رغم اقتراب الهدنة الأممية من نهايتها أواخر شهر مايو الجاري، ودخول مفاوضات العاصمة الأردنية عمان يومها الرابع أمس (السبت) دون تحقيق أي اختراق، فإن مليشيا الحوثي تراوغ وتتهرب من تنفيذ استحقاقاتها، وتسعى لاستغلال الجوانب الإنسانية وحرص الحكومة الشرعية على مصالح المدنيين لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية عبر أساليب الكذب والخداع، خصوصاً بعد تهربها من تنفيذ بنود الهدنة ورفع الحصار عن مدينة تعز.وأقر نائب وزير الخارجية في حكومة الانقلاب حسين العزي بعرقلة المليشيا لجهود فك الحصار عن مدينة تعز، كاشفاً اشتراطها انسحاب القوات الحكومية من الجبهات العسكرية حول المدينة، فيما نقلت الصحفية المقربة من الحوثي منى صفوان عن قيادات المليشيا قولهم: «نخاف إذا رفعنا الحصار عن تعز أن يتسبب ذلك بسقوطنا عسكرياً وهزيمتنا فيها». وحذر مصدر سياسي يمني ل«عكاظ» أن المليشيا تحاول خداع الحكومة والمجتمع الدولي باتفاق جديد تطلق عليه «إعادة انتشار تعز» لا يختلف عن اتفاق الحديدة، حيث تسعى للبحث عن ثغرة لاستغلالها في السيطرة على المدينة تحت حماية الأممالمتحدة كما حدث في الحديدة، مطالباً الحكومة اليمنية عدم التوقيع على أي اتفاق يؤدي لشرعنة وجود مليشيا الانقلاب في تعز. وقالت رئيس الائتلاف اليمني للنساء المستقلات الدكتورة وسام باسندوة ل«عكاظ»: تعز منسية لأكثر من 7 سنوات، لكن المليشيا اليوم تحاول الالتفاف على الهدنة الأممية والبحث عن مخرج لتمرير أهدافها، مؤكدة أن الحوثي لن يرفع حصار تعز، ولن يخضع صافر للصيانة، ولن يدفع رواتب الموظفين، ولن يسلم سلاحه. واعتبرت أن المفاوضات مع الانقلاب مضيعة للوقت وتلاعب بنفسيات المواطنين، لافتة إلى أنه حتى الآن لم ينجح أي مبعوث أممي بانتزاع أي شيء من الحوثي، وكل تقدم مزعوم يبقى تقدما وهميا بالضغط للحصول على تنازلات وشرعنة للمليشيا. وأكدت باسندوة أن المليشيا مستمرة في قتل المدنيين في تعز وآخرها قنص طفل في حي كلابة، وارتكابها أكثر من 65 خرقاً للهدنة، في الوقت الذي تخوض فيه مفاوضات في عمان حول تعز. وتساءلت: هل ننتظر ممن يقتل الأطفال والنساء أن يمد يده للسلام، ويفتح نافذة للغذاء والدواء؟ بالتأكيد لا، وبالتالي يجب أن لا نخسر الوقت مع هذه العصابات الإرهابية. وصعّدت مليشيا الحوثي خروقاتها للهدنة في مختلف جبهات محافظاتمأرب وصعدة وحجة والحديدة وتعز والضالع، ورصد الجيش الوطني أكثر من 156 خرقاً يومي (الأربعاء والخميس).