كثيرون لا يعلمون أن مرض «الذئبة الحمراء» له أكثر من خمسة أسماء متعددة؛ فهي الذئبة الحمامية، الذئبة، لوبس، أو مرض الذئبة الجلدية، هو في الحقيقة مرض مناعي ذاتي مزمن غير معدٍ، ويؤدي إلى التهاب في أنسجة الجسم المختلفة، ويمكن أن يؤثر في أي جزء من الجسم وهنا تكمن الخطورة. وينصح أطباء كثيرون بالتشخيص المبكر عند ظهور الأعراض لمنع تأثر الأعضاء الداخلية خصوصاً الكلى، إذ إن التدخلات الطبية وتغييرات نمط الحياة يمكن أن تساعد في السيطرة على المرض. ويقول استشاري طب الأسرة الدكتور أشرف أمير، إن مرض الذئبة مرض مناعي ذاتي مزمن يمكن أن يتلف أي جزء من الجسم مثل الجلد، المفاصل، والأعضاء وهو مرض غير معدٍ، وله عدة أشكال منها الذئبة الحمامية الجهازية (المجموعية): وهي الأكثر شيوعاً، ويكون خفيفاً أو حاداً، ويمكن أن يؤثر في أجزاء كثيرة من الجسم، وهناك الذئبة الحمامية الجلدية (القرصية): وتؤثر في الجلد، وتظهر على شكل طفح جلدي، ويمكن أن تحدث في أي جزء من الجسم، ولكنها تظهر عادة عند التعرض لأشعة الشمس. وهناك الذئبة الحمامية التي تسببها الأدوية والتي تحدث نتيجة بعض الأدوية، وتختفي الأعراض عادة في غضون ستة أشهر بعد إيقاف الدواء، كما أنها نادراً ما تصيب الأعضاء الرئيسية، وهناك الذئبة الحمامية الوليدية (نادرة الحدوث)، وتؤثر في الرضع حديثي الولادة، بسبب اكتسابه الأجسام المضادة من الأم المصابة بالمرض. ضيق تنفس وفقدان للذاكرة الطبيب الأسري الدكتور أشرف أمير، أوضح أن أمراض المناعة الذاتية تحدث عندما يهاجم جهاز المناعة في الجسم أنسجته الخاصة، لكن السبب غير معروف حتى الآن، ويعتقد أنها مرتبطة بالعوامل البيئية والوراثية والهرمونية، كما أن الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للذئبة قد يصابون بالمرض عند ظهور محفزات مثل أشعة الشمس، أو بعض الأدوية كأدوية ضغط الدم، والأدوية المضادة للصرع والمضادات الحيوية أو العدوى. وبيّن أمير، أن هناك عوامل خطورة لهذا المرض، إذ تعتبر النساء أكثر شيوعاً في الإصابة، وعلى الرغم من أنها تؤثر في جميع الأعمار، إلا أنها غالباً ما يتم تشخيصها بين عمر 15 - 45 سنة، ومن المؤثرات، التاريخ العائلي والضغوط النفسية والإجهاد البدني. وقد تظهر العلامات والأعراض فجأة أو تتطور ببطء، وقد تكون خفيفة أو شديدة، أو مؤقتة أو دائمة، ويعاني معظم المصابين بها بالنوبات، وتسوء الأعراض والعلامات لفترة، ثم تتحسن أو تختفي تماماً، كما تعتمد العلامات والأعراض على أنظمة الجسم المتأثرة التي تشمل آلام تصلب وتورم المفاصل، الإرهاق الشديد، قروحاً في الفم والأنف، طفحاً على الوجه على شكل فراشة أو في أماكن أخرى من الجسم، ألماً في الصدر، ضعف وظائف الكلى، حساسية من الضوء، ضيق في التنفس، جفاف في العين، الصداع وفقدان الذاكرة، تحول أصابع اليدين أو القدمين إلى اللون الأبيض أو الأزرق عند التعرض إلى البرد أو في أثناء فترات الضغط النفسي. حذارٍ من الضوء أكد الدكتور أشرف أمير، أنه لا يوجد اختبار معين لتشخيص مرض الذئبة الحمراء، وذلك لاختلاف الأعراض بين شخص وآخر، وقد يشمل: التاريخ الطبي، التاريخ العائلي، الأعراض الحالية، التحاليل المخبرية واختبارات أخرى مثل الأشعة السينية. كما أنه لا يوجد علاج للمرض، لكن تغيير نمط الحياة وأدوية معينة يمكن أن تساعد في السيطرة عليها، والتي تشمل، مسكنات الألم، الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، الأدوية المثبطة للمناعة، الكورتيزون. ولا توجد طريقة لمنع مرض الذئبة، لكن يمكن التقليل من الإصابة بتجنب المحفزات كأشعة الشمس، التوتر، التدخين، قلة النوم، وغيرها ونصح أمير، المصابين بالذئبة الحمراء، بالحرص على تناول غذاء صحي ومتوازن، أخذ قسط كاف من الراحة، ممارسة النشاط البدني بانتظام، الحد من الإجهاد ومحاولة استخدام تقنيات الاسترخاء، استخدام واقٍ من شمس، وارتداء قبعة للحماية من الشمس، تجنب الجلوس في الضوء المباشر والتوقف عن التدخين، مؤكداً أن مرض الذئبة الحمراء يمكن أن يسبب مضاعفات في الحمل؛ لذا يجب مراجعة الطبيب قبل محاولة الحمل لمناقشة المخاطر وتغيير الأدوية إذا لزم الأمر، ولا ينصح باللقاحات في حالة الذئبة النشطة. أما بعض حالات الذئبة غير النشطة أو المستقرة، فيمكن الحصول على بعض أنواع اللقاحات، ويجب استشارة الطبيب المعالج في مثل هذه الحالات.