لم يعد كوفيد وحده مصدر قلق للسياسيين والعامة في بلدان العالم؛ إذ إن تفاقم تفشي فايروس الإنفلونزا وفايروس الجهاز التنفسي المَخْلَوي يسبب قلقاً أشد. فقد ذكرت بلومبيرغ أمس (السبت)، أن إحصاء أصدرته المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها (الجمعة) تشير إلى أن عدد الأمريكيين المنومين بالإنفلونزا في المشافي الأمريكية تضاعف تقريباً مقارنة بما كان الأسبوع الماضي. وأضافت أن عدد المنومين بالإنفلونزا خلال الأسبوع المنتهي في 26 نوفمبر 2022 بلغ 19593 شخصاً. وهو عدد لم تشهد أمريكا مثيلاً له إلا في موسم 2009 - 2010. وأُنحي باللائمة على سلالة متحورة وراثياً من فايروس الإنفلونزا (أ)، الذي تسبب على وجه الخصوص في تنويم عدد كبير جداً من الأطفال. وذكرت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها أن عدد الصغار المنومين ارتفع إلى 28.4 من كل 100 ألف طفل من سن أربع سنوات فأقل. وتباينت آراء الأطباء في شأن سبب هذا التفاقم في الإصابة بالإنفلونزا. فمنهم من قال إن التدابير التي اتخذت لكبح تفشي فايروس كوفيد-19 وفرت قدراً من الحماية ضد الإصابة بالإنفلونزا؛ فيما رأى آخرون أن فايروس كورونا الجديد (كوفيد-19) قلص قدرة من أصيبوا به على صد فايروس الإنفلونزا. وقال مسؤولون صحيون أمريكيون، إن ولاية واشنطن تصنف حالياً بأن نشاط فايروس الإنفلونزا «عالٍ جداً» فيها. وأشار بيان لوزارة الصحة في الولاية الخميس الماضي إلى أنها سجلت أكثر من 1200 إصابة جديدة بالإنفلونزا خلال الفترة من 13 إلى 19 نوفمبر 2022، وهو ضعف عدد الإصابات المماثلة خلال الأسابيع الماضية. وأضاف البيان أن جميع الإصابات هي بالإنفلونزا (أ). وزاد أن 7.5% من الزيارات التي قام بها الأطباء العموميون إلى المرضى في منازلهم خلال الفترة 13 - 19 نوفمبر كانت لأمراض تشبه الإنفلونزا. وأكد مسؤولون صحيون في ولاية واشنطن، أن فايروس الإنفلونزا تسبب هذا الموسم في وفاة سبعة أشخاص، بينهم طفل. في حين أن عدد وفيات الإنفلونزا خلال الفترة من 2014 إلى 2020 لا يتعدى 193 وفاة، كان أكثرها (296 وفاة) خلال موسم الإنفلونزا في 2017 - 2018. ولم تسجل أية وفاة خلال موسم 2020 - 2021، بينما قيدت 26 وفاة خلال موسم 2021 - 2022. ورأى المسؤولون أن تضاؤل وفيات الإنفلونزا خلال الفترة السابقة يعزى أساساً إلى تطبيق التدابير الوقائية الهادفة لمكافحة مرض كوفيد-19، خصوصاً التباعد الجسدي، وارتداء الكمامات. ويرى العلماء أنه لا حل أمام السكان سوى الحرص على الحصول على اللقاحات الخاصة بكوفيد-19 والإنفلونزا، وارتداء الكمامة، والبقاء في المنزل في حال الشعور بأعراض الإنفلونزا. وفي ألمانيا؛ حذر أطباء وحدات العناية المكثفة أمس الأول من أن مستشفيات الأطفال تواجه استنزافاً شديداً لطاقاتها الاستيعابية، بسبب ارتفاع عدد المصابين بالالتهابات التنفسية من الأطفال. وأضافوا أن الارتفاع الموسمي في عدد الإصابات بفايروس الجهاز التنفسي المخلوي، ونقص عدد الممرضات أوجدا «وضعاً كارثياً» في تلك المشافي. ويكاد هذا الفايروس التنفسي يصيب جميع الرضع حتى السنة الثانية من أعمارهم، ويصيبهم بحالة مرضية قاسية. وذكر أطباء أنهم يواجهون ضرورة اتخاذ قرار في شأن من مِن الأطفال المصابين أحق بسرير في وحدة العناية الفائقة، وهو عدد محدود جداً من الأسرّة. وقالوا إنهم يضطرون أحياناً إلى توجيه أسرة الرضيع المصاب بالفايروس بنقله إلى مستشفى في مدينة أخرى، أو مقاطعة أخرى تتوافر فيها أسرّة في وحدات العناية المكثفة. وأضافوا أن أحدث إحصاء يشير إلى أن عدد الأسرّة الشاغرة في العناية المكثفة حالياً يقل عن 100 سرير في مستشفيات الأطفال في جميع أرجاء ألمانيا. وحذروا من أن الأيام والأسابيع المقبلة قد تشهد وضعاً أشد