فيما تنتهي الهدنة الأممية في اليمن (الخميس) القادم، قوبل إعلان المبعوث الأممي هانس غروندبرغ بعدم التوصل إلى حل لفك الحصار عن مدينة تعز باستياء شعبي واسع ومطالبات للحكومة اليمنية بالتوقف عن تقديم المزيد من التنازلات لمليشيا الحوثي دون تحقيق نتائج على الأرض. وأعلن غروندبرغ اقتراحا جديدا لإعادة فتح الطرق بشكل تدريجي وفق آلية للتنفيذ وضمانات لسلامة المسافرين المدنيين كمخرج للنقاشات التي استمرت 3 أيام في عمان، وطرحت فيها الأطراف اليمنية خيارات الحل، داعياً طرفي الشرعية والحوثي لاختتام مداولاتهم الداخلية بشكل عاجل وتحقيق نتائج إيجابية يلمسها الشعب اليمني. وطالبت عضو اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن إشراق المقطري، القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني بالتحرك للدفاع المدني عن تعز وسكانها، ورفض الالتفاف على حقوقهم بالتنقل والحركة عبر الطرق الرئيسية. وقالت في تغريدة، أمس (الأحد)، : «ليس ذنب المدنيين في تعز أن الحكومة استعجلت بتقديم تنازلات قبل فتح الطرق الرئيسية، ما شجع الحوثي على التعنت وفرض شروط ومطالب تعيق رفع الحصار عن المدينة». واتهمت الحوثي والمبعوث الأممي بالاستخفاف بمعاناة أبناء تعز الإنسانية قائلة: «يكفي استخفاف الحوثي والمبعوث الأممي بكرامة وحياة وحقوق المدنيين في تعز، فالعقل والمنطق والضمير يرفضون التفاف المبعوث وفريقه على هذا المطلب والحق الشرعي والإنساني». وحذرت من تحرك المبعوث الأممي إلى عدن للضغط على الحكومة بهدف تحقيق اختراق يحسب له على حساب معاناة المدنيين بعد أن فشل في إقناع الحوثي بفك الحصار والعودة إلى ما قبل عام 2015 والضغط على فريق الشرعية المفاوض. وعلمت «عكاظ» من مصادر سياسية أن تحركات المبعوث الأممي في الأسابيع الماضية ولقائه بالأطراف اليمنية توصلت إلى أن تمديد الهدنة مرتبط بمدى قدرته على النجاح في فك الحصار عن تعز ورفع المعاناة الإنسانية عن أكثر من 5 ملايين يمني. وكانت مليشيا الحوثي ألمحت إلى رفضها للسلام وإصرارها على العنف والإرهاب عبر نشر رئيس مفاوضيها محمد عبدالسلام صوراً لفريق المفاوضات في الأردن وهو يرتدي الزي العسكري، ما اعتبره مراقبون إعلان فشل المفاوضات وانتهاء الهدنة والعودة للحرب ورفض جهود السلام. وكشفت مصادر عسكرية يمنية أن مليشيا الحوثي دفعت بتعزيزات كبيرة إلى محافظة مأرب استعداداً لتفجير الوضع، فيما أكدت أن الجيش الوطني ملتزم بالتوجيهات بضبط النفس.