حذر خبراء صحيون من أن دولاً أوروبية عدة تشهد ارتفاعاً ملموساً في عدد الإصابات الجديدة بفايروس كورونا الجديد (كوفيد-19). وقالوا إنه بعد رفع جميع التدابير الوقائية، ومع انخفاض الإقبال على الجرعة التنشيطية من لقاحات كوفيد-19 قد يشهد الصيف هجمة وبائية جديدة، قد تسفر عن عدد كبير من الوفيات. وتشير بيانات موقع «أور ويرلد إن داتا» إلى أن متوسط الإصابات الجديدة من كل مليون نسمة من السكان آخذ في الارتفاع في دول عدة، منها البرتغال، وفرنسا، وألمانيا، وإسبانيا، واليونان، وهولندا، والدنمارك التي ارتفع العدد التراكمي لإصاباتها منذ اندلاع نازلة كورونا إلى 3 ملايين إصابة أمس (الأربعاء). وقد تكون البرتغال هي الدولة الأسوأ من حيث ارتفاع متوسط الإصابات الجديدة خلال الأسبوع إلى 2.43 شخص من كل مليون نسمة، ليصبح المعدل الأكبر الثاني عالمياً. أما في فرنسا فقد ارتفع ذلك المعدل في بحر أسبوع واحد من 224 إصابة من بين كل مليون نسمة في 13 يونيو إلى 920 إصابة جديدة من كل مليون نسمة خلال الأسبوع التالي. وأبلغ خبير مكافحة الأوبئة في مشفى قريب من باريس الدكتور بنجامين دافيدو الإذاعة الفرنسية أن تزايد الهجمة الفايروسية في فرنسا يعزى، ضمن أسباب عدة، إلى الحقيقة المتمثلة في أن سلالتي BA.4 وBA.5- المتفرعتين من سلالة أوميكرون- أسرع تفشياً بنسبة تراوح بين 10% و15% قياساً بالسلالات الأخرى. ورأى أن الحل الوحيد لتجنيب مستشفيات فرنسا حالة صحية خطرة خلال الفترة القادمة يتمثل في الإبقاء على نسبة تحصين مرتفعة، من خلال الإقبال على الجرعات التنشيطية من لقاحات كوفيد-19. وزاد أن المستشفيات قد تفيض بالمنومين خلال الصيف، ما لم يتم إعطاء الأشخاص الذين تعدت أعمارهم 60 عاماً جرعة تنشيطية رابعة من لقاحات كوفيد-19. ونقلت القناة التلفزيونية الثانية الفرنسية عن الخبير الصحي الفرنسي داميان ماسكريه قوله إن السلالتين الفرعيتين المذكورتين أدتا إلى زيادة كبيرة في الوفيات في البرتغال. وأضاف أنهما زادتا معدل التنويم في المستشفيات الفرنسية بنسبة 27%. كما أسفرتا عن زيادة عدد الحالات التي يتم تنويمها في وحدات العناية الفائقة بنسبة 17% خلال أسبوع واحد. وقال ماسكريه إنه يشعر بقلق شديد من أن 29% فقط ممن تجاوزا 60 عاماً من العمر هم الذين حصلوا على الجرعة الرابعة من اللقاحات المضادة للوباء العالمي. وعلى رغم أن متوسط عدد الإصابات اليومية وسط كل مليون من سكان ألمانيا أقل، بحدود 715 شخصاً حسب أرقام الإثنين الماضي؛ فإنه ظل في ارتفاع منتظم منذ الأسبوع الأول من يونيو الجاري. وأعرب وزير الصحة الألماني البروفيسور كارل لوترباخ عن خشيته من أن تتعرض ألمانيا لما سماه «موجة صيفية» من الهجمة الفايروسية. وقال الوزير لصحيفة «راينيش بوست» إن على المسنين التعجيل بالخضوع لجرعة رابعة من اللقاحات. وأضاف أنه يستحسن أن يحرص الناس على ارتداء كماماتهم في الأماكن المغلقة. وطالب اتحاد أطباء ألمانيا الحكومة الألمانية أخيراً بالاستعداد لهجمة فايروسية محتملة خلال الخريف والشتاء القادمين. ورأى مجلس الخبراء الاستشاريين الذي يسدي النصح إلى حكومة برلين أن ألمانيا تستفيد راهناً من مستويات عالية من التحصين، ومن وجود سلالات فايروسية لا تسبب سوى أعراض معتدلة نسبياً. لكنه حذر أيضاً من «السيناريو الأسوأ»، الذي قد يشهد عودة المستشفيات الألمانية إلى الامتلاء بالمصابين بما يفوق طاقاتها الاستيعابية. وخلص المجلس الاستشاري إلى أن مزيجاً من ظهور سلالات أشد خطورة، وانحسار مناعة السكان سيؤدي إلى مشكلات خطرة. وأضاف أنه قد تضطر السلطات قريباً إلى إصدار توجيهات إلى السكان بارتداء الكمامات في الأماكن الداخلية، وخفض عدد المشاركين في المناسبات العمومية الحاشدة؛ إلى جانب احتمال الاضطرار إلى اتخاذ تدابير وقائية مشددة في المناطق التي تشهد اندلاعاً وبائياً قاسياً. وفي اليونان، أعلنت وزارة الصحة اليونانية (الإثنين) أن متوسط عدد الإصابات بالنسبة إلى كل مليون نسمة من السكان قفز من 377 شخصاً في 13 يونيو الجاري إلى 681 شخصاً خلال الأسبوع الحالي. وقالت الوزارة إنها تتوقع مزيداً من الإصابات الجديدة. لكنها لا تتوقع زيادة في عدد الوفيات، أو الحالات التي يتم إدخالها أقسام العناية المكثفة. أما في إيطاليا، فقد ارتفع متوسط عدد الإصابات الجديدة من 354 شخصاً من كل مليون نسمة إلى 549 شخصاً في بحر أسبوع واحد. وذكر المعهد الوطني للصحة أن الإصابات الجديدة تشهد ارتفاعاً متواصلاً للأسبوع الثاني على التوالي، إلى مستوى يشبه ما حدث في أتون تفشي الوباء في العالم. وأشار المعهد إلى أن منطقة واحدة فحسب من مناطق إيطاليا البالغ عددها 21 منطقة هي التي تعتبر منخفضة المخاطر، في حين تم تصنيف 14 منطقة بأنها متوسطة المخاطر. أما المناطق الست الأخرى فعُدَّت مرتفعة المخاطر. واتهم المدير السابق للمعهد البروفسور والتر ريكياردي الحكومة الإيطالية بالتعجل في رفع التدابير الوقائية. وقال: هذا هو صيفنا الثالث في أتون الوباء العالمي ولم نتعلم حتى الآن الدروس التي كان يجب أن نتعلمها. وفي هولندا، تشهد الإصابات الجديدة ارتفاعاً للأسبوع الثالث على التوالي؛ بحسب معهد الصحة العمومية الهولندي. وعزا المعهد ذلك إلى الزيادة العالمية في تفشي سلالتي BA.4 وBA.5. وأضاف أن متوسط عدد الحالات الجديدة وسط كل مليون نسمة من السكان ارتفع الأسبوع الماضي من 117 إلى 204 أشخاص من كل مليون نسمة. «عكاظ» ترصد أحدث تطورات كوفيد- 19 اختبر علماء من المختبر الطبي في ليختنشتاين، وجامعات بازل في سويسرا، ومكماستر في كندا، والجامعة الإمبرالية في لندن سواراً يوضع على المعصم لاكتشاف الإصابة بفايروس كوفيد-19 قبل أيام من ظهور أعراض الإصابة. ويقوم السوار بقياس درجة حرارة البشرة، وأداء القلب، ومعدلات التنفس. وباستخدام تلك المعطيات من خلال الذكاء الاصطناعي يمكن تشخيص الإصابة قبل ظهور أعراضها. وذكر الباحثون أنهم استخدموا سوار «آفا»، الذي يمكن شراؤه عبر الإنترنت لمعرفة أنسب الأوقات للإنجاب. أعلنت الدنمارك أمس أنها تعتزم توفير جرعة تنشيطية ثانية من لقاحات كوفيد-19+ لسكانها الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً؛ في مسعى لكبح تفشي وباء فايروس كورونا الجديد. وقالت الحكومة في كوبنهاغن أمس (الأربعاء) إن الجرعة التنشيطية الثانية- ستكون الرابعة بعد الجرعتين الأساسيتين والجرعة التنشيطة الأولى- ستكون متاحة للسكان مع حلول فصل الخريف. أبلغ الرئيس التنفيذي لشركة موديرنا ستيفن بانسيل رويترز أمس، في مقابلة، أن اللقاح الذي ابتكرته موديرنا لمكافحة سلالات الفايروس سيكون جاهزا للشحن لدول العالم بحلول أغسطس القادم. وأضاف أن الشركة ستقدم بيانات اللقاح الجديد للجهات الرقابية بنهاية يونيو الجاري. حذرت منظمة الصحة العالمية من أن دول العالم «تلعب بالنار»، في إشارة إلى التزايد الراهن في الإصابات الجديدة بكوفيد-19، خصوصاً في بريطانيا. وقالت مسؤولة الإدارة الفنية لمكافحة الوباء العالمي في المنظمة الدكتورة ماريا فان كيرخوف إن على الحكومات زيادة المراقبة وضمان تحليل التسلسل الجينومي للإصابات، بحيث يمكن استخدام تلك البيانات لحماية الشعوب. ويذكر أن الحالات الجديدة تشهد زيادة ملموسة في مقاطعات بريطانيا الأربع (إنجلترا، أسكتلندا، ويلز، ايرلندا الشمالية). واعتبرت كيرخوف «أننا لم نتعلم بعد كيف نتعايش مع الفايروس بشكل مسؤول». وكانت حذرت أخيراً من أن دول العالم سارعت لتفكيك الأنظمة الصحية المطلوبة لوضع حد لحالة الطوارئ الصحية العالمية، حتى يكون العالم جاهزاً لمكافحة الوباء القادم.