بدأ حراك أعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني تقريب وجهات النظر بين الأطراف والمكونات اليمنية نحو توجه فعال لطي صفحة الخلافات وتوحيد الصف لمواجهة التمدد الإيراني واستعادة الدولة ومؤسساتها من قبضة الانقلاب. ورمى رئيس مجلس القيادي الرئاسي رشاد العليمي في أول خطاب له، بعد يوم واحد من تسلمه السلطة، الكرة في ملعب مليشيا الحوثي لتقرير خيار المرحلة المقبلة عبر الجنوح للسلم وهي مهمة المجلس الأساسية أو تفعيل خيار القوة الحسم العسكري لتحقيق السلام، بينما تشير مؤشرات المشهد اليمني إلى أن الضربة القادمة سوف تصيب رأس المشروع الإيراني ووكلائه كخطوة تتوج وحدة الصفوف واللحمة اليمنية القوية وذلك باستثمار هدنة الشهرين الأممية في استكمال إنهاء الخلافات في الوسط القيادي والرأس الذي يقود المعركة عسكريا وسياسيا. وقال وكيل وزارة الإعلام اليمنية أسامة الشرمي، إن إعلان تأسيس مجلس القيادة الرئاسي، الذي ضم كل القوى الفاعلة وأطياف العمل السياسي إلى مركز القرار السياسي تعد خطوة تاريخية لتوحيد الجبهة الوطنية لمواجهة الحوثي، معتبرا أن تشكيل المجلس خطوة تأخرت كثيرا باعتبارها تعزز وجود لحمة قوية وفعالة لتثمر واقعا عمليا على الأرض يساهم في إخضاع مليشيا الحوثي للسلام عبر تحرير محافظات جديدة، مشيرا إلى أن القيادة السياسية الجديدة حظيت بدعم غير عادي شعبيا ودوليا وإقليميا. وفي سياق توحيد الصف اليمني وتحقيق السلام، وصل المبعوث الأممي الخاص هانس غروندبرغ أمس (الاثنين) إلى صنعاء بهدف الدفع قدماً نحو تعزيز الهدنة، وتثبيت وقف إطلاق النار باليمن. وأوضحت البعثة الأممية بتغريدة على "تويتر"، أن غروندبرغ سيلتقي مسؤولين حوثيين في العاصمة اليمنية من أجل بحث سبل المضي قدما في تعزيز تلك الهدنة، وذلك في أول زيارة للمسؤول السويدي لليمن منذ تعيينه في سبتمبر من العام الماضي خلفاً للبريطاني مارتن غريفيثس، فيما أشارت وزارة الخارجية العمانية إلى أن المبعوث الأممي، وصل العاصمة اليمنية بعد لقاءات ومناقشات عدة بشأن تثبيت الهدنة، مضيفة أنه سيبحث متطلبات التسوية الشاملة في البلاد. وميدانيا، قتل أكثر من 30 عنصراً من ميليشيا الحوثي بينهم قيادات جنوب محافظة مأرب، على يد الجيش اليمني في محاولة هجوم أمس. وقال إن الجيش والقبائل صدوا هجومين متزامنين للميليشيات الحوثية في الجبهتين الغربية والجنوبيةبمأرب، بينما أوضحت مصادر ميدانية أن مدفعية الجيش ردت على مصادر النيران وأحرقت إحدى العربات وطقمين عسكريين. يأتي ذلك بعد يومين على الهجمات الحوثية لمأرب على عدة محاور، حيث شنت هجوماً واسعاً على مواقع الجيش والمقاومة الشعبية جنوب المحافظة في خرق صريح للهدنة التي اتفق عليها برعاية الأممالمتحدة. وعززت الميليشيا الحوثية مواقعها في جميع جبهات مأرب بآليات عسكرية، واستحدثت عدداً من المواقع التي دفعت إليها بمجاميع عسكرية خلال فترة الهدنة استعداداً لشن هجمات أوسع على مواقع الجيش الوطني شمال وغرب وجنوبمأرب.