قرب الرحيل .. وخاطري منك ماطاب ياواحدٍ عندك .. حياتي رهانه وإن قيل ..أبدل أحباب بأحباب قلت آه .. لكن من يسد بمكانه عبد الله الفيصل هل يدرك الوداع حجم الحزن الذي أسْكنهُ بين أضلعي ؟ أيتها الحسناء عذراً منكِ ومن دموعكِ ومن الغيمِ ومن ساعاتِ الصفاء عذراً من الزهرِ من الطيرِ ومن عينيكِ وعذرا ًمن الأنجمِ التي رعت لياليَّ اللقاء ! ماذا أقول ومن أين أبدأ وكيف أبدأ وماذا أقول ؟ يا نبضاً سكنَ في أعماق فؤادي .! يا شوقاً بعثرني ونثر ني وأعاد جمع أوراقي .!! يا إحساساً ويا حباً ينساب في أوردتي وفي دمي .! لقد أزفت ساعة الرحيل ودنتْ شمسنا الذهبية من المغيب !! حبيبتي دعيني ألملم أطراف حزني وأجمع صوراً من بقايا رحلتي .!! دعيني أحمل قلبي مع ذكرياتي وشيئاً من ملامح طفولتي .!! اتركيني أحمل ساعتي مع عقارب الزمن ولحظات الانتظار والأمل .! كل هذه سأضعها في حقيبتي مع هداياء أمي وجدتي وبعض ألعاب إخوتي حبيبتي !! أحقاً لن أراك بعدما كنت أتنفس أنسام هواك . هل هو الرحيل ؟ كيف أتى ؟ ومن أين أتى ؟ !! ولماذا يقطع زمن الوصل الجميل ؟ أميرتي !! فمان عيونك اللي مالها بين العيون .. أخرى سأغيب لكنكِ لن تغيبي عني ستكونين حاضرة معي في كل لحظة من حياتي . نعم سيكون عيدي بدونك ... عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ سأهديك بعض حروف من نبض الشعراء لتكون هدية العيد ..!! أي شئ في العيد أهدي إليك .. يا ملاكي وكل شئ لديك ! أسواراً أم دملج من نضار .. لا أحب القيود في معصميك ! أم وروداً و الورد أجمله عندي .. الذي نشقت من خديك ! أم عقيقا كمهجتي يتلظى .. و العقيق الثمين في شفتيك ! ليس عندي شئ أعز من الروح .. و روحي مرهونة في يديك ! قبل أن أودعك سأقول لكل الشوارع: إني أحبك ! أهمس للعابرات الجميلات فوق مرايا دمي المتكسر: إني أحبك ! للياسمين المشاغب، للذكريات على شرفة القلب : إني أحبك للمطر المتكاثف، للواجهات المضيئة، للأرق المر في قدح الليل، للعشب : إني أحبك لله باك على أحبابه جزعا قد كنت أحذر هذا قبل أن يقعا ما كان والله شؤم الدهر يتركني حتى يجرّعَني من بعدهم جُرَعا إن الزمان رأى إلف السرور لنا فدب بالبين فيما بيننا وسعى فليصنع الدهر بي ما شاء مجتهدا فلا زيادة شيء فوق ما صنعا أميرتي لا تحزني كل دروبي ورحلتي تؤدي إليك . كل المطارات التي أمر بها تحلقُ طائراتها شوقاً نحو سمائك الصافية .!! كل الموانئ التي أقف على أرصفتها تخبرني أن سفنها تبحر نحو شواطئك العذبة الهادئة .!! كل الطرق التي أعبرها تنتهي رحلتها إلى رباك الخضراء الوارفة .! همسة .. ومضيت أبحث عن عيونك خلف قضبان الحياة وتعربد الأحزان في صدري .. ضياعاً لستُ أعرف منتهاه ! وتذوب في ليل العواصف مهجتي .. ويظل ماعندي سجيناً في الشفاه ! يحي عايل المالكي