عندما يسيطر الحُب على الإنسان يدفعه دفعاً لارتكاب أية حماقة أو جنون مقابل الفوز واللوذ بحُبه، ولا يجلس مكتوف الأيدي والأرجل في انتظار أن يَمُن عليه الوقت البخيل بطبعه في شرع المُحبين بعطايا وفرص، فمشاعره تُسابق الزمن واللهفة والإحساس والناس، والمُحب يمضي دائماً في طريقه ليسترد قلبه الذي سُرق من بين أضلعه دون حول منه ولا قوة. لذلك لا داعي في الحُب للانتظار، لأن لا شيء ينتظر، لا الزمان ينتظر، ولا الوقت ينتظر، ولا العُمر وشمس كل نهار تنتظر منّا الاعتراف بحبنا حتى تُشرق! فمصير الحُب بين كل المحبين لا يقبل التأجيل مهما طال عُمره، فهو من القرارات التي لا بد من الحسم فيها أو الابتعاد تماماً عنها، لأن العُمر لا ينتظر والزمن لا يعود للوراء! ولأن في مقالي هذا دعوة صريحة وواضحة لكم للاعتراف بحبكم لمن تُحبون، أجد من النُبل أن أعترف لكم بأني كما قد يبدو لكل من سيقرأ هذه الكلمات العابرة أكتب وكأني أرتدي نظارة (وردية) لا أرى من خلالها سوى جميع العُشاق والمُتيمين والمُتورطين (بغرابيل) الحب وبلاويه، وأدعوكم صراحةً للامتثال فالحب جريمة لا يُعاقب عليها القانون إلا في حالة مُشابهة لحالة شاب تايواني عاشق و(غبي) في نفس الوقت وقد قبضت عليه الشرطة في تايوان لأنه أرسل إلى حبيبته 1320 رسالة حب خلال عامين فقط! ليس هذا فحسب، بل كان العاشق الولهان خجولاً لدرجة إنه لم يكتب اسمه أبداً على الرسائل ووعدها بالكشف عن هويته حين توافق على الزواج منه، وبسبب كثرة الرسائل رفعت الفتاة دعوى على مُرسلها الذي اتضح فيما بعد أنه زميلها في العمل ولم يتجرأ يوماً على مفاتحتها في الموضوع. والمفارقة هنا أن الفتاة تزوجت لاحقاً من ساعي البريد الذي استلطفته وحبته بعد رؤيته 1320 مرة خلال عامين ويا فرحة ما تمت! فقد وفَق ذاك العاشق (المهبُول) رأسين في الحلال بسبب غبائه وطولة باله، وربما كان يجهل أن الحب لا يقبل (المُماطلة) وأنصاف الحلول، وأجزم أنه لم يقرأ رسالة نزار قباني إلى حبيبته عندما قال لها: «اختاري الحُب أو اللا حُب، فجبنٌ أن لا تختاري». وأنا متأكدة أنه أسترد رسائله وهو حزين وبائس ووحيد في زنزانته القابعة في تايوان يسمع أغنية فنان العرب محمد عبده ويردد معه: «لا لا لا لا تردين الرسايل ويش اسوي بالورق»،،، هيّا خلي الورق ينفعك.