أما قبل؛ أنقل هذا النزف حرفاً.. حرفاً... وتعباً أدمي القلوب الخضراء كتبه (أبومشاري)، فقد قدم حزنه، كما يقول الواقع، على طبق من سواد، فمع حرفه بكى قلبي، وأبت عيناي الدموع، وبكاء القلب أكثر إيلاماً. أما بعد؛ فهاكم حزن بل مشاعر بل ألم (أبومشاري) كما هو دون حذف أو إضافة: • هذه الليلةُ 27 يونيو 2022 ليلةٌ عصيبةٌ بكل ما تحمله الكلمةُ من معنى.. ليلةُ حزنٍ في عروس البحر الأحمر وفي كل مدينة وقرية.. ليلةُ أسىً لملايين المواطنين السعوديين ومن كان معهم من بلدان الخليج وغيرها من الدول العربية ممن يعشقون الملكي ويصفقون له.. ليلةُ أنطفَأت فيها أضواءُ شارع التحلية بعدما سمعنا كثيراً في السنوات الماضية (التحلية تسهر للصباح....). كم هو مؤلمٌ أن تنام جماهيرُ الأهلي هذه الليلة -إن استطاعت أن تنام- بجراحها المُثخنة دون ذنب اقترفته إلا أنها وقفَت مع الأهلي وساندت وصدحت كثيراً «سنمضي معاً». إن السقوطَ المُرِيعَ لكيان الأهلي لهو أمرٌ يحتاج للبحث في أبعاد هذا السقوط.. صحيحٌ أن المرض لوحظ أنه ينخر في جسد الأهلي منذ سنوات، ولكننا توقعنا أنها وعَكات الأقوياء يمرضون ويصبرون، إلا أن الموت حق على البشر، وها هو نال من كيان كالأهلي فأخذه من الدوري الممتاز دون هوادة، وأنا هنا لست بصدد الخوض في الأسباب فكل متسببٍ قد علمه الله وهو حسيبه. كذلك فالفريق والإدارة وأعضاء الشرف يستحقون منا الدعاء لهم بالرحمة ولا نقول فيهم إلا اذكروا محاسن موتاكم. لكنني أتساءل وأنا أعزّي كل رياضيٍ في هذه البلاد الحبيبة: كيف سيهنأ لكم الموسم القادم في الدوري الممتاز وفريق الأهلي يغيب عن المستطيل الأخضر وجماهيره تغيب عن مدرجاته وتغيب معهم أهازيجهم التاريخية وعهدهم على المضي معاً مع ناديهم؟ كيف سيكون طعم المنافسات؟ كأنني أراه موسماً ينقصه الملح والسكر. عذراً أيها الملكي الكبير، فلم يقف معك أحدٌ حين مرَضك وحتى وأنت تحتضر على فراش الموت، لا من الداخل ولا من الخارج.. لم يشفع لك تاريخُك المشرِّف، ولم تُقدّر إنجازاتُك وتلك الكؤوسُ التي ستظل تنعيك هذه الليلة في مواقعها.. عشت أيها الكبير في دماء الكثير من المواطنين الأوفياء، تغنوا بك في كل وقت، ورقصوا على أضواء التحلية ذات مساءات، ولا أعرف هل أنت من تنكّرت لهم أم إدارتك أم اللاعبون أم مصباحُ علاء الدين؟ كل ذلك لا يفيد الآن فقد سقَط أسمُك من قائمة الدوري الممتاز وتركْت الألمَ والحسرةَ في قلوب محبيك، ولا أستطيع أن أتصور كيف للوسط الرياضي أن يشيّعك ويمحو اسمك من الممتاز بممحاة من القسوة. وداعاً أيها الملكي وداعاً.. فعذراً قد رموك بلا هوادة وألفَوا بالحنوطِ وهم سراعاً.. حنوطٍ أخضرٍ في الموتِ عادة نودعُ من بنى فينا قلاعاً.. وهل بعد الملوك لنا سعادة وأخيراً، نترك القرار لمن يملك القرار، فهبوط الأهلي جريمة أتمنى لا تسجل ضد مجهول..! أما القرار الآخر فننتظره ممن تهمه رياضة الوطن وشباب الوطن..!