«الجودة».. هذه المفردة التي دخلت قاموس حياتنا وحضرت بقوة في أدبيات الرؤية الوطنية الطموحة 2030، كانت سابقاً مصطلحاً ضبابياً تستخدمه وزارات وهيئات الدولة في مخاطباتها ومؤتمراتها، لكن تطبيقه كممارسة عملية في الأداء والإنتاج لم يكن بالشكل الذي يحرص عليه ويتمناه الجميع، كما لم تكن هناك معايير صارمة دقيقة نستطيع منها الحكم على جودة أي عمل من عدمها. في مرحلتنا الراهنة تحولت «الجودة» إلى شعار حياة في كل مكان وكل شأن، أصبحت هدفاً إستراتيجياً لكل جهة من جهات الأداء، حكومية وخاصة، لا يمكن التنازل عنه أو التهاون فيه. ولأن جودة الحياة لا تتوقف عند الترفيه ونمط الحياة اليومية ووجود ما يبعث السعادة في حياة المجتمع، فإنها أصبحت مطلباً حتمياً لكل جهاز له علاقة بأداء الخدمات والمشاريع والبرامج التنموية، له معايير ومقاييس صارمة لا يمكن تجاوزها. وفي هذا السياق، يأتي عقد المؤتمر الوطني الثامن للجودة الذي يقام تحت شعار «جودة مستدامة... لوطن طموح» خلال الفترة من 6 إلى 8 يونيو المقبل في مركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات في المدينةالمنورة، وتنظمه الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة برعاية معالي وزير التجارة رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، ويقام المؤتمر تحت عنوان «جودة مستدامة.. لوطن طموح»، حيث سيركز على الإبداع والاستدامة كقيمتين ممكنتين لتطبيق الجودة على أرض الواقع، بالإضافة إلى إبراز دور الكفاءات الوطنية في تحقيق الجودة والتميز في مختلف المجالات. ويشهد المؤتمر مشاركة أكثر من 60 متحدثاً محلياً ودولياً من خلال 16 جلسة، يناقشون فيها خمسة محاور رئيسة، منها تحقيق الجودة في «رؤية المملكة 2030»، ونشر مفاهيم ومنهجيات وأدوات الجودة، مع تسليط الضوء على تطبيقات الجودة في إدارة التغيير والتحول. كما يستعرض المؤتمر أفضل الممارسات المحلية والدولية في الجودة والتميز المؤسسي في كافة القطاعات المختلفة، مثل: التعليم، والصحة، والصناعة، والخدمات، وريادة الأعمال، والقطاع الثالث، مروراً بمناقشة التحديات في رحلة الجودة والتميز المؤسسي، إضافة إلى التوجهات المستقبلية في الجودة. ومن أهم أهداف المؤتمر إبراز أهمية الجودة في تحقيق التنمية المستدامة، ورفع مستوى الجودة، تعزيز دور تطبيقات الجودة والتميز المؤسسي في تحسين أداء الأعمال، وقيادة التغيير والتحول لدى مختلف القطاعات، إبراز دور الجودة في تحقيق الميزة التنافسية المحلية والدولية للمنتجات والخدمات، الاستفادة من أفضل الممارسات المحلية والدولية في مجال الجودة، الاطلاع على أبرز التوجهات المستقبلية المحلية والدولية في مفاهيم الجودة وتطبيقاتها، وتعزيز ثقافة الجودة وأهميتها لدى الفرد والمجتمع. المملكة أصبحت تتقدم بسرعة في مضمار التنافسية مع الدول الكبرى في كل مجالات الأداء، والجودة هي كلمة السر التي تحرص عليها لإحراز التفوق..