أكدت المملكة العربية السعودية أهمية تضافر الجهود الدولية في مواجهة التهديدات والتحديات المتزايدة في مجال استخدامات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في سياق الأمن الدولي، خصوصا في ما يتعلق ببناء وتعزيز القدرات الوطنية لمواجهة هذه التهديدات، مشددة على حرصها على تعزيز العمل والتعاون على المستوى الدولي ودعم المبادرات الدولية ذات الصلة. جاء ذلك في بيان المملكة العربية السعودية خلال أعمال الدورة الموضوعية الثانية لفريق الأممالمتحدة العامل مفتوح العضوية المعني بأمن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (2021 2025) والمنعقدة تحت بند (بناء القدرات: مبادرات الدول الرامية الى ضمان أمن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات)، والتي ألقاها رئيس لجنة نزع السلاح والأمن الدولي بوفد المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة في نيويورك خالد بن محمد فلمبان. وأعرب فلمبان عن شكر وفد المملكة لجهود اللجنة التي تبذلها، مؤكداً دعم وفد المملكة لجهود وأعمال هذا الفريق العامل، وتأييد الوفد لما تضمنه بيان إندونيسيا نيابةً عن دول حركة عدم الانحياز. وقال فلمبان: «يشهد عالمنا اليوم تزايداً متسارعاً في استخدامات الفضاء السيبراني، ويتزامن هذا التسارع مع ظهور العديد من التحديات والتهديدات السيبرانية التي أصبحت أكثر تطوراً وخطراً على دول العالم وأنظمتها ومؤسساتها، وعبر طرق مبتكرة لم يشهدها العالم من قبل». وأشار إلى أن المملكة قامت خلال الفترة الماضية بتعزيز جهودها في بناء القدرات اللازمة في مجال أمن الاتصالات والمعلومات؛ وتتماشى هذه الجهود الوطنية مع توصيات التقارير الختامية للفريق العامل مفتوح العضوية السابق، وفريق الخبراء الحكوميين المعني بالارتقاء بسلوك الدول المسؤول في الفضاء الإلكتروني في سياق الأمن الدولي للفترة (2019-2021)، خصوصا التوصيات المتعلقة ببناء القدرات. وأبان أنه تم إنشاء الهيئة الوطنية للأمن السيبراني لتكون الجهة المختصة والمرجع الوطني في شؤون الأمن السيبراني، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني، وفق رؤية السعودية (2030)، لتؤسس منظومة وطنية متكاملة ومتسقة مع أبرز الممارسات الدولية المتميزة في هذا المجال، وتمكّن الجهات الوطنية من رفع مستوى أمنها السيبراني وحماية شبكاتها وأنظمتها وبياناتها، وتسهم في بناء القدرات البشرية، وتشجيع الجهات الوطنية والقطاع الخاص وتمكينها من الاستثمار وخلق بيئة حيوية للابتكار في الأمن السيبراني. ولفت الانتباه إلى أنه تم اعتماد عدد من السياسات الوطنية وآليات الحوكمة والأطر والمعايير ذات الصلة، منها الضوابط الأساسية للأمن السيبراني، وضوابط الأمن السيبراني للأنظمة الحساسة، وكذلك متابعة الالتزام بها، وتطوير مؤشرات قياس الأداء، والمراقبة المستمرة لحالة الأمن السيبراني على المستوى الوطني، وتعزيز التعاون الدولي والشراكة بين القطاعين العام والخاص. وأوضح أنه تم إطلاق العديد من البرامج والمبادرات الوطنية من أجل رفع مستوى الوعي المجتمعي وتجنب المخاطر السيبرانية وتقليل آثارها من خلال إصدار التنبيهات بآخر وأخطر الثغرات السيبرانية، كما تم تأسيس الأكاديمية الوطنية للأمن السيبراني لتأهيل الكوادر الوطنية المتخصصة في مجالات الأمن السيبراني لسد الفجوة الموجودة في هذا المجال، وتستهدف الأكاديمية تدريب 20 ألف متدرب بنهاية عام 2022، كما قامت الأكاديمية بإطلاق مبادرات (CyberPro) لتدريب الكوادر الوطنية، وتهيئة خريجي الكليات والجامعات في المجالات ذات العلاقة. وأفاد بأن هذه الجهود أثمرت في حصول المملكة العربية السعودية على المرتبة الثانية عالمياً في آخر نسخة من المؤشر العالمي للأمن السيبراني الذي يصدره الاتحاد الدولي للاتصالات، محققةً بذلك قفزة ب 11 مرتبة عن العام 2018، وتسجيلها نقاطًا متقدمةً في جميع محاور المؤشر. وتابع القول: «خلال ترؤس المملكة مجموعة العشرين في عام 2020، استضافت بلادي المنتدى الدولي للأمن السيبراني (في نسخته الأولى)، حيث شكل المنتدى منصةً دولية للحوار شارك فيها أكثر من 140 متحدثا و3500 مشارك من مختلف دول العالم، لمناقشة العديد من المحاور منها بناء تعزيز القدرات السيبرانية على المستويات الوطنية، وبناء القدرات اللازمة للصمود السيبراني في الأعمال التجارية العالمية، والأمن السيبراني كممكن للاقتصاد الرقمي، وأهمية تضافر الجهود الدولية لخلق عالم سيبراني أكثر أمانًا، ويجري حالياً التحضير لاستضافة النسخة الثانية من المنتدى والمتوقع عقدها نهاية العام 2022 في مدينة الرياض». وأوضح فلمبان أنه خلال النسخة الأولى من المنتدى أطلقت المملكة مبادرتين تستهدفان المجتمع الدولي، تتعلق الأولى بحماية الأطفال في العالم السيبراني، فيما تعنى المبادرة الثانية بتمكين المرأة في مجال الأمن السيبراني عبر دعمها للمشاركة الفاعلة في هذا المجال، وتعزيز تطويرها المهني. وأكد أنه في ما يخص تداعيات انتشار جائحة كوفيد 19 خلال العامين الماضيين، فقد تم تطوير قائمة بضوابط الأمن السيبراني للعمل عن بعد، وذلك بعد دراسة عدة معايير وأطر وممارسات دولية، وتهدف هذه الضوابط الوطنية إلى رفع مستوى الأمن السيبراني على المستوى الوطني عن طريق تمكين العمل عن بعد بطريقة آمنة والتكيف مع التغييرات في بيئة الأعمال، إضافة إلى تعزيز الصمود ضد التهديدات السيبرانية عند إتاحة العمل عن بعد.