فيما يجري المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ لقاءات مع قيادات المليشيا الحوثية في صنعاء التي وصلها (الإثنين) للمرة الأولى، وسط مساع حثيثة لتثبيت الهدنة وبدء مفاوضات تنفيذ بنودها بفتح مطار صنعاء وإطلاق الأسرى وإنهاء حصار تعز وصولاً لمفاوضات سلام دائم، كشفت مصادر موثوقة ل«عكاظ» أن غروندبرغ أبلغ الحوثيين بأن الهدنة الحالية فرصة تاريخية وأخيرة للوصول إلى سلام دائم وشامل.وأكدت المصادر أن المليشيا الحوثية حاولت فرض اشتراطات والمتاجرة بمعاناة المدنيين، لكن المبعوث الأممي كان حاسماً وشدد على أن التسوية السياسية مرهونة بنجاح الهدنة وبنودها وهي اختبار لمدى حرص مختلف الأطراف على الشعب اليمني ومصالحه ورغبته في الدخول في سلام دائم، مؤكدا أن الشعب اليمني يستحق كل الدعم بعد معاناته خلال السنوات الماضية. وذكرت المصادر أن المليشيا تشترط فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة مقابل الدخول في مفاوضات سلام، مبينة أن الحوثي يشترط دفع رواتب لمليشياته وليس لموظفي الدولة ما قبل عام 2014، والذين جرى إقصاؤهم وطردهم من وظائفهم. ومن المتوقع أن يلتقي غروندبرغ الذي يزور صنعاء لأول مرة منذ تعيينه مبعوثا أمميا العام الماضي خلال الساعات القادمة رئيس المجلس السياسي الانقلابي مهدي المشاط وقيادات حوثية أخرى، وسط معلومات عن ترتيب لقاء مع زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي. من جهة أخرى، أعلن المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات الدكتور أنور قرقاش أمس (الثلاثاء)، دعم بلاده لكل الجهود الرامية إلى التوصل لتسوية سياسية شاملة تضم جميع الأطراف اليمنية لضمان ترسيخ الاستقرار والسلام وبما ينعكس على ازدهار وتنمية اليمن، ورحب قرقاش خلال لقاء مع المنسق المقيم للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن ديفيد جريسلي، بالتطورات الأخيرة المتعلقة بتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، آملاً أن تسهم الخطوة في دفع جهود السلام عبر حوار جدي يناقش كل القضايا المتعلقة بالشأن اليمني.