•• أما قبل؛ هذه المقالة ليست تهكماً، إنما براءة من «شهادات نَسَب» مزورة تمنحها جهات في دول عربية وإسلامية لمن لا يستحقون، واعتراضاً على من نسبوا أنفسهم لآل البيت الأطهار عدواً وبهتاناً، هؤلاء المزورون للتاريخ نسفوا نسباً أصيلاً ونسجوا نسباً واهناً، وتلك الفئة الطامعة في النسب الشريف تركوا التقوى اتكالاً على التزوير، أولئك «أشراف الورق» لن يغني عنهم من الله شيئاً. •• وبالتأكيد فإن الأسباب الداعية أصحاب الأهواء للحصول على النسب الشريف؛ طلباً لمكانة اجتماعية أو جاه أو شهرة أو مال، وآخرون يستعرضون بشهادات نسب تفاخراً لتزيين جدرانهم السوداء، وفي حين ازدادت طلبات مدعي النسب الهاشمي طعماً في عراقة الانتساب؛ زادت «أكشاك الأنساب» المرتبطة زوراً ب«الأشراف» و«آل البيت»، تلك الدكاكين الطامعة في الأموال؛ سيأتي اليوم الذي يكشف فيه النسَّابة الحقيقيون أوراقها المزورة. •• يتطلب من «علماء الأنساب» المتحصنون بالعلم والمصداقية والأمانة؛ التصدي بحزم أمام كذب وتزوير أولئك المشوهين للحقائق بوهم النسب، والوقوف بجزم أمام حاملي «الأختام» داخل مخابئهم لمنح من هب ودب صك «النسب الشريف» في دقائق، والمجابهة القوية لمن يدسون السم في العسل، إن لم تفعلوا ذلك أيها العالِمون بالأنساب سيأتي وقت باعتماد الدراسات البحثية على الرواية الشفوية غير الدقيقة فتضيع الأنساب. •• وعند الحلقات الجديدة لمسلسلات الافتراءات والأكاذيب؛ هناك وثائق مفبركة لجأ مزوروها لاستخدام خامات قديمة من ورق وجلود وأحبار وأختام للالتصاق تزييفاً بالنسب الشريف، وهناك «عصابات النسَّابة» المصادقين على شجرات النسب الشريف زوراً يصدرون شهادات الانتساب لآل البيت موقّعة بأسماء وهمية، فيأتي المنخدعون بحمل النسب الشريف ليقدموا لقب «الشريف» على أسمائهم زوراً وبهتاناً، فأين المشتغلون بعلم الأنساب لحمايتها من الأدعياء واللصقاء؟. شهادات بين نسف الأصل ونسج الوهن: مسلسل من الأكاذيب على النسب الشريف. عصابات النسَّابة بوثائق مفبركة مزيفة. طامعون بشهادات لتزيين جدرانهم السوداء. واجب علماء الأنساب الحزم لصد الجريمة.