مع دخول الأزمة السودانية أسبوعها الثالث، استفاقت الخرطوم مجددا على أصوات طلقات الرصاص والانفجارات وهدير الطيران الحربي بين قوات الجيش والدعم السريع، رغم الهدنة الجديدة التي وافق عليها الطرفان. وبحسب «فرانس برس»، تحدث شهود عيان عن سماع أصوات الطائرات الحربية والانفجارات وإطلاق الرصاص في مناطق مختلفة من العاصمة السودانية، وسط مخاوف من انهيار الهدنة «الهشة». ونقلت الوكالة عن خبراء قولهم: إن اتفاقات وقف إطلاق النار تهدف إلى ضمان أمن طرق إجلاء الرعايا الأجانب، والسماح بمواصلة بعض الجهود الدبلوماسية التي تقودها أطراف خارجية في ظل رفض الجنرالين التواصل المباشر بينهما. وفي رأي هؤلاء، فإن مساعي الحلّ تصطدم بصراع النفوذ بين البرهان وحميدتي، وهو ما دفع عشرات الآلاف إلى الفرار خارج البلاد، بحسب «رويترز»، وأثار المخاوف من تعرض السودان للتفكك وزعزعة استقرار منطقة مضطربة بالأساس، ودفع الحكومات الأجنبية إلى الإسراع لإجلاء رعاياها، وسط تحذيرات من تحول الوضع إلى مأساة إنسانية. وأسفرت المواجهات الدامية حتى الآن عن مقتل نحو 528 قتيلا و4599 جريحا، بحسب إحصاءات أعلنتها وزارة الصحة السودانية أمس (السبت)، إلا أن تقديرات أخرى تقول إن أعداد الضحايا أكبر من ذلك، إذ تطال الاشتباكات 12 من الولايات السودانية ال18. وبحسب تقديرات الأممالمتحدة، انتقل 75 ألف شخص إلى مناطق أخرى في السودان، وعبر 20 ألفا على الأقل نحو تشاد، و6 آلاف نحو جمهورية أفريقيا الوسطى، وغيرهم إلى إثيوبيا وجنوب السودان. وأجلت العديد من الدول الغربية والعربية رعاياها توازيا مع جهود دبلوماسية سعيا للحل، فيما تعقد الجامعة العربية اليوم (الإثنين) اجتماعا على مستوى السفراء بناء على طلب مصر، للبحث في تطورات الأوضاع في السودان. وأعلنت منظمة التعاون الإسلامي عقد اجتماع طارئ للجنتها التنفيذية بعد غد (الأربعاء) في جدة بطلب من السعودية.