تجددت النداءات أمس للتحذير من مغبة الزعم بأن سلالة أوميكرون، المتحورة وراثياً من فايروس كورونا الجديد، ستفتح الباب لإسدال الستار على الوباء العالمي. وهو زعم راج رواجاً كبيراً في دول عدة، خصوصاً بريطانيا. بيد أن مأساة بريطانيا ستكون أكثر فداحة؛ إذ إنه في أتون التسارع الراهن في الإصابات الجديدة، وتزايد الوفيات بالوباء؛ سيعمد رئيس حكومة حزب المحافظين بوريس جونسون إلى إزالة ما بقي من التدابير الوقائية خلال أيام، ليس لأن الوضع الصحي غدا مطمئنَاً، ولكن لأنه يريد أن يشغل البريطانيين بعيداً عن تفاعلات فضيحة «حفلة غيت» التي تهدد بالإطاحة به. وقال الثري الأمريكي مؤسس ميكروسوفت بيل غيتس ومدير مؤسسة ويلكوم الرائدة في البحوث الطبية والصحية العالم البريطاني سير جيريمي فارار، في بيان أمس في لندن، إنه ينبغي أن يسود الحذر إزاء التكهنات التي تزعم بقرب انتهاء نازلة كورونا. وبعد إعلان الطرفين تعهدهما ب300 مليون دولار للمساعدة في مواجهة أية سلالات فايروسية جديدة، وأي تهديدات باندلاع وباء في المستقبل؛ قال سير جيريمي فارار: القول إن الوباء في طريقه للانتهاء، وأننا سنصحو صباح يوم ثلاثاء لنجده قد انتهى... سابق لأوانه. يجب علينا أن نستعد للسيناريوهات الأخرى، التي قد لا تكون وَرْديّة بما فيه الكفاية. وفي سياق متصل، أكد مدير منظمة الصحة العالمية الدكتور تادروس أدانوم غبريسيوس -وهو وزير سابق للصحة في إثيوبيا- أن نازلة وباء كوفيد-19 أبعد ما تكون عن الانتهاء. وحذر من مغبة المزاعم التي تذهب إلى أن سلالة أوميكرون لا تأتي بأي قدر من المخاطر. ونبعت تلك المزاعم من ملاحظة أن أوميكرون لا تتسبب في تردي الحالة المرضية لمن يصابون بها. وهو ما حدا بكثيرين إلى المطالبة بأن تعلن حكومات بلدانهم إسدال الستار على ما يعرف بالوباء العالمي، واعتبار كوفيد مجرد مرض متوطن تمكن السيطرة على تفشيه من بلد إلى الآخر. وحذر غبريسيوس من أن التفشي السريع جداً لسلالة أوميكرون يعني أن كثيراً جداً من الأشخاص لا يزالون يواجهون خطر المرض الشديد، والوفاة أيضاً. وكان خبراء صحيون قد حذروا -وسط تنامي مزاعم قرب انتهاء الوباء العالمي- من أن السماح لكوفيد-19 بأن يصيب أكبر عدد من السكان يزيد مخاطر ظهور سلالات فايروسية متحورة جديدة. وقال غبريسيوس: قد تكون سلالة أوميكرون أقل خطورة في المتوسط. لكن الزعم بأن المرض الذي تتسبب فيه خفيف أمر مضلل. لا ترتكبوا خطأ: إن أوميكرون تتسبب في التنويم والوفاة. وحتى حالاتها الأقل خطورة تشكل ضغطاً على الطاقة الاستيعابية للمرافق الصحية. لكنه قال إن ثمة أدلة على أن الإصابات بأوميكرون بلغت ذروتها في بعض البلدان، ما يتيح أملاً في إمكان انتهاء هذه الموجة الأخيرة. وزاد: لكن ليست هناك أية دولة وصلت إلى تلك المرحلة حتى الآن. وعلى النقيض من ذلك؛ أكدت دراسة أجراها علماء مختبرات جنوب أفريقيا أن تسارع الهجمة التي تشنها سلالة أوميكرون قد يعجل بانتهاء الوباء العالمي، بعدما تأكد للعلماء أن أوميكرون تسبب مرضاً أقل خطورة، وتوفر مناعة ضد الإصابة بسلالة دلتا. وكشفت الدراسة، التي شملت عينات أخذت من 23 شخصاً أصيبوا بأوميكرون خلال نوفمبر وديسمبر 2021، أن من أصيبوا بسلالة دلتا يمكن أن يصابوا بأوميكرون؛ إلا أن من أصيبوا بأوميكرون لا يمكن أن يصابوا بسلالة دلتا، خصوصاً إذا كانوا مطعّمين بلقاحات كوفيد-19. وتشير معطيات الدراسة إلى أن 14 مريضاً من ال 23 الذين أخذت العينات منهم تم تنويمهم، لكن واحداً منهم فقط كان بحاجة إلى أكسجين إضافي. كما أن 10 منهم أصيبوا بأوميكرون على رغم حصولهم على لقاحي فايزر-بيونتك وجونسون آند جونسون. وشددت كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية سوميا سواميناثان أمس على أن أهمية هذه الدراسة تكمن في أن أوميكرون توفر حماية من الإصابة بسلالة دلتا، ولكن بالنسبة إلى الأشخاص الحاصلين على لقاحات كوفيد-19. وقالت إن الإصابة ليست بديلاً من الخضوع للتطعيم بلقاحات كوفيد-19، كما يزعم بعضهم. وحذرت مديرة العمليات الفنية بمنظمة الصحة العالمية الدكتورة ماريا فان كيرخوف أمس الأول من أن أوميكرون لن تكون آخر سلالات فايروس كورونا الجديد؛ ولذلك ستظل ثمة حاجة إلى إستراتيجيات شاملة لخفض شدة المرض ووفياته وسرعة تفشيه. إصابة «الأُسُود» تثير الهلع كشفت دراسة أجراها علماء جامعة بريتوريا، في جنوب أفريقيا، أن عدداً من الأسود في حديقة الحيوانات في بريتوريا أصيبت بكوفيد-19، بعدما انتقلت العدوى إليها من حراسها المصابين من دون أعراض مصاحية. وأدى ذلك إلى مخاوف من أن السلالات المتحورة الجديدة من فايروس كوفيد-19 ستخرج من حظائر حيوانية. وذكرت جامعة بريتوريا، في بيان الثلاثاء، أن دراسة أجريت في 2020 أكدت إصابة فهدين بالفايروس. لكنهما تعافيا منه بعد 23 يومياً من إصابتهما. وبعد سنة؛ تكشفت إصابة ثلاثة أسود، أصيب أحدها بالتهاب رئوي. وتعزز هذه الدراسة النظرية التي تذهب إلى أن فايروس كورونا الجديد، المسبب لمرض كوفيد-19، خرج أصلاً من الحيوان ليصيب الإنسان. والعكس صحيح أيضاً؛ إذ لولا إصابة الحراس بالفايروس لما انتقلت العدوى إلى تلك الأسود.