«سرطان الثدي».. من أكثر أنواع أمراض السرطان شيوعاً بين النساء بنسبة 2.26 مليون حالة، حسب آخر إحصاءات منظمة الصحة العالمية 2021، والأكبر في تسجيل حالات الوفيات بين النساء في العقود الماضية، ومع التقدم في الأبحاث وتطور العلاج أصبح القضاء عليه في بداية مراحله أمراً يسيراً، ولكن الخوف يبدأ إذا أصبحت صعوبة في السيطرة على خلايا الورم. منذ مدة أخبرتني «أمل» (إحدى محاربات سرطان الثدي) أنه بعد فحصها «الماموجرام» تبين وجود بؤر لكتل خبيثة في منطقة الثديين، فأجرت فحوصها عدة بداية من «الرنين المغناطيسي» (MRI)، وللأسف ولمحدودية الأجهزة التي لا تتواءم مع أعداد المرضى كان عليها الانتظار لفترة زمنية.. لم تستطع الانتظار فاختارت السفر للبدء في رحلة علاجها تاركة خلفها أبناءها وأهلها، متعلقة بحبل الرجاء علّها تجد العلاج في الخارج.. تحمَّلت أعباء السفر والعلاج والغربة.. فهناك الكثير غيرها بنفس حالتها أو أسوأ ممن لديهن «الأمل» وليس لديهن إلا انتظار دورهن. السؤال: لماذا العناية بالسرطان -مثل العديد من الأمراض الأخرى- تعكس عدم المساواة في عالمنا؟ لِمَ لا يتم سد فجوة الرعاية الصحية وإعادة النظر حول كيفية تطوير مراكز العلاج السرطاني بزيادة أعداد الأجهزة وتحديثها والاهتمام بالمرافق والمختبرات على نطاق أوسع؛ لتشمل أكبر عدد ممكن من المرضى، وتختصر عليهم الوقت بتسهيل الإجراءات سريعاً، دون البحث عن بيئة علاجيه خارج الوطن؟ وأيضاً العمل على بناء منشآت متخصصة بالأورام السرطانية على مستوى عالٍ من التطور تغطي مناطق المملكة؛ تشتمل على مراكز للأبحاث المتقدمة والتدريب والتأهيل للعلاج، وتمكِّن المريض من العلاج بالسرعة الكافية دون اللجوء إلى إجراءات طويلة الأمد. أخيراً.. يبقى القطاع الصحي هو أساس البنية التحتية الذي يجب دعمه والارتقاء به إلى مستويات تليق بدولة لديها الإمكانات العلمية والمادية والحضارية، كما هو في الدول المتقدمة وأكثر.