تحولت الخرطوم، المدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 5 ملايين نسمة، إلى خط أمامي في الصراع الطاحن بين الجنرال عبد الفتاح برهان، قائد الجيش السوداني، والجنرال محمد حمدان دقلو، الذي يقود المجموعة شبه العسكرية القوية المعروفة باسم قوات الدعم السريع. وتحطمت الآمال التي كانت مبتهجة فيما مضى بالتحول الديمقراطي في السودان. حيث استمر اطلاق النار ودوي المدفعيةالثقيلة في أجزاء من العاصمة السودانية، وفقا لما ذكره السكان على الرغم من تمديد وقف إطلاق النار. وتسببت معركتهما على السلطة في مقتل المئات ودفع الآلاف إلى الفرار وانقطاع الكهرباء والامدادات الأساسية. وقفز عدد القتلى المدنيين إلى مايقرب من 528 قتيلاً، وإصابة 4599 مدنيا آخرين على الأقل. بحسب نقابة أطباء السودان. المتاجر والمستشفيات وذكرت النقابة أن المقاتلين انتقلوا إلى المنازل واستولوا على المتاجر والمستشفيات وهم يقاتلون في الشوارع. وواصلت الدول الأجنبية في مطالبها لإجلاء الموظفين الدبلوماسيين والمواطنين بينما قامت المملكة العربية السعودية بعدد من الإجلاءات الناجحه لمواطنيها وغيرهم من هناك. وقد فر آلاف السودانيين عبر الحدود إلى تشاد ومصر. وقالت الأممالمتحدة إن ما يصل إلى 20 ألف لاجئ - معظمهم من النساء والأطفال - عبروا الحدود الغربية إلى تشاد، البلد الذي كافح من أجل الاستقرار في أعقاب الانقلاب الذي قام به قبل عامين. عقبات الفرار ويواجه الذين يفرون من القتال في الخرطوم المزيد من العقبات في طريقهم إلى بر الأمان. وأثبتت الرحلة البرية إلى بورتسودان، حيث تقوم السفن بعد ذلك بإجلاء الأشخاص عبر البحر الأحمر، بأنها طويلة ومحفوفة بالمخاطر. وقال حاتم المدني، صحفي سابق، إن مقاتلين شبه عسكريين يوقفون اللاجئين عند حواجز الطرق خارج العاصمة، ويطالبونهم بتسليم هواتفهم ومقتنياتهم الثمينة. كما شكلت الجسور الجوية من البلاد تحديات، حيث تعرضت طائرة الإجلاء التركية لإطلاق نار خارج الخرطوم. وقال سكان إن الاشتباكات استمرت حول القصر الرئاسي ومقر الإذاعة الحكومية وقاعدة عسكرية في الخرطوم رغم تمديد وقف إطلاق النار بضغط دولي مكثف لمدة 72 ساعة أخرى فجر الجمعة. وأرسلت المعارك أعمدة كثيفة من الدخان الأسود تتصاعد فوق أفق المدينة. وقف هش وفي عدد قليل من المناطق القريبة من العاصمة، بما في ذلك أم درمان، أفاد السكان بأن بعض المحلات التجارية كانت تفتح أبوابها مع تضاؤل حجم القتال، حيث يسعى الجانبان إلى الالتزام بوقف هش لإطلاق النار. لكن في مناطق أخرى، قال السكان الذين يحتمون في منازلهم مع دوي الانفجارات من حولهم إن المقاتلين كانوا يخرجون من منازلهم ويرعبون الناس ويسرقون كل ما يمكنهم العثور عليه. والآن في أسبوعه الثالث، ترك القتال أجزاءً من الخرطوم بدون كهرباء ومياه جارية. يقول أولئك الذين لجأوا إلى منازلهم إن الطعام والإمدادات الأساسية نفذت منهم. وبين السكان، في مدينة أم درمان، غربي الخرطوم، أنهم كانوا ينتظرون ثلاثة أيام للحصول على الوقود - مما يعقد خطط هروبهم. نهب المدن من جهة قال منسق الإغاثة التابع للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، إن مكاتب الأممالمتحدة في الخرطوم، وكذلك مدينتي جنينة ونيالا في دارفور تعرضت جميعها للهجوم والنهب. وقال: «هذا غير مقبول - ومحظور بموجب القانون الدولي». وعلى مدار الخمسة عشر يومًا الماضية من الضرب على بعضهم البعض، فشل كل من الجنرالين في توجيه ضربة قاضية للآخر في نضالهما من أجل السيطرة على ثالث أكبر دولة في إفريقيا. الخرطوم: تم إغلاق العديد من المستشفيات في الخرطوم وفي جميع أنحاء البلاد. ترك القتال أجزاءً من الخرطوم بدون كهرباء ومياه جارية. يشتكي المدنيون بالخرطوم وغيرها من أن الطعام والإمدادات الأساسية نفذت منهم. سكان، في مدينة أم درمان، غربي الخرطوم، انتظروا ثلاثة أيام للحصول على الوقود - مما يعقد خطط هروبهم.