على أبواب الخمسينية لمجلس التعاون الخليجي، تأتي المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لتصنع ولادة جديدة للمنظومة الخليجية المتمثلة بإطار مجلس التعاون. ولادة تقوم على نقطتين مركزيتين. الأولى، تصفير للإشكاليات الناشئة، والثانية صياغة رؤية خليجية واحدة لمواجهة التحديات والتحولات التي يعيشها العالم، سياسياً واقتصادياً وأمنياً. رؤية المملكة بقيادة خادم الحرمين للوحدة الخليجية تقوم على تحديد ما يريده مجلس التعاون أن يكون وما لا يريده بالتالي أن يكون. سياسياً، هناك حاجة ماسة لتوحيد الرؤية من كافة الملفات الدولية الساخنة، عربياً في اليمن والعراق وسورية ولبنان، ودولياً في التحولات وولادة الأقطاب على صعيد العالم. أما اقتصادياً، فإن حجم التداعيات السلبية التي أوجدتها جائحة كورونا يتطلب من دول الخليج تماسكاً وتعاوناً ووحدة لتتمكن من تجاوز هذه التداعيات ومنعها من التأثير على حياة ورفاهية المواطن الخليجي، فإن هول ما أنتجته الجائحة على صعيد الاقتصاد لا يمكن مواجهته بشكل فردي ولا بقرارات أحادية بقدر ما هو بحاجة إلى رؤية خليجية شاملة تحصن المجتمع وتحميه من هول الجائحة. أمنياً، فإن التهديدات كبيرة، ولا أنصاف حلول كما لا أنصاف مواجهة، فهناك ملفات يجب أن يكون الموقف الخليجي موحداً وواضحاً فيها، بحيث يفرض ما يريد منها وكيف يريدها أن تكون. بالمقابل فإن هناك ملفات المنظومة الخليجية الموحدة قادرة أن تفرض فيها على الأقل ما لا تريده أن يكون. مجلس التعاون الخليجي في دورته ال41 في الرياض بمواجهة تحد كبير، لا يعني دولة خليجية واحدة دون غيرها بل يعني الخليج برمته. المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين مصممة على قيادة الخليج العربي عبر مجلس التعاون لمواجهة هذه التحديات والانتصار عليها، فلطالما كانت المملكة عبر تاريخها حاملة لشعار الوحدة والتوحد، مالكة لرؤية شاملة لا تعني المواطن السعودي وحسب بل تعني كل الأشقاء في الخليج والعالمين العربي والإسلامي. إن قمة الرياض لمجلس التعاون الخليجي قمة مفصلية في زمن التحولات ودول مجلس التعاون قادرة رغبة وقدرة على مواجهة هذه التحديات والانتصار عليها.