منذ أطلقت رائدة العمل الاجتماعي دعاء بنت ثابت مؤسِّس (بكِّجها) في رمضان 2019 مبادرتها الإنسانية تحت عنوان: «هدية بمحبة»، أخذت هذه المبادرة أبعاداً إنسانية تركت أثرها العميق في الوعي المجتمعي خاصة وأنها تلامس حاجات فئة عزيزة على قلوبنا هي فئة الأيتام التي هي أشد ما تكون حاجة الى الدعم المستمر وتهيئة البيئة الملائمة لهم بما يضفي أجواء من الاستقرار العاطفي على نفوسهم فتسري معها البهجة والفرح والإحساس بقيمة الذات، خاصة وأن لدى هذه الفئة الكثير من القدرات التي تحتاج الى تحفيزها واستنهاض الهمم المجتمعية لدعمها ومساندتها. ورغم توقف المبادرة بسبب جائحة كورونا إلا أنها أطلت علينا بنسختها الثانية خلال مبادرة الإفطار الجماعي التي نظمتها أسواق الرد سي مول مؤخراً لأيتام جمعية البر بجدة بالتعاون مع عدد من الرعاة وبمشاركة عدد من المنظمات غير الربحية في أجواء سادها الحب والوئام والتآلف الاجتماعي الذي تهدف الأسواق والجمعية من خلاله الى دمج هذه الفئات وبث الاستقرار النفسي والعاطفي بينهم ليكونوا جزءاً من البناء التنموي الكبير، وبما يتواكب مع برامج رؤية المملكة والتي برز من بينها برنامج جودة الحياة الذي يستهدف تعزيز جودة الحياة لكافة أفراد الأسرة، من خلال توفير حزمة من الممكِّنات التي تدعم هذا التوجه الرائد. «لعبة بمحبة».. «هدية بمحبة» تقول الأستاذة دعاء بنت ثابت معرِّفة بمبادرتها ومؤسستها (بكِّجها) ذات الريادة الاجتماعية: إن (بكِّجها) تهدف الى تمكين أصحاب المشاريع الصغيرة والأسر المنتجة من طباعة غلاف خاص بمنتجهم يعكس هويته بأقل كمية. وفي إطار الشراكات المجتمعية تسعى (بكجها) إلى إعادة تغليف ألعاب الأطفال فكانت مبادرة «لعبة بمحبة» ومن ثم توسعت في حجم الصناديق ومحتواها لتكون «هدية بمحبة» بصندوق أكبر يضم ألعاباً، وقصصاً وأكثر.. تعزيز القيم عبر الشراكات وعن المبادرة قالت دعاء بنت ثابت: «نهدف من خلال هذه المبادرة إلى خلق أثر اجتماعي وتعزيز الشراكة المجتمعية وقيمة «تهادوا تحابوا» من خلال زرع معنى العطاء في قلوب طلاب المدارس لينشأ جيل يقدِّر متعة الصدقة مع حفظ كرامة قرنائهم ممن لم يملكوا فرصتهم، وذلك لخلق البهجة في قلوب الأطفال المحرومين، حيث يقوم كل طالب بإهداء ما يرغب فيه من: ألعاب، كتب وقصص، اكسسوارات وتعبئتها في صندوق «هدية بمحبة»، مع كتابة اسمه واسم مدرسته على الصندوق لتكون إهداء منه باسمه لأخيه اليتيم، وخير الأعمال سرور تدخله على قلب مسلم، فقد رأينا ذلك السرور عند توزيع الصناديق في حفل إفطار (أبناء الخير) أمس في أسواق الرد سي مول، رأينا أثر الهدية على نفوس الأيتام بعد تغليفها بغلاف يبهجهم، وهو الأمر الذي نسعى من خلاله الى غرس حب المجتمع في قلوبهم الصغيرة مع حفظ كرامتهم وتقدير مشاعرهم الغضة. وتضيف دعاء بنت ثابت: سعدت وأنا أزور المدارس برؤية لمسات من الإحسان فاجأتني بجمالها حيث تفننت الطالبات في وضع ملصقات من القلوب والنجوم إضافة الى الرسومات وكتابة عبارات الإهداء على الصناديق من الطلاب والطالبات ما يعكس طيب النفوس التي أهدت، وجمالها وحبها للعطاء الذي نتمنى أن تظل قيمته مستدامة في قلوبهم، والأجمل أن نزرع مع قيمة العطاء معنى الإحسان المتلخص في: (حب لأخيك ما تحب لنفسك)، فتختار ما يسعدك