في مكان ما من أرجاء مرفأ الزهور قرر سائق قطار الرمان الانطلاق.. وفي الطرف الآخر هتفت الزنابق بقطارها فتقدم متهاديا على سكة النور.. كان يوم عيد الفن العتيق فتثاءبت حورية الجمال وعزف الزمان الموسيقي أولى سيمفونياته الخالدة في إيقاعات الياسمين.. احتفالًا برمان الأرجوان الأخاذ المعطر بالبنفسج الخمري والمحلى بالزنبق النيلي والأزرق الليموني.. وفي مصابيح الزهور المقطوفة من غابات الحسن جلست الفنون المزخرفة في خلفية اللوحات الزنبقية على مائدة الليلك.. وظلت فراشات اللازورد تلعب وتضوع ولا تبوح بسر الخيال.. وعلى وجنة غيماته وطلة لمعاته وتحت ثقل زهوره انحنت كل شجيرات الفرح. *** وهنا تبدأ الرواية.. بتربع التوهج ونصوع التورد في إرادة إحدى تويجات الزهر الحاكمة.. فهي حين تنطلق بزهوها لا تعرف كيف تؤوب إلى سابق نوتاتها.. ولا يلزم الأمر سوى أن تفكر إحداها في الإزهار أمام الليل حتى تذهله وتغرقه نصف أضواء الكون.. ويسمر الشعر على نور الوتر. *** ففي سماء البنفسج.. أصغر قنديل يضيء المساحة الكبرى في الطبيعة.. وكل الألحان المجروحة تبرأ في نقوش المحبة.. وما لأحد إقناعها بتحميل الماضي ولا يكون لأحد وضعها خارج المستقبل.. فعبر جسور اللايقين واصلت وثابرت وعبرت.. وظلت تسجل الدخول إلى مهابة اللحظة في حالة حضور عجيبة كأنفاس طائر يعترش المطر وما يومًا توقفت.. وحدها (الحلوى الليلكية السماوية) هي تملك كل الإجابات. وعند هوادج العرش الليلكي.. يسمو الجمال وتزدان طقوس التتويج بكل زنابق الوادي في منصة الخلود.. وتختفي الأطياف الباهتة في رجوة الشوق والتوق للبقاء في خيمة الكرنفال.. ويخفي كل لون شوائبه ويبدي فتنته عله يقتبس حظوة دائمة من روح الخزامى الكبيرة في عوالم رحيقها الأبدي. *** وفي تلك الدقيقة ما- بعد - الاستثنائية يصل كلا القطارين إلى الزمن النوراني في (عاصمة الياقوت).. مدينة متفردة.. مداخلها مسيجة بعطور عنابية أسطورية.. بواباتها مصنوعة من دلاء زهر وكوز في جنة عشتارية.. ههنا يزهر بلور البدر في مجد الصباح ومحاريب اليشب والذهب.. ويتقلد الليلك صولجان الجمال وأسورة التاريخ و(خاتم النيلج ) ورداء الكمال..!