من نيوم مدينة الشمس حيث أوكساجون أكبر هيكل عائم ذكي في ريادة الأفكار الخلاقة مرورا بأول مدينة غير ربحية في العالم تتمركز حول ريادة الأعمال في الرياض حيث قلب العاصمة النابض بالحياة وصولا إلى مطالع الحب والشوق واللهفة والشعر والغزل والأحلام كورنيش جدة حيث الهوى والصبى والذكريات.. تأتي حكاية جديدة نسردها على مسامع العالم ترويها «فورمولا» حين يتكئ الوطن على ركنه الغربي متأملا مفاتن العالم وهو يصنعها ويعيد صياغتها ويشكلها على طريقته، فتزهو عروس البحر بليالٍ فيهن صوت جلجلة الإطارات وتغيير التروس ونحيب المحركات، عالم من الأحلام وشهقة من الفرح والفخر لا تساويها شهقة. عرس «فورمولا 1» وما أدراك عن «فورمولا 1».. عالم المال والأعمال ومناطحة الكبار للكبار ودهشة الصانعين ومتابعة العشاق والمالكين، علاقة الحب والشباب والفخامة، عالم انطلق بعد أن أرخت الحرب العالمية الثانية أوزارها ليشرق فجر جديد على أنغام فيراري ومرسيدس ورينو، أنغام عزف فيها مايكل شوماخر الألماني الشهير جل فترة متابعتي من إنجازات حتى أتى هاميلتون لتكون جدة محطة وداع الشمس وأنس لحظات غروبها تتزين لهذه الليالي التي أضحت بين أحضانها ليضفي صدر شواطئها عليها جمالا فوق جمالها. فمنذ إعلان استضافة السعودية لأهم جولات «فورمولا 1» تحول العمل إلى شغف وللشغف حكاية كبرى لدى أبناء الجيل، لأنهم يعيشون واقع رؤية عراب الوطن سمو سيدي ولي العهد -حفظه الله- وهي تتحقق على الأرض، بل يتم نسج تفاصيلها بأيديهم ويطرزونها بمزيج من ثرى هذه العامرة، وهو ما زاد جمالها جمالا، حيث يركضون يرددون «احرث ازرع أرض بلادك»، فيصنعون المستحيل بطرق أبواب الممكن ويصبح واقعا مختلفا في حفاوة اللحظة وذكرى الماضي واستشراف مستقبل العطاء. لقد شكل أبناء وطني من الفرق التطوعية والعمل الميداني واللجان التنفيذية والتخطيطية المشكلة علامة فارقة في سبيل نجاح هذه المناسبة الأولى والجائزة الكبرى والجولة الأهم، مما يجعلنا ككتاب وإعلاميين وحتى مختلف شرائح المجتمع نقف نهتف لهذا العمل وهذا الإنجاز حين تتحول الأمنيات إلى حقيقة وتتسع الأحلام بأن تصبح المملكة واحدة من أهم الدول الريادية على مختلف مناحي الحياة، ولم يكن ليتحقق هذا إلا ليكون دليلا جليا للإيمان الكامل بأحقية أن يكون الوطن في المقدمة رحابة ونموا وتجارة واستثمارا، فالسباق الأغلى الذي نتحدث عنه ليس مجرد سباق ضمن جدول زمني أو كرنفال متحرك، بل هو لبنة أساسية في تشكيل تجارة جديدة وأسواق متنوعة واستثمارات متعددة وأفكار إبداعية، فالعالم الكلاسيكي التقليدي الذي عشناه سلفا ليس على قائمة الخيارات أمام عالم التقنية المتطور والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، بل إنترنت الأفكار والعوالم الجديدة التي ستجعلنا -بمشيئة الله- في الصفوف الأولى للقفزة التي يقفزها العالم سويا ولا تحدث عادة إلا مرة كل نصف قرن أو ثلاثة أجيال على أقل تقدير. استضافة «فورمولا 1» بالفعل ليست مجرد فكرة سباق وحضور وجماهير، بقدر ما هي تعتمد بالدرجة الأولى لمنح منظور جديد حيث كل الأشياء ممكنة في وطني. أهلا «فورمولا 1».. أهلا بسباق الأفكار المتجددة.