أوضح الكاتب والمحلل السياسي الإماراتي أحمد خليفة ل«عكاظ» أن مخرجات القمة العربية في جدة تعكس دور المملكة الرائد في دعم أمن ووحدة أوطاننا العربية، وحماية مكتسبات شعوبها، وصون أمنها واستقرارها، ويفضح تطلعات المليشيات التي تتغذى على النزاعات العربية. وأضاف أن من أهم مخرجات القمة العربية، التي اختتمت أعمالها في مدينة جدة السعودية، هو توحيد الصف العربي بعودة سورية الجريحة والعمل على استقرارها. واللافت الذكاء السعودي الإعلامي في دعوة رئيس أوكرانيا للقمة، ما جعل القمة تحت زخم إعلامي عالمي ودولي. وأشار خليفة إلى أن ما يهم العالم حالياً، وخصوصاً الدول العربية، هو الاستقرار الإقليمي وكيفية تضافر الجهود لمواجهة التحديات السياسية والأمنية القائمة التي تهدد الاستقرار. وأوضح خليفة أن الدول العربية بدأت في توحيد الصف العربي، وذلك بجهود كبيرة تقودها المملكة العربية السعودية، بعد الفوضى التي عمَّت بعض البلدان العربية وتسببت في الحروب نتيجة التدخلات الأجنبية.