قبل أيام قليلة بث أحد مشاهير تطبيق سناب شات في السعودية فيديو أظهر شابة في مقتبل العمر مشيراً إلى أنها دفعت مهرها الذي حصلت عليه للتو من زوجها للمشهور السنابي مقابل أن يعمل تغطية دعائية لمشروع تجاري صغير يمتلكه الزوج الذي لا يعرف شيئاً عن موضوع ذهاب المهر لجيب المشهور. طبعاً ذهب النجم السنابي إلى محل الزوج وصوره وأخبره أنه حضر للتغطية الدعائية بناء على طلب زوجته مصارحاً إياه في بث يشاهده عشرات الآلاف بأنها منحته مهرها سعراً لهذه التغطية، وأنه تنازل عن حقه تقديراً لأصالة وموقف هذه الزوجة، وهنا ينتهي الحدث بقيام الزوج الشاب بتقبيل رأس زوجته أمام الكاميرا، لكن السؤال الذي لم يطرحه أحد هو متى وصلت أسعار إعلانات مشاهير سناب شات إلى هذا الحد من الارتفاع حتى باتت تساوي مهور الزواج على اعتبار أن معدل المهر في السعودية يراوح بين 40 و80 ألف ريال في أغلب الأحوال؟ وهنا ينبغي أن أوضح أنني لم أطلع على المعاملة أو العقد الإعلاني بين المشهور والسيدة التي دفعت مهرها له، لكني أتوقع أنها قالت له قبل البث إن مبلغ الإعلان ستدفعه من مهرها، ولأن المشهور ذكي وحريف تسويق فقد جعل الأمر يبدو وكأنها دفعت المهر كاملاً، لأنه سيضرب بذلك عصفورين بحجر، إذ سيبدو موقفه بطولياً بإعلانه التنازل عن قيمة التغطية، وسترتفع أسهمه في سوق الإعلانات لأنه سيمرر رسالة غير مباشرة للمعلنين تقول «هذا هو تأثيري وهذا هو سعري». ذلك بالطبع مجرد تحليل وربما يكون تحليلاً مجانباً للصواب فلا أحد يعرف على وجه التحديد ما الذي حدث قبل البث وبعده بين المشهور والزوج وزوجته، لكن بعض الخبثاء في شبكات التواصل التي تداولت الحادثة أخذوا بالتلميح إلى إمكانية أن يكون ذلك كله فيلماً درامياً مفتعلاً ومتفقاً عليه، خصوصاً أن هذه الحادثة المؤثرة جماهيرياً جاءت عقب أيام فقط من إعلان الشرطة السعودية أنها استدعت أحد مشاهير سناب شات بعد أن زعم في مقطع فيديو قام بتوثيقه ونشره في مواقع التواصل تعرضه لجريمة ابتزاز من أحد الأشخاص مقابل مبلغ مالي. وبمباشرة إجراءات الاستدلال الأولية، أقر بعدم صحة ادعائه وأن الحادثة مفتعلة بهدف الترويج لحسابه، واتخذت بحقه الإجراءات النظامية الأولية، وإحالته إلى فرع النيابة العامة. إجمالاً إذا كانت حادثة دفع المهر للسنابي حقيقية فإنني شخصياً سأتمنى للزوج وزوجته التوفيق والاستقرار وحياة زوجية سعيدة، لكنني سأحزن عليهما لأنهما صدقا أن مشاهير سناب يمكن أن يقدموا لهما فرصة العمر لنجاح مشروعهما فهما لا يعرفان أن هذه مجرد بروباغندا وأنهما كان يمكن أن يضعا إعلاناً لمشروعهما في حساب المشهور وعشرات المشاهير غيره رغماً عن هؤلاء المشاهير وبأقل من 10٪ من الأسعار التي يطلبها المشاهير من خلال الإعلانات الرسمية في التطبيق، لكن ماذا نقول سوى أن الجهل بالتقنية ميدان ربح للأذكياء والثرثارين وسبحان موزع الأرزاق.