تبدأ دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 في بكين بعد عشرة أيام من الآن.. ويتطلع العالم إلى "مأدبة الثلج والجليد الرائعة". بكين التي استضافت بنجاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2008، على وشك أن تصبح أول مدينة تحتضن دورتي ألعاب أولمبية. وستكون دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين أول دورة أولمبية شتوية يُشارك فيها رياضي سعودي، وهذا له أهمية خاصة لكل من الصين والمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، ومن جانبي أبدي سعادتي الغامرة بهذه المناسبة. تُعد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين بمثابة تجمع للوحدة والاتحاد. فمنذ إقامة الألعاب الأولمبية الحديثة الأولى في عام 1896، ما فتئ الناس يُطاردون أحلامًا أكبر بكثير من حدودهم، حيث أزالت روح الرياضة الاختلافات بين البلدان والأجناس واللغات والثقافات. وفي أولمبياد بكين الشتوي، يتزلج رياضيون من مختلف المشارب والألوان على نفس المضمار، فيما يرقصون آخرون من أديان مختلفة على حلبة الجليد ذاتها. ويجتمع رياضيون من مختلف أنحاء العالم ويتنافسون على الملاعب ذاتها تحت شعار واحد يتمثل في "معا من أجل مستقبل مشترك". وفي الوقت الراهن، لا تزال جائحة كورونا (كوفيد-19) تواصل انتشارها، مما يؤثر تأثيرًا جديًا على التنمية الاقتصادية للبلدان في جميع أنحاء العالم وحياة الناس، لذا يحتاج العالم إلى التضامن والتعاون لمواجهة التحديات المشتركة أكثر من أي وقت مضى. ومما لا شك فيه، تتطلب استضافة دورة الألعاب الأولمبية في ظل هذه الظروف مزيدًا من الجهود، كما أنها ستُضفي ألقًا لا يُنسى في تاريخ الأولمبياد. تُعد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين حدثًا إبداعيًا. فتحت شعار "خضراء ومشتركة ومفتوحة ونظيفة"، أصبحت الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين أول ألعاب أولمبية في التاريخ تستخدم طاقة خضراء ونظيفة بصورة كاملة وبنسبة 100%، حيث أنشأت الصين أول مشروع شبكة كهربائية مرنة تعمل بالتيار المستمر في العالم، وستلبي الشبكة بصورة كاملة الطلب السنوي على الكهرباء ل26 مكانًا للألعاب الأولمبية الشتوية بإجمالي 100 مليون كيلوواط ساعة. وتُعد حلبة "السباق البيضاوي الوطني للتزلج السريع" حاليًا أكبر حلبة تزلج داخلية في آسيا، وهي أول حلبة تزلج في العالم تطبق تقنيات صنع جليد ثاني أكسيد الكربون الصديق للبيئة على نطاق واسع. وباستخدام هذه التقنية، سيتم تصنيع جليد عالي الجودة، كما سيتمّ توفير 2 مليون كيلوواط في الساعة من الكهرباء سنويًا. علاوة على ذلك، تُعد سكة حديد بكين-تشانغجياكو فائقة السرعة، والتي افتُتحت لتوها أمام حركة المرور، أول سكة حديد عالية السرعة ذكية في العالم بسرعة 350 كيلومترًا في الساعة. وتُعد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين أيضًا أول دورة ألعاب أولمبية يُنفذ فيها تطبيقات الجيل الخامس (5G) الذكية على نطاق واسع، مما سيعزز خبرات التواصل المرئي بين الرياضيين والجماهير تعزيزًا كبيرًا. تُعد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين حدثًا موجهًا نحو المستقبل. تجسد الروح الأولمبية الوحدة والصداقة والمنافسة العادلة والتفاهم المتبادل. انطلاقا من "عالم واحد، حلم واحد" لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية في بكين عام 2008 وصولاً إلي أولمبياد بكين الشتوية لهذا العام "معا من أجل مستقبل مشترك" وبذلك أظهرت الصين للعالم ممارستها الروح الأولمبية بأكمل وجهة. نؤمن جميعنا أن جميع البشر في مجتمع مصير مشترك بغض النظر في مجال الرياضة أو في مجالات أخرى مثل السياسة والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا. وبدورها ستواصل الصين التزامها بإجراء التبادل والتعاون مع الدول الأخرى في العالم، والعمل معاً لبناء وطن مشترك ينعم بالسلام والهدوء والازدهار والجمال وتملأه الصداقة. حققت المملكة العربية السعودية إنجازات باهرة في تطوير الرياضة تماشيًا مع "رؤية 2030". فلا يُعد تأهل رياضيي من بلد بمناخ حار إلى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية معجزة رياضية فحسب، بل نتيجة وتجسيدًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والشبابية الشاملة أيضًا. أتمنى من كل قلبي للرياضي السعودي تحقيق أفضل النتائج في المنافسة في بكين، وأتطلع إلى اتخاذ أولمبياد بكين الشتوية فرصة ورابطة لتوطيد الصداقة بين شعبي الصين والمملكة العربية السعودية وتعزيزها، وضخ مزيد من الحيوية في تطوير العلاقات الثنائية بين الصين والسعودية. فلنتطلع جميعنا إلى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، والتي ستنطلق بعد عشرة أيام من الآن. سفير جمهورية الصين الشعبية في المملكة