اتهم رئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة الفريق ركن صغير حمود بن عزيز إيران بقيادة غرفة عمليات متقدمة في صنعاء وأخرى في طهران للهجوم على مأرب مستخدمة الأسلحة الثقيلة والصواريخ الباليستية، مؤكداً أن دعم تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات أفشل المشروع الإيراني ووضع العدو في مصيدة الاستنزاف. وقال رئيس الأركان في حوار مطول مع «عكاظ»: بدعم السعودية والإمارات تجاوزنا الكثير من هذه التحديات سواء كانت لوجستية أو تعبوية أو عملياتية، وهي مواقف أخوية لا ينساها الشعب اليمني مدى الحياة ودليل عملي على أن القضية واحدة والمصير واحد غير قابل للتفكيك، وأن مصلحة اليمن وأمنه واستقراره محط اهتمام الأشقاء في التحالف العربي، موضحاً أن معركة مأرب تبنتها إيران وحزب الله رسميا، وأعلنوها بكل وضوح وأرسلوا القائد في الحرس الثوري إلى صنعاء ومعه خبراء الصواريخ والمسيرات وتم توزيعهم على صنعاء والحديدة وصعدة لقيادة الحرب. وأشاد صغير عزيز بنجاحات التحالف العربي وضرباته الدقيقة في صنعاء، مبيناً أنها أربكت الحوثي وأثرت على امتداداته واتصالاته وأعاقت استقطاب وإرسال المقاتلين. وأشار إلى أن التحام قوات العمالقة والجيش الوطني والمقاومة أفشل المخطط وأبعد التهديدات عن جنوبمأرب، مشدداً على ضرورة السير بوتيرة عالية نحو تحقيق النصر المؤزر على مليشيا الحوثي الإيرانية واستعادة سيادة الدولة. وإلى الحوار: • كيف تقيمون العمليات العسكرية في مختلف الجبهات وانعكاساتها في المرحلة القادمة؟ •• منذ بداية العام الجديد حدثت الكثير من التحولات السياسية والاقتصادية والعسكرية المهمة، جاءت بفعل جهود كبيرة بذلتها قيادتنا السياسية ممثلة برئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير الركن عبد ربه منصور هادي، ففي الشق العسكري كان التحام قوات العمالقة مع إخوانهم وزملائهم أبطال الجيش الوطني والمقاومة وقبائل مأرب خطوة في الاتجاه الصحيح، عكست نتائجها المثمرة والمباشرة في رفع كفاءة مجمل المهمات القتالية والعسكرية المنفذة بمستوييهما التكتيكي والعملياتي وبحركة تصاعدية ملموسة منحت الجيش الوطني والمقاومة والقبائل تحقيق الكثير من الانتصارات والمكاسب الميدانية، ومن أهم تلك المكاسب تحرير مديرية عسيلان وبيحان وعين بمحافظة شبوة، ومديرية حريب، وإبعاد التهديدات عن جنوبمأرب، ونعتقد أن هذا هو الطريق الصحيح وعلينا كجيش وطني، وعمالقة، ومشتركة، ومقاومة، وقبائل السير فيها بوتيرة عالية نحو تحقيق النصر المؤزر على مليشيا الكهنوت الحوثية الإيرانية الإرهابية، واستعادة دولتنا وسيادتنا. إفشال مخطط إيران • هناك من يتخوف من سقوط مأرب.. كيف ترون ذلك من الناحية العسكرية؟! •• منذ عامين طرح علينا هذا السؤال، وأكدنا حينها أن مأرب لن تسقط مهما حدث، لأنها لم تعد جغرافيا فحسب، بل أصبحت قضية شعب تعرض لغزو عسكري وفكري إيراني، واحتلت أرضه ودمرت دولته وقتل أبناؤه وصودرت حقوقهم في السيادة والحرية والكرامة وحرم أكثر من مليوني موظف من