اعتمدت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها 1932، على مبدأ حسن الجوار والتعاون مع الدول المجاورة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للأصدقاء والأشقاء، وما زال هذا المبدأ سارياً في السياسة السعودية إلى هذه المرحلة، بل طورت المملكة من هذا المبدأ إلى مبدأ جديد وهو مبدأ «تصفير المشكلات» في المنطقة من أجل شرق أوسط آمن ومستقر ومزدهر على المستوى الاقتصادي. ولعل الاتفاق مع إيران برعاية صينية، أحد مظاهر مبدأ «صفر مشكلات» في المحيط، خصوصاً أن الاتفاق يحمل أبعاداً سياسية وأمنية واقتصادية وحتى ثقافية بين الجانبين، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مساعي المملكة لعودة سورية إلى المنظومة العربية وإمكانية عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية والمشاركة في اجتماعاتها المرتقبة. في النهاية، ترى المملكة أن المنطقة الآن بحاجة ماسة إلى مزيد من الأمن والاستقرار الذي من شأنه أن ينعكس على التنمية والرفاهية لشعوب المنطقة، وهذا جزء من رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لتكون السعودية محور هذه الرؤية. ففي بداية عام 2023، شهدت المملكة العربية السعودية تحركات سياسية على المستوى الخارجي، فيما زار العديد من المسؤولين العرب والرؤساء المملكة، لوضع أسس جديدة للمنطقة، وفي الوقت ذاته زارت شخصيات أمريكية رفيعة السعودية للتشاور مع المملكة حول هذه الرؤية الجديدة في تصفير المشكلات، وهذا يدل على أن الحراك السياسي السعودي بات محل الأنظار على المستوى العالمي.