سارة المدني، تبرز كرياضية من الطراز الأول، وكشخصية مثقفة ولديها رؤية لما تؤديه من عمل في المجال الرياضي. تتحدث بثقة ومعرفة، وتبدي حماسا واضحا وكبيرا لتحقيق الأهداف المرجوة. «في الأصل أنا عاشقة لتحقيق الأهداف وأؤمن بأن الإنسان بلا حلم ولا هدف لا قيمة له.. أعمل في عدد من المجالات التي أهواها كثيرا كالمجال الإعلامي، مذيعة وإعلامية ومراسلة ومؤثرة في مجتمعي، كذلك أنا مدربة لياقة بدنية ومهتمة بالمجال الرياضي، ومغنية في فرقة موسيقية بالرياض». هكذا تقدم سارة المدني نفسها لقراء «عكاظ»، وهي التي مارست الرياضة في البدايات لأنها وجدت فيها شيئا يضيف إلى قلبها ونفسيتها الكثير كما تقول. تضيف: «كنت عندما أريد الهروب من ضغوط الحياة أو نسيان بعض الأزمات التي قد تنتابنا دون استعداد لها.. أركض سريعا إلى التمرينات، لأكتشف لاحقا هذا السحر الذي يضيف لي طاقة إيجابية وابتسامة واضحة ووجها ينير وكأنني كنت اقوم بجلسة مساج للبشرة أو خضعت لأجهزة نضارة الوجه وتنقيته.. وبالتدريج وجدت أن الجسم أصبح يستجيب لما يريده من فوائد لا تعد ولا تحصى».متعة ونشاط وطاقة إيجابية ترى المدني في تمارين الزومبا والفانكشينال أنها تختزن المتعة وتزيد هرمون السعادة والنشاط والطاقة الإيجابية وتبعد عن الاكتئاب اثناء القيام بها بقدر كبير جدا.. واجتماع التمرينين معا Aerobic Exercise وتمارين المقاومة يعطي موازنة للجسم ويحقق اهداف المتدرب المختلفة مهما كانت، سواء خسارة وزن أو رسم وتحديد شكل الجسم بطريقة معينة بحسب ما يرغبه المتدرب، ويتم تقديم التمارين بطريقة بسيطة ومرحة. وتعرف الزومبا بأنه برنامج لياقة بدنية كولومبي يعتمد على الرقص اللاتيني، وتمثل التمارين الرياضية مجموعة من أنواع الرقص اللاتيني (كالسامبا، سالسا، ريقيتون، كومبيا، ميرينغي، بيلي دانس) وغيرها.. وهي من أسرع أنواع التمارين الرياضية انتشارا في العالم، وتضم مجموعة من الرقصات، لكل رقصة تصميم معين على إيقاع الألحان اللاتينية، وبإمكان الزومبا حرق 500-800 سعرة حرارية في الساعة، إضافة إلى أنها تقضي على الاكتئاب. أما بالنسبة للفانكشينال فهي تمارين للياقة البدنية الوظيفية، تدرب العضلات للعمل معا وتساعد على القيام بالمهام اليومية بيسر وسهولة، إضافة إلى أدائها بشكل صحيح وسليم دون تعريض الجسم للخطر في حركته سواء في المنزل أو العمل أو في الرياضة نفسها اثناء استخدام عضلات الجسم المختلفة في الجزء العلوي والسفلي منه. وتشير المدني إلى أن هذه التمارين مهمة ومفيدة إذا تمت بإشراف مدرب أو مدربة من أصحاب الكفاءة، فالزومبا مهمة لحرق السعرات الحرارية والدهون بالجسم، مما يساعد على إنقاص الوزن والحصول على قوام ممشوق. وتفيد العظام حيث تساعد على تقويتها وأيضا تقوية العضلات، مما يقي من التعرض للأمراض التي من الممكن أن تصيبها. وتساعد على زيادة الثقة بالنفس والتخلص من الحالات النفسية السيئة، ومنها القلق والتوتر والاكتئاب. وأيضا تعزز الزومبا صحة القلب وتقلل من ضغط الدم، حيث تعتبر من التمارين الهوائية، وتدخل ضمن تمارين الكارديو التي تساعد في تنظيم ضربات القلب. وتقوي الجهاز المناعي مما يقي من الإصابة بالعديد من الأمراض. وتعمل على تحسين عملية التمثيل الغذائي. أما تمارين المقاومة فمن فوائدها المتعددة أنها تحسّن القوام وتمرن كل الجسم وتساعد في نمو العضلات وتضيف القوة لها وللعظام وتجعلها اكثر كثافة خاصة مع تقدم العمر وايضا تضيف قوة التحمل والمرونة والرشاقة والقوة