إن تقديم دورة ألعاب أولمبية مختصرة وآمنة ورائعة هو وفاء الصين الجاد بعهدها تجاه العالم. مضى أكثر من 6 سنوات على الاستعدادات بكل عناية بعد بذل قصارى جهدها للتغلب على تداعيات وباء كوفيد-19، أضاءت بكين الشعلة الأولمبية عام 2022 مرة أخرى لتصبح أول مدينة أولمبية «مزدوجة» في العالم. الصين تجعل دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 في بكين أول مهرجان رياضي عالمي شامل يقام في موعده المقرر مسبقا منذ اندلاع وباء كوفيد-19، تمسكا بمفهوم الاستعداد الأخضر والمشترك والمنفتح والنزيه للألعاب الأولمبية، وبخدماتها الآمنة والفعالة في المباريات واستخدامها للتقنيات الإبداعية المغطية جميع الجوانب، الأمر الذي يجلب الأمل والثقة لكافة دول العالم المحدقة بالجائحة، ويظهر تألق الصين أمام أنظار العالم ويقدم مساهمات جديدة للقضية الأولمبية العالمية. حماية البيئة أولاً لأول مرة، استغلت الأولمبياد الشتوية في بكين التقنية المتقدمة لصنع الجليد التي تقلل بشكل فعال من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتم تزويد كل الملاعب والاستادات الأولمبية بالطاقة الكهربائية الخضراء بنسبة 100%. وكانت جميع الوقود المستخدمة في مشاعل التتابع داخل الصين وقود الهيدروجين، كما خدمت أكثر من 200 مركبة تعمل بالهيدروجين للمباريات. فضلا عن ذلك، تم تحويل العديد من الملاعب والاستادات التي تم إنشاؤها لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية في بكين لعام 2008 وإعادة استغلالها في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، بما فيها مضمار قفز شوقانغ التزلجي مع مداخنه الصناعية التي لا تطلق دخان أبدا يجعله أن يصبح نموذجا لإحياء المخلفات الصناعية. يمثل اندماج التكنولوجيا الحديثة ومفاهيم التنمية المستدامة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين قدوة يحتذى بها في التنمية المستدامة على نطاق العالم. التمكين التكنولوجي تم تحقيق التغطية الكاملة لشبكات الجيل الخامس للاتصالات لجميع الملاعب والاستادات في المدينتين ومناطق المباريات الثلاث وخطط السكك الحديدية الفائقة السرعة التي تربط بين المناطق المذكورة أعلاه، بث المباريات «على السحاب» وتوقعات الطقس الدقيقة ونظام كاميرا «فهد» فائق السرعة ومطعم روبوت وقطارات دون سائق وفرش سرير ذكية وضمائد لقياس درجة الحرارة ونقود إلكترونية...إلخ. تحضر دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين ابتكارات ثورية في صناعة الرياضة، تخلق «ملاذا آمنا» من الوباء العالمي من خلال الإدارة الكاملة العملية وإدارة «الحلقة المغلقة» والإدارة «من نقطة إلى نقطة» سعيا لبناء بيت آمن ومريح للرياضيين. تحقيق هدف «دفع 300 مليون شخص للمشاركة في رياضات الجليد والثلج» في عملية تقديم طلب الاستضافة لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، طرحت الصين هدف «دفع 300 مليون شخص من الجماهير للمشاركة في رياضات الجليد والثلج». بذلت الصين جهودا عظيمة للتغلب على أوجه القصور مثل الفروق الكبيرة في المناخ الإقليمي بين شمالي الصين وجنوبيها والخدمات والمرافق المتعلقة غير الكاملة، ونفذت على نحو شامل استراتيجية «دفع رياضات الجليد والثلج من أبعاد مد الجنوب وتوسع الغرب وبسط الشرق» و«دفع الناس بممارسة رياضات الجليد والثلج طوال الفصول الأربعة» في سبيل كسر قيود الزمان والمكان لرياضات الجليد والثلج. لحدّ أوائل عام 2021، تم إنشاء 654 حلبة قياسية للتزلج على الجليد و803 منتجع تزلج في البلاد، بزيادة قدرها 317% و41% على التوالي مقارنة مع عام 2015، لقد شارك 346 مليون شخص في أنحاء البلاد في رياضات الجليد والثلج. أصبحت رياضات الجليد والثلج من الرياضات «الأكثر شعبية» حقاً، مما افتتح عصرا جديدا للرياضات الشتوية على مستوى العالم. معاً للمستقبل المشترك إن الأولمبياد ظل يحمل تطلعات البشرية إلى السلام والتضامن والتقدم منذ العصور القديمة. تلعب بعض الدول الغربية ورق «حقوق الإنسان» لتسييس الرياضة وتنخرط في التلاعب السياسي بالألعاب الأولمبية الشتوية، ولن يحظى ذلك بالشعبية قط، ولن تكون نتيجته سوى مجرد مهزلة. فأتى حوالى 170 ممثلا رسميا من ما يقرب من 70 دولة ومنظمة دولية إلى بكين رغم مشقة السفر الطويل هتافا لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية وشد حيل الرياضيين. وصل ما يقرب من 3000 رياضي من جميع أنحاء العالم في الموعد المقرر للانضمام إلى الشعب الصيني مع شعوب العالم للمشاركة في المهرجان العظيم. كما أرسلت المملكة العربية السعودية ودول أخرى وفودا إلى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لأول مرة في التاريخ، وذلك يظهر بشكل كامل الدعم الراسخ لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين والقضية الأولمبية العالمية. من شعار «عالم واحد، حلم واحد» عام 2008، إلى شعار «معاً للمستقبل المشترك» عام 2022، ظلت الصين تسعي بنشاط وتعمل بعزم من أجل تحقيق المثل العليا للألعاب الأولمبية، تدافع بحزم عن القيم الأولمبية المتمثلة في الاحترام والصداقة، وتمارس التعددية الحقيقية، وتعزز التبادلات والتعلّم المتبادل بين مختلف الحضارات، وتوفر مسرح الشمول والتسامح لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وتبلور السعي المشترك والتوافق الساحق بين شعوب العالم لبناء عالم أفضل. تكون دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 في بكين على وشك الاختتام، التي شهدت الحماس والتأثر من الكفاح والاختراق وتحقيق الأحلام، وألقت الضوء على الطريق نحو التنمية السلمية والتضامن والتعاون والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية. إن الروح الأولمبية المتجسدة في «أسرع، أعلى، أقوى-معاً» لا تسقط ستارها أبدا. ستواصل الصين العمل مع المجتمع الدولي، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، على التضامن والتعاضد وتضافر الجهود للتقدم معاً نحو مستقبل مشرق.