أرزاقهم، ويعملون ليلا ونهارا على تغيير هوية شعبنا العربية الأصيلة، ولهذا أصبحت مأرب هي قبلة كل حر يرفض الضيم والذل متخذين منها عاصمة لصمودهم، ومنطلقا لتحرير مناطقهم الواقعة تحت سيطرة أدوات المشروع الإيراني المتمثلة في مليشيا الكهنوت الحوثية الإرهابية، ولم يعد هذا كلاما وإنما معطى تاريخي. فعلى مدى عامين كاملين قادت إيران عبر غرفة عمليات متقدمة في صنعاء وأخرى في طهران هجوما واسعا على مأرب، مستخدمة أحدث الأسلحة وفي مقدمتها الصواريخ الباليستية المتطورة والطائرات المسيرة بمختلف أنواعها الاستطلاعية والهجومية، وتمت محاصرتها من جنوبها وشمالها وغربها، وحشدوا الآلاف من المقاتلين وزجوا بهم في أتون المعارك، لكن الأبطال والأحرار وبكفاءة عالية وبروح معنوية لا تضاهى أفشلوا هذا المخطط، ووضعوا العدو في مصيدة استنزاف لم يسبق لها مثيل. خبراء إيرانيون • ما هي أسباب تراجع العمليات العسكرية في كل من مأرب والجوف أخيراً؟ •• أي تراجعات عسكرية لا شك أن لها أسبابها القتالية التي تفرضها تطورات المعركة، وأشرت سلفا الى أن العدو حشد كل إمكاناته المادية والبشرية وقواته الخاصة المدربة في إيران ولبنان وكلها تحت قيادة الخبراء الإيرانيين. واندفع الجميع نحو مأرب لذا كان لزاما علينا أن نخوض المعركة بعيدا عن الحسابات الجغرافية إلى الحد المعقول، حتى نتمكن من احتواء الضغط الميداني ونجر العدو إلى حرب استنزاف لشل أكبر قدر ممكن من قدراته، وبالتالي نضمن استمرار المعركة والتحكم بمسارها. • ما الدور الذي يقوم به خبراء إيران وحزب الله وهل تم إلقاء القبض على أحد منهم؟ •• هذه المسألة لم تعد في مرحلة الإنكار حتى نحتاج للقبض على إيرانيين أو لبنانيين، معركة مأرب تبنتها إيران وحزب الله رسميا وأعلنوا بكل وضوح أنها معركتهم، وقاموا بإرسال حسن إيرلو - وهو قائد عسكري في الحرس الثوري الإيراني - إلى صنعاء لقيادة الحرب ومعه خبراء الصواريخ والمسيرات وتم توزيعهم على صنعاء والحديدة وصعدة، كما زادت حركة سفن تهريب السلاح الإيراني بصورة ملحوظة، وما نشرته البحرية الأمريكية من صور للسلاح الإيراني المهرب لمليشيا الكهنوت الحوثية إلا غيض من فيض، فهناك المئات من السفن نجحت في إيصال شحنتها إلى يد المليشيا. وقد جاء التقرير الأممي الأخير ليؤكد المؤكد بأن الخبراء الإيرانيين بسلاحهم الإيراني هم من يقومون بارتكاب الجرائم بحق الأعيان المدنية في المدن اليمنية والسعودية والإماراتية. خسائر الحوثي • ما هي خسائر مليشيات الحوثي في مأرب والجوف وشبوة؟ •• لا نملك إحصائية رسمية دقيقة، ولكن بحسب ما يصدر من بعض المراكز المتخصصة بهذا الشأن فإنها تقدر قتلى المليشيا خلال خمسة أشهر من العام 2021 ب17 ألف قتيل، وفي الفترة الأخيرة نشرت الوكالات والقنوات والمواقع الإعلامية المحلية والإقليمية والدولية خسائر المليشيات اليومية بمئات القتلى والجرحى، ولك أن تتخيل حجم هذا العدد في الشهر والسنة. نجاحات التحالف • أعلن التحالف عمليات عسكرية دقيقة في العاصمة صنعاء.. ما انعكاساتها على العمليات العسكرية في الميدان؟ •• من أهم الأعمال القتالية ضرب قوات العدو خلف خطوط المواجهات وفي عمقه الإستراتيجي، وكلما أحدثت الضربات خسائر كبيرة في عمق العدو، انعكس ذلك مباشرة على وضعه في الميدان، مسببا له مزيدا من الإرباك والخسائر والتقهقر. وتستطيع أن تقيم ذلك بنفسك، فالضربات الموجعة في عمق مليشيا الكهنوت الحوثية أثرت وبقوة على إمداداتها، واتصالاتها، وأعاقت استقطاب وإرسال المقاتلين إلى الجبهات، والأهم من ذلك ألحقت بهم هزيمة معنوية كبيرة. مواقف لن تنسى • كيف تنظرون إلى الدعم الشامل المقدم لكم من التحالف العربي؟ وما التحديات التي تواجهكم؟ •• هناك تحديات كثيرة تواجهنا ولكن بفضل الله وبالمواقف الصادقة الداعمة لنا من الأشقاء في التحالف العربي بقيادة السعودية وإلى جانبهم الأشقاء في الإمارات نتجاوز الكثير من هذه التحديات سواء كانت لوجستية أو تعبوية أو عملياتية، وهي مواقف أخوية لا ينساها الشعب اليمني مدى الحياة، وهي دليل عملي على أن القضية واحدة والمصير واحد غير قابل للتفكيك وأن مصلحة اليمن وأمنه واستقراره محط اهتمام الأشقاء في التحالف العربي. أثر صقور الجو • ما هو الأثر العسكري والعملياتي لمقاتلات تحالف دعم الشرعية على سير العمليات القتالية في مختلف الجبهات؟ •• بإسناد صقور الجو للأبطال في الميدان أجبرت المليشيات على الفرار مخلفة وراءها الكثير من القتلى والأسرى والكثير من العتاد والسلاح وتم تطهير واستعادة مساحات واسعة من الأرض، وبإسناد صقور الجو تحولت وضعية الجيش الوطني والمقاومة والقبائل من وضعية دفاعية إلى وضعية هجومية، وأمام هذه المواقف تعجز الكلمات أن تفي هؤلاء الصقور العظماء حقهم، ولكن نسأل الله أن يجزيهم عن الشعب اليمني خير الجزاء، ولهم منا جزيل الشكر والعرفان. انتصار أولي • هناك من يرى أن التخطيط للعمليات العسكرية المجزأ والمحدد ببعض المناطق ثم التوقف لفترة طويلة لإعداد خطة جديدة هو سبب إطالة الحرب والسماح للحوثي بتفخيخ الطرقات والجبال. ما رأيكم؟ •• مرت أكثر من 7 سنوات على الحرب، عرف الشعب اليمني والأشقاء في التحالف والرأي العام العالمي من هي مليشيا الحوثي؟ وما صلتها بالشعب والدين والهوية؟ وما هو حجم وعمق ارتباطها بالمشروع الإيراني؟ وما الهدف من وراء دعمها بهذه القوة؟ لهذا طالت الحرب، وطال أمدها وأعتقد أن معرفة الجميع بهذا الخنجر المغروس في ظهر الأمة يعتبر انتصارا أوليا وسيقربنا سريعا من تحقيق الانتصار النهائي والحاسم بإذن الله. تنسيق وتعاون • هل هناك تنسيق بينكم وبين القوات المشتركة في الساحل وترتيب لعمليات عسكرية في تعز؟ •• نحن والأشقاء في التحالف العربي نعمل من أجل زيادة وتقوية هذا التنسيق ،وإذا ما نظرنا إلى الانتصارات المحققة خلال شهر واحد في ظل هكذا تنسيق وتعاون وتلاحم ندرك أهميته على الصعيدين الآني والمستقبلي والتكتيكي والإستراتيجي، فمن خلاله حققنا الانتصارات وسنحقق المزيد، ومن خلاله نستطيع أن نحمي الدولة ونمكنها من بناء مؤسساتها، ونحافظ على مصالح شعبنا ومستقبل الأجيال القادمة.