والسرعة وتساعد على القيام بالأنشطة اليومية بشكل صحيح وسليم وتساعد الرياضيين في المجالات المتعددة بأداء رياضتهم بشكل أكثر تميزا وتزيد من مهاراتهم وصقلها. العضل الصحي وقالت المدني إنه وفقا لدراسات أجراها واين يستكوت وهو دكتور متخصص في جمعية الشبان في كوينسي ماساتشوستسينت، فقد تبين أن المرأة التي تواظب على ممارسة تمارين البناء العضلي من يومين إلى 3 أيام أسبوعيا ولمدة شهرين، سوف تكتسب ما يقارب 2 باوند (900 غرام تقريبا) عضلا صحيا (ليست ضخامة)، وسوف تفقد ما لا يقل عن 3.5 باوند (ما يعادل 1.58 كغم) من الدهون. وأوضحت الدراسة أيضا وجود تحسن طفيف في عملية الأيض (عملية التمثيل الغذائي) حيث زاد معدل الحرق لكل باوند عضلي مكتسب بمقدار لا يقل عن 30 سعرا حراريا. ووفقا للدكتور واين فإن من الاستحالة أن تكتسب المرأة الضخامة والكتلة العضلية التي يكتسبها الرجل بسبب اختلاف طبيعة تكوين الجسم العضلي والعظمي والهرموني وبالأخص الهرموني وهرمون التستوستيرون الذكري بالأخص الذي له الدور الرئيسى في زيادة وضخامة الكتلة العضلية للرجل. والزومبا -وفقا لما قالته المدني- طريقة ممتعة لجسم رشيق.. وممارسة التمارين الرياضية ضرورة سواء لخسارة الوزن أو للحفاظ على رشاقة الجسم، ولكنها مملة جدا خاصة عند المواظبة عليها 3 مرات أو أكثر خلال الأسبوع. لذلك من البدائل الممتعة للفتيات التي يمكن من خلالها فقدان الوزن والحصول على الرشاقة دون الشعور بالملل من تلك التمرينات هو الرقص. «وهل هناك شيء أكثر متعة من الرقص؟ خاصة رقصات الزومبا التي ظهرت أخيرا في الكثير من الصالات الرياضية وأصبح الكثير من النساء يحاولن تعلم حركاتها وخطواتها لأنهن يستمتعن بأدائها حتى قبل التفكير في الاستفادة الصحية منها». والفانكشينال تحفز العضلات وتبنيها وتساعد على تحفيز حرق الدهون.. لكن هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة حول فكرة بناء العضل وأنها رجولية 100%، وهذه من اعظم المفاهيم الخاطئة، فعندما نستخدم مصطلح تمارين البناء العضلي لا يعني ذلك أنها تمارين تقتصر فقط على الرجال، فتمارين البناء العضلي للنساء هي تكوين كتلة عضلية حتى ولو بمقدار بسيط إذ إن من فوائد تمارين البناء العضلي للنساء إنماء القوة البدنية وتحسين الأداء الرياضي والوقاية من الاصابات والتقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكر وتقوية العظام. وقد يرجع انتشار هذه الرياضة إلى بعض مقاطع الزومبا والفانكشينال على وسائل التواصل الاجتماعي والترويج لهذه الثقافة الجديدة. لكن سارة المدني تقول إنها تذكر قيام مدرب ومصمم رقص كولومبي في التسعينيات من القرن الماضي بتطوير برنامج جديد للياقة البدنية أطلق عليه اسم زومبا، وهو عبارة عن برنامج يجمع بين الرقص والتمارين الرياضية المختلفة، وهناك الآن أكثر من 15 مليون شخص في أكثر من 175 دولة في العالم يمارسون الزومبا الذي يعد تمرينا جماعيا وهذا ما يميزه وهو السبب في جعلها رياضة شائعة، وهو لا يعتمد على جيل محدد بل يتنوع ليتناسب مع الفئات العمرية فكل فئة لها ما يناسبها من الزومبا حسب العمر والحالة الصحية، بمعنى أنها تمارين مرنة وتتناسب مع الجميع، وبعد انتشارها وزيادة شعبيتها، تمت إضافة العديد من البرامج والأنواع المختلفة إلى صفوفها، من أجل محاولة جعلها رياضة سلسة وفي متناول الجميع ولمختلف الفئات العمرية ويمكن ممارستها من قبل مختلف مستويات اللياقة البدنية. وهناك محاذير، فمثلما لها فوائد صحية