يعد يوم السياحة العالمي، الذي يحتفل به كل عام في 27 سبتمبر، هو يوم الاحتفال العالمي الذي يعزز الوعي بالقيمة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية للسياحة والمساهمة التي يمكن أن يقدمها القطاع نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وكانت جائحة كورونا قد سببت ضررا كبيرا جداً اجتماعياً واقتصادياً، ومن أكثر القطاعات ضرراً قطاع السياحة، لذلك إعادة استئناف السياحة سيساعد الجميع بلا استثناء على بدء الانتعاش والنمو، ومن الضروري أن تتم الفائدة التي ستحقق على نطاق واسع وعادل، لذلك حددت منظمة السياحة العالمية يوم السياحة العالمي 2021 يومًا للتركيز على السياحة من أجل التنمية الشاملة. عالمياً، تلعب السياحة دورا مهما في الاقتصاد العالمي حيث بلغ ناتج قطاعات السفر والسياحة نحو 8.9 تريليون دولار في 2019، وهو ما يمثل 10.3% من إجمالي الناتج المحلي العالمي وتشكل في بعض الدول أكثر من 15% من ناتجها المحلي الإجمالي، وتوظف واحدًا من بين كل عشرة 10 أشخاص بنحو 330 مليون وظيفة، وتساهم في توفير سبل العيش لمئات الملايين من الأشخاص، وأصبحت السياحة تتيح للأشخاص تجربة بعض الثروات الثقافية والطبيعية في العالم وتقرب الناس من بعضهم البعض. وكون منظمة السياحة العالمية، بصفتها وكالة الأممالمتحدة المتخصصة للسياحة المسؤولة والمستدامة، تعمل على توجيه القطاع العالمي نحو الانتعاش والنمو الشامل وضمان مشاركة جميع قطاعات السياحة والاستفادة من النمو الشامل بما في ذلك المجتمعات والأقليات والشباب حول العالم. وكون الركيزة الأساسية لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 هي الالتزام بأهداف التنمية المستدامة خصوصاً المتعلقة في بند 1 (القضاء على الفقر)، بند 5 (المساواة بين الجنسين)، بند 8 (العمل اللائق والنمو الاقتصادي)، وأخيراً بند 10 (الحد من أوجه عدم المساواة) كبداية مهمة في توفير الفرص خصوصاً للنساء وسكان المناطق النامية في البلدان الأقل نموا مما يخلق فرص عمل أكثر، ويعزز الثقافة والمنتجات المحلية، ويعمل على استخدام الموارد البيئية والطبيعية بأكثر استدامة ومحافظة على البيئة. وفي المملكة العربية السعودية، يعد قطاع السياحة أحد أهم القطاعات التي ركزت عليها رؤية المملكة 2030 بصورة رئيسية من أجل تنوع مصادر الدخل وتشجيع استثمار القطاع الخاص. وكانت أهداف الإستراتيجية الوطنية للسياحة حتى عام 2030 إضافة مليون وظيفة جديدة ورفع مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 10% حتى عام 2030، حيث بلغت مساهمة السياحة في الناتج المحلي السعودي في عام 2019 بلغت 169 مليار بالنسبة 3.5% وخلال ال5 سنوات القادمة بعد تفعيل المشاريع الكبرى والبرامج والخطط ستصل إلى 7.9% بحيث ستولد وظائف واستثمارا كبيرا، ومن جانب الاستثمار الأجنبي سيتم إنشاء 50 ألف غرفة فندقية ستنفذ خلال ال3 سنوات القادمة بحجم 30 مليارا من مشغلين عالميين، حيث أعلن صندوق التنمية السياحية عن استثمارات بحجم ملياري ريال لتنفيذ 100 مشروع سياحي. وكانت وزارة السياحة قد أطلقت خلال العام الماضي حملة مستقبلك سياحة لتوفير الفرص الوظيفية، حيث أضافت أكثر من 34 ألف وظيفة في الربع الأول من عام 2021، وقامت بتدريب 113 ألف شاب وشابة من الصف الأمامي في عام 2020 بالإضافة إلى 22 ألف شاب وشابة في عام 2021 حتى الآن. وعن توطين الوظائف وصلت نسبة السعوديين إلى 26% من العاملين في القطاع وتشكل 11% نسبة المرأة في القطاع السياحي. وخلال جائحة كورونا انخفضت السياحة الداخلية في المدن عالمياً ب 40% وسجلت المملكة العربية السعودية زيادة في الإنفاق الداخلي خلال صيف 2020 بالنسبة 33%، حيث سجلت عدد زيارات المواطنين والمقيمين في موسم صيف السعودية تنفس وموسم شتاء السعودية شتاء حولك من 8.5 مليون زيارة في الصيف إلى 9.5 مليون زيارة في الشتاء بإجمالي إنفاق 14 مليارا في الصيف إلى 16.9 مليار في الشتاء. ثامر بدر الحربي محاضر ومدير العلاقات العامة والإعلام كلية السياحة – جامعة الملك عبدالعزيز