مأساوية. وقال وزير الصحة الألماني البروفسور كارل لوترباخ أمس الأول، إن الحكومة قررت تخصيص 600 مليون يورو (630 مليون دولار) لتمويل مستشفيات الأطفال حتى تتمكن من توظيف عدد كافٍ من الممرضات خلال السنتين القادمتين. بشّرت دراسة أمريكية حديثة بأن العالم يقترب أكثر فأكثر من إيجاد لقاح يتكون من جرعة وحيدة تهيئ الجسم لمواجهة جميع سلالات فايروس الإنفلونزا. وظل العلماء يعكفون على ابتكار هذا اللقاح الشامل منذ عقود. وأشارت الدراسة إلى نجاح تجربة مخبرية للقاح الجديد، ما أتاح أملاً في توفير حماية كافية حال اندلاع وباء الإنفلونزا. ويقوم اللقاح الجديد على تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي mRNA، وهي التكنولوجيا التي أدت لنجاح لقاح كورونا الذي توصلت إليه شركتا موديرنا وفايزر. وعلى رغم أن تجربة اللقاح لا تزال في طورها المخبري، إذ اقتصرت على الفئران؛ إلا أن نجاحها يؤكد إمكان ابتكار لقاح وحيد الجرعة يمكن أن يستهدف جميع سلالات الفايروس. وهو بحد ذاته إنجاز علمي كبير. التهاب تنفسي يُبقي بيليه طريح السرير الأبيض أعلن مستشفى ألبرت اينشتاين بمدينة ساو باولو البرازيلية أن نجم الملاعب الموهوب إديسونأرانتيس ناسيمينتو، الشهير ب «بيليه»، سيبقى في المستشفى الذي نقل إليه الثلاثاء الماضي، مصاباً بالتهاب تنفسي. وذكر المستشفى أن بيليه (82 عاماً) يتلقى علاجاً بالمضادات الحيوية، وأنه يتجاوب بشكل طيب مع العلاج. وأشار إلى أنه محتجز في غرفة عادية، وأن حالته مستقرة، وماضية في تحسن ملموس. وكان بيليه خضع لجراحة استئصال ورم سرطاني في القولون خلال سنة 2021، وتمت معالجته بالعلاج الكيماوي. وكانت قناة رياضية برازيلية ذكرت الأربعاء أن بيليه أدخل المستشفى الثلاثاء بسبب «تورم عام». ولم تذكر أسرة النجم البرازيلي ما إذا كان السرطان قد عاود انتشاره في جسمه. وكان بيليه قاد منتخب البرازيل للفوز بكأس العالم في 1958، و1962، و1970. ولا يزال اللاعب الأكثر إحرازاً للأهداف في المنتخب البرازيلي، إذ أحرز 77 هدفاً في 92 مباراة. 90 % من سكان العالم لديهم «مقاومة» ضد كوفيد أعلن مدير منظمة الصحة العالمية الدكتور تادروس غبريسيوس أمس الأول، أن نحو 90% من سكان المعمورة أضحى لديهم قدر من المقاومة ضد فايروس كوفيد-19. لكنه حذر من أنه لا يزال ممكناً ظهور سلالة فايروسية مدمرة جديدة. وأشار إلى أن الثغرات في اليقظة للفايروس تبقي الباب مفتوحاً أمام ظهور سلالة متحورة وراثياً قد تزيح أوميكرون من هيمنتها الراهنة على المشهد الصحي العالمي. وعزا الاعتقاد بأن 90% من سكان العالم قادرون على صد كوفيد إلى مزيج اللقاح والإصابة السابقة. وقال غبريسيوس: بتنا أقرب كثيراً إلى مرحلة يمكننا أن نقول فيها إن مرحلة الطوارئ المتعلقة بالفايروس قد انتهت. لكننا لم نصل إلى تلك المرحلة حتى الآن. وأشار إلى أن الثغرات في اليقظة لمكافحة الوباء العالمي تتمثل في تضاؤل الفحوص، ومراقبة التفشي، وعدم تحليل عينات الإصابات الجديدة، وعدم التطعيم. وأوضح أن تلك الأسباب توفر بيئة ملائمة لظهور سلالة متحورة جديدة قد تكون أشد فتكاً بالبشر. وكان الأسبوع الماضي شهد مرور سنة على ظهور سلالة أوميكرون المتحورة وراثياً من فايروس كورونا الجديد الأصلي الذي ظهر في ووهان بالصين في نهاية 2019. وذكر غبريسيوس أن سلالة أوميكرون اجتاحت العالم، وثبت أنها أشد عدوى من السلالة التي سبقتها، وهي سلالة دلتا. وأشار إلى أنه تتفشى حالياً أكثر من 500 سلالة متفرعة عن أوميكرون. وقال إن جميع تلك المتفرعات لديها قدرة على تفادي الحصانة التي تهيأت للسكان، وإن بدا عليها أنها أقل خطراً من السلالات التي سبقتها. ويذكر أن كوفيد-19 أوقع أكثر من 645 مليون إصابة، أدت إلى أكثر من 6.6 مليون وفاة حول العالم.