عديدة، فلها أيضا بعض المخاطر والآثار الجانبية التي قد تظهر عند بعض الأشخاص أو بعض الفئات التي تعاني من وجود مشكلات صحية، ولذلك هناك بعض الحالات التي ينصح بعدم ممارستها للزومبا مثل: إصابات الظهر، وإصابات الأربطة، وإصابات عضلات العمود الفقري، وفتق الظهر وكسور العظام، وكسور العمود الفقري وآلام الركبة، وآلام الظهر، والتهاب المفاصل الحاد. كما أن تمارين المقاومة لا تقتصر على جيل معين بل تناسب جميع الفئات العمرية مع مراعاة الصحة ودرجة اللياقة في ذلك. المعاناة شرط التميز وتقر المدني بأنها عانت في مجالها الرياضي، مشيرة إلى أن المعاناة شرط لبلوغ النجاح والتميز، وأنها في تجربتها الشخصية استطاعت الدمج بين المدربة وبين القيادية المحبة لمن معها: «لم أتعامل أبدا كمسيطرة، فالمدرب لا بد ان يكون قريبا ومحبا لكل شخص في صالة الرياضة حتى تقديم المساعدة دون طلب. أحببت تقديرهم ومحبتهم قبل استفادتهم والحمد لله اكسب دائما قلوبهم كما يكسبون مني الاستفادة بكل ضمير مني على قدر المستطاع.. والأهم القرب والألفة واضفاء جو المحبة والابتسامة قبل كل شيء فنفسية الانسان هي الأولوية في كل شيء، وروح الفريق في اي عمل هو أولويتي، وما احرص عليه دائما هو اهتمامي بمتدرباتي والعمل على التكنيك الصحيح في التمارين من خلال المتدرب والحرص على تحقيق هدفه دون تقصير. وأجد المجتمع متعاونا ومستمتعا وحريصا على الرياضة بكل اشكالها وأنواعها بل يريد المزيد، وعلى استعداد ان يتقبل كل جديد مميز مرح يسعدهم ويفيدهم». وترى المدني أن ما يهم المتدرب أو المدرب ويقوي إرادته على الاستمرار هو رؤيته للنتائج التي يصل إليها وتحقيق أهدافه المرجوة من الرياضة، «ودائما كلما اقتربنا من أهدافنا في الحياة ونجحنا في ذلك وأحببنا أنفسنا أولا قبل أي شي وكل شيء.. تكونت داخلنا قوة وطاقة عظيمة لتحقيق كل شيء.. باختصار سواء كنت مدربا او متدربا أو في أي مجال كنت.. عليك أن تحب نفسك أولا».وتكشف المدني أن الفقرات متنوعة ومنها «البلاي دانس» وهي متعة الكثير من النساء، والأغلبية يميلون لها في الأندية كونها مليئة بالنشاط والمتعة دون الإحساس بالملل أو الرغبة في انتهاء الوقت المحدد اثناء القيام بها. ونصحت كل من أراد الدخول في هذا المجال ان يسير على التكنيك الصحيح لكل رياضة وأن يكون مؤمنا بهدفه الذي يريد ان يصل إليه في رحلته الرياضية وان يفيد ويستفيد وان ينشر هذه الثقافة كما يجب ان تكون دون تقصير ودائما يعود نفسه على الاستزادة وتثقيف نفسه وإفادة الآخرين لنشر الثقافة الرياضية الصحية في مجتمعاتنا بشكل صحي وسليم وصحيح. طموحي تحقيق النجاح وعن طموحاتها الشخصية تقول سارة المدني ضاحكة: طموحاتي كثيرة جدا في الحقيقة، فأنا احب نفسي وأقدر ذاتي وعندي أهداف وأحلام.. ولكن حكمتي تقول «لا تخبر أحدا عن أحلامك واعمل بصمت واحلم بصمت واصبر واعمل ودع إنجازاتك تتكلم»، ولكن في المجمل طموحي أن أعيش وأنا محققة النجاح في كل مجالاتي وأن أموت وأنا ناجحة تاركة بصمة على هذه الأرض لأننا لم نخلق عبثا أبدا.. والمهم أن تحقق بصمة في مجالك.. وأن تصل إلى القمة أو حاول حتى تصل فالمحاولات خطوات كبيرة لكل ناجح.. الشهرة لا أسعى إليها ولكنها تسعى إلينا عندما نقدم ما نستحقه لنا.. ونعمل بجهد وجد وبتوكل على الله.. أتمنى النجاح الدائم والتميز في كل مجالاتي.. والقمة عندي عندما يستفيد غيري ويذكرني بالخير وأترك بصمتي في هذا العالم بين بصمات أسماء الناجحين والمؤثرين حول العالم.