لتسعده من ألعاب وهدايا جديدة أو نظيفة لتكون «هدية بمحبة»، ولأن كل صندوق كتب عليه «افتح تفرح». وما أفرحنا نحن أيضا أن البعض لم يكتفِ في عطاياه بصندوق واحد فشارك بتعبئة أكثر من صندوق ليدخل أجواء السرور على مزيد من القلوب. للعطاء الرمضاني مذاق آخر وأكدت دعاء بنت ثابت أن العطاء في رمضان له معنى آخر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أجودَ ما يكون في رمضان بل كان إذا لقيه جبريل عليه السلام أجود بالخير من الريح المرسلة، وانطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم: «ما نقص مال من صدقة» وقوله: «الرجل في ظِلِّ صدقته حتى يُقضى بين الناس» فقد كان حرصنا أن يكون النشاط في رمضان لتشجيع الأطفال على العطاء وأن المكافأة ستكون مضاعفة، «فبمثل ما تخرج من ألعابك ستأتيك ألعاب جديدة في العيد». مشاركة المدارس والشركات لقد كان من الملفت هذا العام مشاركة كثير من المدارس والشركات ومن ضمنها موظفو شركة إسترازنيكا، ومن المدارس المشاركة بأكثر من 300 صندوق مدرسة دار الفكر العالمية مما ساهم فعليا في نجاح المبادرة إيمانا منهم بأهمية زرع هذه القيمة في قلوب الطلاب لمرحلة رياض الأطفال والابتدائية. قالوا عن المبادرة وعن هذه المبادرة قالت إدارة مدارس دار الفكر بجدة: - «عندما ينبعث العطاء من قلب الإنسانية يصل لأسمى المقاصد ولن يشوبه التكلُّف والإخفاق». - في المشاركة تتمجد القيم وتسمو الغايات، فما بالكم إن كانت في الخير ! - نسعى دائمًا في مدارس دار الفكر أن يكون غرس القيم أصيلاً ومتأصِّلاً بقوة الخير المنبعثة من رؤيتها ورسالتها. فعندما تُتاح لنا الفُرص أن تتجسَّد قيم الإحسان أمامنا وتتمثل في أبنائنا بأعلى المواصفات فهذا شرف لنا ودليل على أننا نخطو خطوات مجيدة في طريق الحق بما يُرضي الله. - سعدنا كثيرًا بإتاحة الفرصة لنا أن نكون جزءاً من مبادرة «هدية بمحبة» بفضل الله، ونتقدَّم بالشكر للأستاذة دعاء بنت ثابت على تحفيز مواطن الجود والعطاء بمحبة في عقول أبنائنا الطلبة والطالبات وفي أنفسهم. سائلين المولى أن تتأصل هذه الصفات الحميدة وتكبر معهم حتى ينالوا أحقية أمانة الاستخلاف في الأرض عن جدارة. صناديق صديقة للبيئة وكان من الملفت في المبادرة أيضاً أن الصناديق المصنعة صديقة للبيئة ووضع عليها مفهوم إعادة التدوير لتعزيز قيمة الحفاظ على البيئة لدى الطلاب. «وعن مشاركة UCIC -الشركة المتحدة لصناعات الكرتون- في هذه المبادرة من خلال صنع الصناديق قال الأستاذ محمد المخلافي مدير المبيعات الإقليمي للمنطقة الغربية: «الحقيقة كنت سعيداً سعادة لا توصف اليوم وأنا أرى الفرحة في عيون الأطفال عند تسليمهم الصناديق». وعن مشاركة طلاب مدارس الأقصى الأهلية العالمية قال الأستاذ عبدالله الشهري وكيل المرحلة الابتدائية: «سعيد جداً بمشاركتنا في هذا العمل الجميل الذي أبهج أبناءنا الأيتام ورأينا الفرحة في أعينهم» عيون أطفال (البر) كانت لنا حياة! وختمت دعاء بقولها: «متعة العطاء وجدناها مع طلاب المدارس ومتعة الإهداء وجدناها في أعين أطفال جمعية البر، استسقينا السعادة من عيونهم فكانت لنا حياة، نأمل أن تستمر المبادرة في التوسع عاماً بعد عام لمزيد من المدارس والطلاب وحتى الشركات ليهدوا بحب وإحسان مزيداً من إخوانهم الأيتام».