كل شيء تحبه وتتمناه وتتأمل فيه هو غال عليك وبعد ايام سوف نستقبل ضيفا حبيبا وعزيزا وغاليا ومتميزا سوف نستقبل خير الشهور وأفضلها شهر تميز بشرف عظيم وخير كثير، شهر الخير والبركة والصبر والكرم والرحمة والمحبة والغفران والعتق من النار شهر كرمه الخالق بليلة خير من الف شهر تنزل الملائكة والروح فيها إنها ليلة القدر. انه حبيب كل محب لخالقه، شهر الصيام والقيام شهر القرآن والصدقة والاحسان، انه شهر رمضان، شهر الكرم والنعم، شهر الإحساس بالفقير والضعيف والمحتاج، شهر الموائد الرمضانية التي يحرص الكثير على المشاركة فيها، إن موائد الخير يستعد لها بكل ما لذ وطاب من الطعام والشراب ولكن هل شاركنا المحرومين الذين يتضورون جوعا وهم في حالة حرب مدمرة شتتت شملهم وأدمت قلوبهم بفقدان ابن او حبيب، هؤلاء المؤمنون ستكون فرحتهم بوجبة إفطار همزة وصل وجدانية، هل جمعتنا معهم لحظات دعاء وترحيب بهم لكي يتعزز اجرنا ونتقرب لخالقنا هل تلمسنا حاجاتهم من كساء وعلاج ودواء؟ هل مسحنا دمعة يتيم، هل جبرنا خاطر ضعيف، هل ساعدنا عاجزا كفيفا؟ إن موائد الخير بحاجة لتجديد وتآخٍ وتلاقٍ وتعريف بفضل شهر الخير والبركة ومعلومات عن فضله وبركة أيامه ولياليه، فهذا الشهر له نكهة مختلفة يجب ان يحسها الجميع ونكهته لها مذاق فريد ليس في الاكل والشرب واستعراض ما لذ وطاب من الاكل والشراب انما لذته تتجسد في غذاء الروح وتدريب النفس على التأمل والتدبر والذكر وتلاوة القرآن بشعور عميق يسعدك بهذه الأيام وفضلها. يجب أن تكون الحوارات العائلية حول الصوم وأجره وأهمية مشاركة المحرومين الذين يتعرضون للجوع والعطش وان نشاركهم بأن تخصص الاسرة لأطفالها صندوق هدايا العيد للأيتام وصندوق إفطار العيد مع الفقراء والمحتاجين، وهدية حافظ الأحاديث ومن يتدبر سُوَر القرآن ويستنتج منها كل مفيد، إن هذا الجيل يجب ان يعيش هذا الشهر بكل احساس وكل حب وروحانية يجب ألا يضيع وقته بين نوم واكل واجهزة وألعاب قد لا تفيده. فالجميع بحاجة للتذكر والتفكر والتدبر، هذا الحبيب يزورنا مرة واحدة في السنة والجميع بشوق لفضل هذ الشهر فهو شهر العتق من النار وشهر المغفرة وشهر القرآن الكريم لذلك يجب أن يرسل رسائل تواصل بالتهنئة والعمل والحرص على صلة الأرحام ونبذ الخصام والتآخي ونبذ التطرّف في كل موقف، والتعايش في بلد الحب والسلام وشهر المحبة والوئام وان تجمعنا موائد ليست لشبع البطون بل لتغذية الفكر والتبصر لأن كل موقف جميل سوف يضيف الكثير للآخر وان غادر، لكن لذة الطعام سوف ينساها بعد ايام. ويجب البعد عن الإسراف في النعم وأن يكون شعارنا (اسرافنا ضرر علينا وتدبرنا بركة لنا) فهل يكون نهاره صبرا وحمدا وشكرا وليله تدبرا وذكرا؟ وهل نحتفل بما يليق بهذا الحبيب الذي سوف يقدم لنا فرصة للفوز بجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، اللهم اغفر ذنوبنا وبلغنا هذا الشهر الفضيل وجميع المسلمين في نصر وعزة وحب وتآخ... اللهم أمين.