تواصل سلالة أوميكرون (BA.1) والمتحورة المتفرعة عنها BA.2 هجمتهما الشرسة على العالم بواقع 1.2 مليون إصابة جديدة يومياً (إحصاء الثلاثاء). لكن غالبية الدول الأشد تضرراً من نازلة فايروس كورونا الجديد لا تعبأ كثيراً، بل تواصل ما بدأته من تحلل من القيود الصحية والوقائية. وأضحى التباري بين تلك الدول على تعميم جرعة تنشيطية رابعة. وهو ما أثار توقعات بأن تكون هناك جرعة خامسة، وربما سادسة؛ إلى أن يستقر القرار على تقنين الجرعة التنشيطية سنوياً، أو مرتين على الأقل سنوياً. غير أنه بدا أمس أن ألمانيا هي الدولة الوحيدة التي قررت الإصغاء الى صوت التعقل والحكمة. فقد أعلن وزير الصحة الألماني البروفسور كارل لوترباخ أمس (الأربعاء) أنه قرر عدم إسقاط إجراء العزل الصحي لمن تتأكد إصابتهم بالفايروس؛ بعدما تزايدت تحذيرات العلماء من أن من شأن إلغاء العزل الصحي للمصابين أن يقود الى تفشٍّ أوسع نطاقاً للحالات الجديدة. وقال لوترباخ: فايروس كورونا ليس نزلة برد. لذلك يجب أن يستمر العزل حال تشخيص الإصابة. وأضاف أنه يقر بأنه أخطأ حين أعلن أنه يتجه إلى إلغاء عزل المصابين. وتنص التدابير الوقائية الألمانية على أن أي شخص تتأكد إصابته يجب أن يعزل نفسه لمدة لا تقل عن سبعة أيام. وكان الوزير لوترباخ قال، الأسبوع الماضي، إنه ينوي تغيير تلك التدابير بخمسة أيام من العزل الصحي الاختياري، على أن يخضع المصاب لفحص بعد انتهاء فترة العزل الصحي. وأعلنت ألمانيا أمس (الأربعاء) أنها سجلت 214.985 حالة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ولذلك كان طبيعياً أن تتراجع ألمانيا سريعاً في ترتيب الدول من حيث كثرة الإصابات، إذ أضحت تحتل المرتبة الخامسة عالمياً، بعد أمريكا، والهند، والبرازيل، وفرنسا على التوالي. ويتوقع أن يرتفع العدد التراكمي لإصاباتها غداً أو بعد غد لى 22 مليوناً، منذ اندلاع نازلة كورونا. وقد رافقت ذلك 130.708 وفيات. وتدرس ألمانيا فرض إلزامية حصول أي شخص بلغ ال60 من العمر أو تعدّاها على جرعة تنشيطية ثانية، ستكون الرابعة منذ بدء توزيع لقاحات كوفيد-19. أما في بريطانيا، فإن الحال أقل سوءاً مما هي عليه الأزمة الصحية في ألمانيا. لكن صوت العقل غائب في دوائر المؤسسة الصحية البريطانية. فقد كشفت نتائج دراسة نشرت الأربعاء أن بريطانيا شهدت في مارس الماضي (2022) أكبر ارتفاع في عدد الإصابات الجديدة بالفايروس، منذ اندلاع النازلة قبل أكثر من سنتين. وأشارت الدراسة المستندة إلى نتائج الفحوص إلى أن ذلك يُعزى الى تفشي سلالة BA.2 على نطاق واسع ومتزايد، فضلاً عن انحسار المناعة الناجمة عن التطعيم بلقاحات كوفيد لدى السكان البالغين. وذكرت الدراسة، التي أجراها فريق من علماء الجامعة الإمبريالية في لندن، أن سلالة BA.2 غدت مهيمنة على 95% من الإصابات الجديدة في المملكة المتحدة. وقال مشرف الدراسة أستاذ كرسي مكافحة الأمراض المُعدية وطب الصحة العامة بالجامعة الإمبريالية بول إيليوت إن من شأن الارتفاع الحالي في عدد الحالات الجديدة أن يؤدي إلى ارتفاع عدد المنومين بكوفيد-19 في المشافي البريطانية. وأشارت الدراسة إلى أن الإصابات متزايدة وسط من بلغت أعمارهم 55 عاماً فما فوقها، جراء عودة التنقل وسط السكان، وانحسار المناعة المتأتية عن الجرعة التنشيطية الأولى. وحذرت الدراسة من أن قرار الحكومة البريطانية إلغاء الفحوص المجانية للسكان سيجعل من الصعوبة بمكان اكتشاف السلالات الفايروسية الجديدة. وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عمد الى إزالة معظم القيود الصحية، والتدابير الوقائية الهادفة لمكافحة تفشي وباء كورونا، في فبراير الماضي. وطبقاً لمعطيات الدراسة المشار اليها فإن مارس الماضي شهد إصابة شخص من كل 15 بريطانياً، خلال الفترة من 8 إلى 31 مارس 2022. تتصدر نيبال قائمة الدول التي تهرول للانضمام الى مجموعة الدول التي رزئت بأكثر من مليون إصابة. ففيما وصل العدد التراكمي لإصابات نيبال إلى 978.528 إصابة؛ جاءت تالية لها سلوفينيا ب97.8134 إصابة. وتقف وراءها مباشرة روسيا البيضاء (بيلاروسيا) ب965.948 إصابة. وتأتي بعد ذلك فنلندا، ب907.786 إصابة. وتتذيل قائمة الهرولة نحو المليون إصابة بوليفيا، في أمريكا الجنوبية، ب902.749 إصابة. أمريكا تبحث «تقنين» الجرعة التنشيطية... سنوياً فيما بدأت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية اجتماعات أمس (الأربعاء) لخبرائها الاستشاريين، لمناقشة كيفية وموعد تحديث الجرعات التنشيطية للقاحات كوفيد-19؛ أعلنت الهيئة أمس الأول سحب الترخيص الذي منحته لدواء الأجسام المضادة «سوتروفيماب»، الذي ابتكرته شركتا فير تكنولوجي وغلاكسوسميثكلاين، بدعوى أنه قد لا يكون ناجعاً في مكافحة سلالتي أوميكرون وBA.2. وتشير تقديرات الحكومة الأمريكية الى أن ثلاثاً من كل أربع إصابات جديدة في الولاياتالمتحدة هي سبب BA.2 حالياً. وتمسكت فير وغلاكسوسميثكلاين بأن عقارهما ناجع في صد السلالة المتفرعة من أوميكرون. لكن العلماء الأمريكيين رفضوا تلك الادعاءات. وفي بكين، أعلنت أمس شركة كنتور فارماسوتيكال الصينية أن عقاراً ابتكرته ويحمل اسم «بروكسالوتامايد»، لمعالجة الإصابة بكوفيد-19، أثبت قدرته على خفض احتمالات تنويم المصاب ووفاته، عند حدوث إصابة تراوح بين الخفيفة والمتوسطة. وذكرت أنها استمدت تلك المعلومات من نتائج تجربة سريرية شملت أكثر من 700 متطوع في الولاياتالمتحدة. ومن أهم المخرجات المتوقعة لاجتماع هيئة الغذاء والدواء الأمريكية المشار إليه تحديد ما إذا كان يتعين تقنين إعطاء الجرعة التنشيطية بشكل راتب سنوياً. وقال الخبير الأمريكي المعروف الدكتور أنطوني فوتشي (الجمعة) إن الأمريكيين يجب أن يكونوا مستعدين لوقت تصبح فيه الجرعة التعزيزية السنوية أمراً واقعاً.