بعد 18 شهراً من إتاحة لقاحات كوفيد-19 للاستخدام في أرجاء العالم، تلقى ملايين الآباء والأمهات بمزيد من الاطمئنان والرضا قرار هيئة الغذاء والدواء (الجمعة) الموافقة على جرعات اللقاح التي أعدتها شركتا فايزر-بيونتك وموديرنا خصيصاً من أجل الرضع والأطفال عموماً من شهرهم السادس حتى السنة الرابعة من أعمارهم. وكان المستشارون الخارجيون للهيئة صوتوا الأربعاء الماضي بالإجماع للتوصية بهذين اللقاحين المخصصين لتلك الفئة من الصغار. وهكذا فإن نحو 20 مليون طفل أمريكي في تلك السن أضحوا يملكون خيار تحصينهم، مع حقهم في الحصول على جرعة تنشيطية من كل من لقاحي فايزر-بيونتك وموديرنا لتعزيز المناعة التي ستتيحها لهم جرعتا كل من ذَينِك اللقاحين. وتقول موديرنا إن لقاحها الجديد يصلح للأطفال من سن 6 أشهر إلى 5 سنوات، فيما تقول فايزر وشريكتها الألمانية بيونتك إن لقاحهما الجديد يصلح للأطفال من الشهر السادس حتى أربع سنوات من العمر. وبدأت لجنة استشارية خاصة تابعة للمراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها اجتماعات مكثفة الجمعة، استمرت طوال أمس (السبت)، تمهيداً لإعلان قرار المراكز الأمريكية بهذا الشأن، وهو القرار الذي بموجبه سيتم توزيع اللقاحين الجديدين لمراكز التطعيم. وأشارت الدراسات التي أجرتها شركتا فايزر وموديرنا إلى أن جرعتي لقاحهما المخصص للصغار ليستا كافيتين وحدهما لمنع الإصابة بأعراض كوفيد-19؛ إذ لم تزد فعالية كل منهما في هذا الشأن على 28%. لكن تحصين الرضيع بحرعة تنشيطية (ثالثة) يرفع فعالية اللقاحين لمنع الإصابة من أساسها بنسبة تصل إلى 80%. وقال شركة موديرنا إن لقاحها الخاص بهذه الشريحة العمرية أثبت فعالية نسبتها 51% لمنع الإصابة لدى الأطفال من سن 6 أشهر حتى السنة الثانية من العمر؛ وانخفضت نسبة تلك الفعالية إلى 37% لدى الأطفال من سنتين الى خمس سنوات من أعمارهم. وقال مفوض هيئة الغذاء والدواء روبرت كاليف، إنه على رغم تلك النسب المتدنية، «نتوقع أن يوفر لقاح الصغار جداً حماية من أسوأ ما يمكن أن ينجم عن الإصابة بكوفيد-19، وهو التنويم والوفاة». ويبلغ حجم الجرعة الواحدة من لقاح فايزر-بيونتك لهذه الفئة عُشر حجم جرعة البالغين. وتعطى الجرعتان الأوليان بعد فترة 3 أسابيع من الأولى، أما الجرعة التنشيطية فيجب أن تعطى للطفل بعد شهرين على الأقل من حصوله على الجرعة الثانية. ويعني ذلك أن تحصين الرضيع بالكامل بلقاح فايزر-بيونتك سيستغرق 4 أشهر. أما لقاح موديرنا لهذه الفئة فهو يتكون من جرعتين تعطى ثانيتهما بعهد 4 أسابيع من الأولى. وتمثل جرعة الصغار نحو ربع حجم جرعة البالغين. ويعني ذلك أن فعالية لقاح موديرنا للصغار جداً أقوى من لقاح فايزر-بيونتك. وأكدت هيئة الغذاء والدواء في قرارها الجمعة أن كلا اللقاحين يحتاجان إلى جرعة تنشيطية لضمان استدامة التحصين. وهو ما يعني أن لقاح فايزر-بيونتك للصغار قد يتطلب جرعتين تنشيطيتين، بحكم صغر حجم جرعتيه الأساسيتين. أما لقاح موديرنا للصغار فقد يحتاج إلى جرعة تنشيطية واحدة. وقدمت 49 ولاية أمريكية طلبات لتزويدها باللقاحين المخصصين للأطفال الصغار. وربما ارتفع عدد الولايات أمس إلى 50 ولاية، بعدما رضخت ولاية فلوريدا للضغوط الشعبية التي حملت حاكمها على قبول تطعيم الصغار، بعد تمنّع. دعا وزير الصحة الألماني كارل لوترباخ، شعب بلاده إلى الحرص على الحصول على جرعة رابعة من لقاحات كوفيد-19 لضمان مزيد من التحصين، خصوصاً من يكونون على اتصال وثيق بعدد كبير من الأشخاص. وقال إن الجرعة الرابعة ضرورية من دون قيد يتعلق بالعمر. وأضاف: أن نحو 80% من الألمان الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة لم يحصلوا على الجرعة الرابعة؛ أي التنشيطية الثانية. قالت لجنة استشارية فنية تابعة لمنظمة الصحة العالمية (الجمعة) إنه يتعين استخدام لقاح كوفيد-19 الذي تم تعديل تركيبته ليستهدف على وجه الخصوص سلالة أوميكرون، على أن يستخدم باعتباره جرعة تنشيطية هدفها تعزيز المناعة. وتقول المنظمة إنها قد توصي باعتماد اللقاحات المعدلة القادرة على كبح أوميكرون حال حصولها على موافقة الجهات الرقابية المتخصصة. وتقول شركتا فايزر وموديرنا الأمريكيتان إنهما تجريان دراسات لتعديل لقاحيهما بحيث يستطيعان استهداف أوميكرون، إلى جانب قدرتهما على استهداف السلالة الأصلية لفايروس كورونا الجديد. أعلنت وكالة الأدوية التابعة للاتحاد الأوروبي (الجمعة) أنها بدأت مراجعة بيانات لقاح شركة موديرنا الذي تم تعديله بحيث يستهدف أوميكرون. وكانت الوكالة أعلنت الأسبوع الماضي، أنها تدرس تدقيق البيانات الخاصة بلقاح شركتي فايزر-بيونتك المعدّل القادر على استهداف أوميكرون. وقالت الوكالة إنها ستستمر في درس البيانات الخاصة بلقاح موديرنا المعدل- واسمه التجاري في أوروبا سبايكفاكس- إلى –حين اكتمال تلك البيانات بدرجة تبرر الموافقة على تعميم اللقاح المذكور. وذكرت شركة فايزر أن لقاحها المعدل تم تصميمه ليستهدف أوميكرون والسلالات المتحدرة عنها.