يبدو أن وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبدالله بوحبيب يعيش في كوكب آخر، فما يقوله في الخفاء يناقضه في العلن، وبدلاً من إطفاء الحرائق فقد زاد من إشعالها، دافعاً لبنان إلى مزيد من العزلة، وهكذا ابتلي اللبنانيون الذين يعانون فقراً بلغت نسبته أكثر من 80% بأمثال بوحبيب وقرداحي، فمصالحهما هناك في الضاحية الجنوبية حيث تتحكم مليشيا نصرالله في قرار الدولة، لا يهمها ولا يهمهما أن يغرق لبنان أو ينهار أو يتحول كومة تراب. الوزير الذي يفترض أنه دبلوماسي، يزعم أن السعودية «أعطت الكثير من الأموال، لكن ليس للدولة بل أعطيت في الانتخابات ولهيئة الإغاثة التي لا نعرف أين صرفت، لكن الدولة لم تأخذ منها شيئاً»، هو نفسه الذي عاد عقب خروجه من لقاء ميشال عون أمس، مستجدياً الدعم ووقوف دول الخليج مع لبنان في الضائقة الاقتصادية التي يعيش فيها شعبه. إن الأزمة الراهنة تعقد المشهد وتدفع لبنان نحو مزيد من الانهيار، ما يعمّق الأزمات السياسية والاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها، وهو ما كان يستدعي من تلك «الأبواق الساقطة»، أن تغلب المصلحة العربيّة كما تدعي ولا تصب الزيت على النار كما فعلت، لكن لبنان يعيش مرحلة «الأقنعة الزائفة» بامتياز والتي بدأت تتساقط، وهو ما يستدعي تعاملا مختلفا، إذ إن القضية كما قال وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان «أوسع بكثير من الوضع الحالي».