ثمن دبلوماسيون ومحللون سياسيون ل «عكاظ» الدور الريادي للمملكة في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، معتبرين أنها بوصلة الاستقرار الإقليمي والعالمي، ومشددين على أهمية الثقل السياسي الذي تتمتع به في مراكز صنع القرار على المستويين الإقليمي والعالمي. وأكد خبراء السياسة على أن هذا الدور المحوري البارز للمملكة وقيادتها هو الأساس في مواجهة التحديات المرتقبة في المنطقة والتصدي للمؤامرات التي تحاك ضد الأمة العربية والإسلامية، خاصة أن المملكة عبر هذا الدور الفعال والمؤثر والذي تسعى من خلاله إلى إعادة تماسك ووحدة الصف في مواجهة الأخطار المحدقة أمام ما تشهده المنطقة من تمزق وفرقة، الأمر الذي أهلها لأن تكون بيت العرب الكبير ودرع الأمة الاسلامية. حيث أفصح المحلل السياسي اللبناني الدكتور زياد العجوز، قائلا «إن المملكة منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سدة الحكم، حظيت الأمتان العربية والاسلامية بجل اهتماماته ورعايته، خاصة أن الملك سلمان تخطى الحواجز في تعاطيه مع الأمور الحساسة والقضايا العربية والقومية بشكل جريء ومباشر». وتابع الدكتور العجوز ل «عكاظ» بالقول: «إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين لم تتردد لثانية واحدة في اتخاذ القرارات الصائبة والقرارات التي لطالما انتظرتها الشعوب العربية ومن أبرزها دوره وقراره الحاسم في الإعلان عن بدء عاصفة الحزم التي جاءت ضمن إستراتيجية قوية ومبادرة مهمة استطاعت وأد المؤامرة الإيرانية على الأمة العربية من منطلق قطع رأس الأفعى من منطقة الخليج العربي، إضافة إلى تحول عاصفة الحزم لاحقا إلى مبادرة إعادة الأمل والتي جاءت من منطلق إدراكه لخطر المؤامرة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة». كما نوه خبراء السياسة الدولية بالحراك الدبلوماسي الذي تشهده الرياض منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم انطلاقا من اللقاءات الثنائية التي استضاف خلالها عددا من زعماء الدول العربية والاسلامية والصديقة، مستعرضا أبعاد العلاقات الثنائية وانعكاساتها على الصعيد الإقليمي والدولي، إلى جانب استضافة المملكة للقمم السياسية التي تعكس فعالية الرياض في دفع العلاقات الدولية بين الدول العربية إلى أفق أوسع، وأبرزها القمة العربية اللاتينية والتي اختتمت بمشروع قرارات تدعم الاقتصاد العربي وفتحت أبوابا جديدة للتعاون بين العالم العربي ودول أمريكا الجنوبية. وقال المحلل السياسي جورج علم: عطفا على التحولات التي تشهدها المنطقة منذ الاتفاق النووي مع إيران إضافة إلى الصراعات المشتعلة على الساحات العربية والتي تجعل الدول أمام تحديات مصيرية بأن الدور العربي مسؤولية كبرى تتحملها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسط ظروف صعبة وضاغطة، ولذلك فإننا نرى المملكة هي العامل الاساس في معالجة الكثير من المشكلات والتحديات السياسية والأمنية والاقتصادية في العالم العربي. وتابع علم بالقول: «إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين تسعى جاهدة لإبعاد تهمة الارهاب التي يحاول الغرب إلصاقها بالمسلمين والعرب، وبالتالي فإن هذا الأمر ليس بالسهل إضافة إلى إعادة تموضع الوضع الاقتصادي في ظل تدني أسعار النفط». كما أشار المحللان السياسيان إلى اللقاء المرتقب لمؤتمر المعارضة السورية في الرياض والذي يؤكد على الجهود المضنية التي تبذلها المملكة في سبيل انهاء الازمة السورية وفق حل سياسي ينقذ الشعب السوري من براثن النظام الدموي وأعوانه.. سبقته لقاءات مماثلة استضافت خلالها المملكة أطرافا سياسية متنازعة، مثل مؤتمر الوفاق اللبناني