أكد استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد، أن تسخير المنصات الإلكترونية في التعصب الكروي لا يخدم الفرق الرياضية ولا الجماهير، بل يعد اختراقا لقيم ومبادئ التشجيع الكروي. وبيّن أنه لوحظ للأسف في جميع المنصات الإلكترونية للتواصل الاجتماعي التراشق والاحتقان والفوران والهجوم بين جماهير الفرق، تزامناً مع المباراة المرتقبة للكلاسيكو في جدة لفريقي الاتحاد والهلال الأحد القادم. وقال الحامد ل«عكاظ» إن التراشق وتبادل الكلام غير اللائق بين الجماهير لن يمهد للفريقين الفوز أو الخسارة، ولن يقلل من شأنهما، فالاتحاد والهلال فريقان عريقان لهما صولات وجولات وتاريخ كروي مسجل بماء الذهب، ومشاركات لم تقتصر على الدوري المحلي فقط بل مشاركات عربية وعالمية مما يؤكد مكانتهما الرفيعة في الرياضة العالمية، وبالتالي فإن تسخير المنصات في التراشق وتبادل الكلام غير اللائق هو تقليل من شأن الفريقين. وتابع أنه من الجميل أن يكون هناك ولاء كبير من الجماهير الرياضية لأنديتها، فهذا الأمر يظهر الفرحة بالفوز والعتاب بالخسارة، ومن حق كل مشجع أن يعبّر عن مشاعره وفرحته نحو فريقه بأي طريقة، شريطة أن لا تتضمن هذه الطريقة أذية لفظية أو سلوكية أو غير ذلك نحو الآخرين، فالانتماء الحقيقي للنادي يجب أن لا يتعدى قيم ومبادئ وأخلاق التشجيع، وأي تجاوز لذلك يعتبر تعصبا كرويا غير حميد وقد يهدد صحة المشجع. وأردف الحامد أن كرة القدم في السعودية تعتبر من أهم الرياضات المحببة للجماهير، والواقع هناك نوعان من الجماهير الرياضية: النوع الأول: المشجع الهادئ الذي يشاهد مباراة فريقه للاستمتاع بعيداً عن أي تعصب يؤثر على صحته، وعند الخسارة يتجاوز الأمر بابتسامة وكأن الأمر لا يعنيه نهائياً، النوع الآخر: فئة التعصب الكروي التي تضع الرياضة كل أولوياتها، وقد يصل حبها لناديها إلى حد الجنون، فلا تتردد في مهاجمة مشجعي الفرق الأخرى بكل الوسائل المتاحة خصوصاً في التواصل الاجتماعي، ولا يستبعد خروجها عن الأخلاقيات الرياضية عبر الكلام، وهذه الفئة تكون أكثر عرضة للمشكلات الصحية مع مرور الزمن. وخلص الحامد إلى القول: إن التشجيع الكروي يجب أن يكون في حدود اللياقة والمنطق والبعد عن التهويل والمبالغة، فللأسف البعض استغل المنصات الإلكترونية في زرع وإثارة التعصب الكروي، فمن حق الجميع أن يحتفل بفوز فريقه وإبراز الفرحة.