لم يعد ثمة مجال أبعد من يونيو 2022 لتحديد قرار نهائي بشأن طبيعة، وحجم الجرعة التعزيزية الثانية من لقاحات كوفيد-19. وستكون حال إقرارها الجرعة الرابعة منذ إتاحة اللقاحات المضادة لفايروس الوباء العالمي، في ديسمبر 2020. وذلك على رغم أن بعض التجارب السريرية على الجرعة المرتقبة بدأت لتوها في بعض البلدان. ورأى الخبراء الخارجيون الذين جمعتهم هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أخيراً أن ما يمكن الإجماع عليه راهناً هو أن الطريق إلى المستقبل لا يزال يكتنفه الغموض. واعتبروا أن السؤال الأهم في هذه المرحلة هو: ما اللحظة التي يتعين فيها على المسؤولين الصحيين الأمريكيين أن يقرروا أن اللقاحات الحالية لم تعد ذات جدوى؟ وإذا تقرر أنه لا بد من لقاحات أفضل فعالية؛ فمتى يمكن توفير بيانات كافية من التجارب السريرية بشأن البديل المحتمل للقاحات الراهنة؟ ويشعر المسؤولون الصحيون الأمريكيون في قرارة أنفسهم أن هذه اللقاحات بحاجة إلى تحسين جذري، حتى تصبح قادرة على توفير حماية أو مناعة تدوم أطول. ويأملون أن يمكن التوصل إلى رؤية أوضح بحلول الخريف، في يونيو القادم، وهو وقت يتوقعون فيه أن يعاود فايروس كورونا الجديد، من خلال سلالاته المتحورة، شن هجمة جديدة على الولاياتالمتحدة. ويسعى صانعو اللقاحات المضادة لكوفيد إلى تحديد كيفية إعادة النظر في لقاحاتهم. وتقوم المعاهد الأمريكية للصحة بدراسة لمعرفة كيفية عمل لقاح موديرنا إذا أعيد النظر فيه بحيث يستهدف ثلاث سلالات فايروسية في آن واحد، سواء أكان منفرداً أو من خلال مزيج من الجرعات. ولا يتوقع ظهور بيانات هذه الدراسة قبيل حلول الصيف المقبل. وحذر خبراء من أنه حتى في حال قيام الجهات الصحية الرقابية بإقرار لقاح معدل، سيكون صانعوه بحاجة إلى أشهر لتصنيع الجرعة المعدلة. وأقروا بأن الزمن بات عاملاً حاسماً، لأن التجارب السريرية على اللقاحات المعدلة ستبدأ في مايو. ولذلك يصعب توقع إنتاج اللقاح الجديد بحلول الخريف. والمشكلة الكبرى أن العلماء المكلفين بمراجعة اللقاحات الراهنة لا يعرفون على وجه التحديد السلالة الفايروسية التي يمكن أن تصبح مهيمنة على المشهد الصحي الأمريكي بحلول فصل الخريف. على الضفة الأخرى للمحيط الأطلسي؛ رأت وكالة الأدوية التابعة للاتحاد الأوروبي أنه لا يزال مبكراً القطع بضرورة إعطاء الشعوب الأوروبية جرعة تنشيطية ثانية من لقاحات كوفيد-19. وقال مسؤولو الوكالة والمركز الأوروبي للحد من الأمراض نهاية الأسبوع إن الدراسة الرئيسية بهذا الشأن تشير إلى أن ثمة مخاطر كبيرة تواجه من تعدوا ال 80 من العُمر، باحتمال تدهور حالاتهم الصحية عند إصابتهم بالفايروس. كما أنهم يواجهون خطر انحسار المناعة التي يكتسبونها بعد خضوعهم للتطعيم. لكن لا توجد أية أدلة علمية بشأن تضاؤل المناعة الناجمة عن اللقاح لدى البالغين الذين لا يعانون مشكلات تتعلق بمناعتهم. وكانت الولاياتالمتحدة نصحت مواطنيها ممن تعدوا ال 50 من أعمارهم بضرورة الحصول على جرعة تعزيزية ثانية، للنجاة من أية موجة فايروسية محتملة خلال الفترة القادمة. 500 مليون إصابة كورونا.. في العالم ! يقترب العدد التراكمي لإصابات العالم منذ اندلاع نازلة الوباء العالمي من 500 مليون إصابة (498 مليوناً مساء السبت). وعلى رغم تباطؤ أداء السلالة الحالية المسؤولة عن تفاقم الأزمة الصحية العالمية، وهي سلالة BA.2 المتحدرة عن أوميكرون؛ فإن إصابات الدول الأشد تضرراً آخذة في التزايد. فها هي الولاياتالمتحدة قفز العدد التراكمي لإصاباتها السبت إلى 82 مليوناً. وفيما تقترب فرنسا من المليون ال 27؛ تواجه ألمانيا ارتفاعاً مثيراً للقلق بمعدل 141083 إصابة الجمعة، ليصل مجمل حالاتها إلى 22.59 مليون. وباتت روسيا قاب قوسين أو أدنى من بلوغ مستوى 18 مليون إصابة. وقفز عدد إصابات كوريا الجنوبية أمس إلى 15.20 مليون إصابة، بعدما سجلت الخميس 205289 إصابة جديدة، و141083 حالة جديدة الجمعة. وأضحت تركيا قريبة من 15 مليون إصابة. وتقترب هولندا من 8 ملايين إصابة؛ فيما تدنو اليابان من 7 ملايين إصابة، بعدما سجلت الخميس 55044 إصابة جديدة، و52104 إصابات جديدة الجمعة. أما أستراليا فقد ارتفع العدد التراكمي لإصاباتها إلى 5 ملايين إصابة، بعد تسجيلها 59029 إصابة جديدة الخميس، و48416 إصابة جديدة الجمعة. وتزحف النمسا بتؤدة صوب 4 ملايين إصابة منذ اندلاع النازلة، بمتوسط إصابات يراوح بين 12 ألفاً و14 ألفاً يومياً. فيما تشكو دول عدة من تفاقم الأزمة الوبائية العالمية؛ حققت المملكة العربية السعودية تقدماً صحياً جديداً الجمعة؛ إذ تقدمت من المرتبة ال 73 عالمياً، التي ظلت ترابط فيها نحو 3 أسابيع، لتهبط إلى المرتبة ال 74 عالمياً. وهو تقدم عزاه خبراء الصحة العالميون إلى الحذر الشديد الذي تتصف به التدابير الوقائية المطبقة في السعودية، على رغم تخفيف القيود الصحية، وبدء موسم شهر رمضان المبارك.