حيث كان للدور السعودي في القضية اللبنانية أهميته لوقف القتال في لبنان ومحاولاته تحقيق الوفاق الوطني وتسوية الأزمة التي حالفها النجاح في اتفاق الطائف. كما كان للمملكة جهود في رأب الصدع بين الأشقاء الفلسطينيين، حيث طرحت مبادرة سياسية (في رحاب مكةالمكرمة) لتنقية الأجواء والخروج بحكومة وفاق فلسطيني. فضلا عن عدد من المبادرات الأخرى مع الفرقاء الأفغان. إلى جانب المشاركة الفعالة للمملكة في قمة العشرين والتي عكست الثقل الاقتصادي الذي تتمتع به على المستوى الدولي للرد على المشككين في اقتصادها، مثبتة اتباع سياسات مالية حكيمة تجنبها الكثير من الأزمات المالية، وتؤكد دورها وقراراتها الاقتصادية الرشيدة التي تبنتها عبر العقود الماضية، مشيرا إلى أن للمملكة ثقلا سياسيا واقتصاديا كبيرا يستند على إرثها ومواقفها الرصينة. وعطفا على استضافتها للقمة الخليجية السادسة والثلاثين غدا والتي تنعقد تحت راية التكاتف والتآزر الخليجي الواقعي في مواجهة التحديات، وتناقش العديد من الملفات المهمة تشمل القضايا الأمنية والاقتصادية والسياسية والعسكرية وملفات اليمن وسوريا إضافة إلى التدخلات الإيرانية والقضية الفلسطينية.. أكد المحللون السياسيون أن المملكة بقادتها وشعبها تمثل مرتكزا قويا من مرتكزات النظام الإقليمى والعمل العربي المشترك، وتساهم بدور فعال ومؤثر في تلبية احتياجات ومتطلبات الأمن القومي. حيث قال عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، إن المملكة لم تأل جهدا في الحفاظ على وحدة الصف العربي والإسلامي، مثمنا حكمة القيادة السعودية في الحفاظ على أمن واستقرار الدول العربية والاسلامية في مواجهة المخاطر الاقليمية خاصة التهديدات الإيرانية ومخاطر قوى التطرف والإرهاب ممثلة في داعش والتنظيمات المتطرفة الأخرى. وثمن موسى الجهود التي تبذلها المملكة بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومن قبله الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله في دعم مؤسسات العمل العربي والاسلامى المشترك ومنها الجهود في مشروع تطوير ميثاق الجامعة، وجهود تكريس قيم إقامة احترام وتعاون متبادل مع الدول العربية والإسلامية وكافة دول العالم ونصرتها للحفاظ على الأمن العربي والاسلامي، وهو ما تجلى في موقفها المشرف من مصر وتبنيها رغبة الشعب المصري في ثورة 30 يناير، وهو ما برز أيضا خلال استضافة الرياض للقمة العربية اللاتينية. ومن جانبه أوضح الدكتور جمال زهران البرلماني المصري الأسبق وأستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس أن القيادة السعودية حملت على عاتقها خدمة الأمة الإسلامية والعربية ودافعت عن استعادة الحقوق المشروع للشعب الفلسطيني لسنوات طويلة عبر العمل على إحياء مسيرة السلام عبر مبادرة السلام العربية، كما سعت بكل قوة للحفاظ على أمن واستقرار البحرين في مواجهة محاولات إيران تمزيق البحرين بالفتن الطائفية، فضلا عن جهود المملكة للحفاظ على استقرار وأمن لبنان من أنواء الفتن السياسية التي تشتعل من آن لآخر فيها. وأضاف زهران، إن المملكة تلعب دورا ئيسا في الحفاظ على أمن وسلامة واستقرار الدول العربية والإسلامية، وهو ما تجلى في دعم المملكة لمصر في مواجهة الإرهاب والإخوان حتى استطاعت مصر أن تعبر بسلام من هذه المحنة. وأشار زهران إلى أن المملكة تواصل جهودها لإرساء قيم الأمن والسلم الدوليين، من خلال احتضانها للقمة العربية اللاتينية مؤخرا بالرياض والتي أسفرت عن العديد من الثمار، ومنها كسب تعاطف وتأييد دول أمريكا اللاتينية للقضايا العربية والاسلامية والمشروعة في المحافل الدولية بجانب التعاون في مواجهة الإرهاب كظاهرة عالمية.