في العام 1999 توفرت لدى الأجهزة الأمنية الأردنية معلومات متكاملة عن مخطط إيراني يستهدف الأردن، وعند تتبع تفاصيل هذا المخطط قادت الصدفة الأجهزة الأمنية إلى عدة مواقع تعمل على تنفيذه. كان الموقع الأول مكتبا في وسط العاصمة عمّان يعود لعضو المكتب السياسي لحركة حماس إبراهيم غوشة، والمكتب الثاني في منطقة الشميساني ويعود لعضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزال، يشاركه فيه رئيس الحركة آنذاك خالد مشعل، بينما كان المكتب الثالث مكتب حماس في منطقة العبدلي، وكان من ضمن مكاتب جماعة الإخوان المسلمين. وعلى الفور وضعت الأجهزة الأمنية الملك الراحل حسين بن طلال بصورة المخطط الإيراني والقائمين على تنفيذه، ما مثل مفاجأة بل صدمة للعاهل الأردني الذي احتوى حركة حماس وسمح بأن يكون وجودها شرعيا في الأراضي الأردنية، فأمر باتخاذ الإجراءات اللازمة، فقامت الأجهزة الأمنية بمداهمة المكاتب واعتقال قيادات حماس ومصادرة أجهزتها، وتبين من خلالها حجم المؤامرة التي تنفذها حماس لصالح إيران لإثارة الفوضى في الأردن. وأحال الأردن ملف القضية إلى محكمة أمن الدول التي شرعت بمحاكمة قيادات حماس ومعهم قيادات من «الإخوان»، غير أن تدخل دولة عربية لدى الملك حسين أنهى المحاكمة شريطة أن يطرد قادة حماس خارج الأردن، ومنهم من تم منعه من ممارسة أي نشاط سياسي في البلاد، ليطوي الأردن ملف مؤامرة إيرانية بتنفيذ حماس كانت تستهدف أمن واستقرار البلاد. لم تحفظ حماس الود والاحتضان الأردني، ولم تحترم الحركة دفاع الملك حسين عن إنقاذ حياة خالد مشعل عندما فرض على إسرائيل أن تحضر الترياق إلى عمّان، مهدداً إياها بإلغاء اتفاقية السلام إن لم يحضر الترياق لإنقاذ مشعل. واستغل العاهل الأردني الراحل هذا الظرف وضغط على إسرائيل للإفراج عن الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس الذي كان يمضي عقوبة المؤبد في السجون الإسرائيلية، حيث أقلته طائرة عسكرية أردنية من إسرائيل إلى الأردن لتلقي العلاج والعودة إلى غزة مع ضمان عدم تعرض إسرائيل له. كل ما قدمه الأردن لحماس لم يثمر خيرا في هذه الحركة التي تصر على النوم في الحضن الإيراني وتنفيذ مؤامرات طهران مقابل ملايين الدولارات، وهو ما اعترف به إسماعيل هنية رئيس الحركة، بأن طهران قدمت لهم العام الماضي 70 مليون دولار. خيانات حماس لم تتوقف عند هذا الحد، فقد انقلبت على السلطة الفلسطينية في غزة عام 2007 وأخرجت منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية من القطاع، وسيطرت عليه بقوة السلاح الإيراني، وهي الآن تنكل بأهل غزة بعد أن وضعتهم في سجن كبير وتضع خططا لضرب الضفة الغربية وفق مخطط ممنهج تنفذه الحركة، التي باتت دمية في يد الملالي. الخيانة لدى حماس مجرد وجهة نظر، فهذه الحركة التي تتستر بالدين وهو منها براء يكشف تاريخها أنها وجدت من أجل مشروع التمدد الإيراني في المنطقة، فهي أحد الأضلاع الثلاثة مع مليشيا الحوثي وحزب الله لإيران في المنطقة، والدليل الساطع أن حماس فرضت على أهالي غزة رفع الرايات السوداء حدادا على مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، بعد أن أقامت له في القطاع بيت عزاء. ليس غريبا على حماس أن تمارس الرذيلة السياسية وتسير مسيرات في غزة تدعم الحوثي وتناصره، وهي مسيرات يعلم إسماعيل هنية وخالد مشعل وجميع قيادات حماس أن ثمنها قد دفع مسبقا.