رفع سفير جمهورية الهند الدكتور أوصاف سعيد، نيابة عن حكومة وشعب الهند، أحر التهاني إلى حكومة وشعب المملكة العربية السعودية بمناسبة اليوم الوطني الحادي والتسعين للمملكة العربية السعودية. وقال السفير أوصاف: على مرور السنين منذ إنشائها، لم تقتصر المملكة على البروز كأكبر اقتصاد في الشرق الأوسط فحسب، بل ظهرت أيضًا كواحدة من أكثر الدول تنافسية اقتصاديًا في العالم. على وجه الخصوص أن الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية غير المسبوقة التي تم إدخالها في المملكة العربية السعودية خلال السنوات الخمس الماضية حولتها إلى دولة تقدمية، يقودها القادة الشباب وكذلك السكان، ولا شك أن المواقع الدينية مثل مكةالمكرمة والمدينة المنورة تمنح بلا شك مكانة فريدة للمملكة العربية السعودية باعتبارها قائدة للعالم الإسلامي. وتشترك المملكة العربية السعودية والهند برباط فريد شكلته عدة قرون من الاتصالات الاقتصادية والاجتماعية والشعبية. وتعود العلاقة الدبلوماسية الرسمية بين الهند والمملكة العربية السعودية إلى 75 عامًا تطور خلالها البلدان بشكل تدريجي كشريكين إستراتيجيين قويين وحريصين على إقامة شراكة قوية في مجموعة واسعة من المجالات مثل التعاون الدفاعي والأمن والتقنيات الجديدة المبتكرة، والطاقة والأمن الغذائي والرعاية الصحية والتعليم والتنمية المستدامة. وهناك تقارب متزايد بين البلدين حول الأمور ذات الأهمية العالمية التي تراوح من تغير المناخ إلى مكافحة الإرهاب العابر للحدود. إن التعاون السعودي - الهندي في المحافل متعددة الأطراف مثل الأممالمتحدة ومجموعة العشرين ودول مجلس التعاون الخليجي يتعزز بشكل كبير، وقد رحبت الهند ترحيبا حارا بانضمام المملكة أخيرا إلى منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) كشريك في الحوار. لقد عملت العلاقة الصادقة والاحترام المتبادل بين كبار قادة البلدين عاملا مساعدا في تعزيز علاقاتنا الثنائية في الأزمنة المعاصرة. وشهد النصف الثاني من العقد الماضي زيارات ثنائية متعددة، بما في ذلك زيارات رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي في عامي 2016 و2019، وزيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في العام 2019، والتي بلغت ذروتها في تشكيل مجلس الشراكة الإستراتيجي (SPC) باعتباره أعلى آلية ثنائية بين البلدين. الزيارة التي أجراها في الآونة الأخيرة، وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، للهند، هي سلسلة متصلة لهذه المشاورات رفيعة المستوى بين الجانبين والتي تركز على التطورات الثنائية والإقليمية والدولية. وقام الأمير فيصل بإجراء المناقشات واسعة النطاق مع نظيره الهندي الدكتور أس. جيشانكار حول أمور مختلفة، حيث قرر كلا القائدين تسريع الشراكة الاقتصادية الثنائية في المجالات المحددة على غرار تصورها رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وخلال لقائه مع رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، أعرب رئيس الوزراء عن حرص الهند على شراكة ارتباط اقتصادي أكبر مع المملكة العربية السعودية بما في ذلك في القطاعات الرئيسية مثل الطاقة وتكنولوجيا المعلومات والصناعة الدفاعية. يذكر أن العلاقات الاقتصادية بين الهند والمملكة العربية السعودية تعمل كنقطة الارتكاز لعمق وتنوع مشاركتنا متعددة الأوجه. برزت الهند، خلال النصف الأول من عام 2021، كثاني أكبر شريك تجاري للمملكة العربية السعودية حيث بلغت حجم التبادل التجاري الثنائي 14.87 مليار دولار أمريكي. على الرغم من التحديات التي تتعرض من خلال جائحة Covid-19 والتقلبات في سوق النفط، أكد البلدان التزاماتهما ومرونتهما لدفع النمو الاقتصادي الثنائي إلى آفاق جديدة إضافة إلى زيادة الاستثمارات المتبادلة. وقد تجاوزت الاستثمارات السعودية في الهند ب3.3 مليار دولار أمريكي بعد استثمارات جديدة التي قام بها صندوق الاستثمارات العامة (PIF) في قطاعات اقتصادية مختلفة في الهند. وتوسع عدد ونطاق الاستثمارات الهندية في المملكة بشكل سريع لتصل إلى 1.5 مليار دولار أمريكي. وتم تحديد 17 فرصة جديدة من قبل المملكة للاستثمار في الهند في المستقبل. ويمكن للشركات الهندية الاستفادة من الفرص العديدة الناشئة في المملكة حيث يتم تنفيذ برنامج رؤية 2030 بنجاح، وأن روية 2030 قد أنشأت مشاريع ضخمة مثل نيوم والقدية ومشروع البحر الأحمر السياحي وأمالا. كما يمكن للشركات الهندية أن تبرز كشركاء رئيسية للمملكة من خلال مشاركة معارفها وتقنياتها وخبراتها. على الصعيد الثقافي، يستكشف البلدان تعاونًا أكبر في المجالات مثل الإنتاج المشترك للأفلام ومهرجانات الأفلام والفنون المشتركة ومهرجانات الرسم والمسرح وبرامج بوليوود الترفيهية الضخمة والإنتاج الوثائقي وترويج السياحة. في عام 2018، تم اختيار الهند لتكون ضيف شرف في المهرجان الوطني السعودي للتراث والثقافة «الجنادرية». نحن حريصون على استضافة مهرجانات ثقافية في كلا البلدين حيث نحتفل بAzadi Ka Amrit Mahotsav (المهرجان الكبير لرحيق الحرية) أو بمرور 75 عاما على استقلال الهند خلال العامين القادمين. تزداد شعبية اليوغا في المملكة كما يشهد على ذلك توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في اليوغا بين البلدين على هامش اليوم العالمي السابع لليوغا. ستمهد مذكرة التفاهم هذه الطريق لإنشاء معايير ودورات اليوغا الرسمية في المملكة. نحن حريصون على إنشاء مركز ثقافي هندي في الرياض، والذي سيكون ثاني مركز من نوعه في الشرق الأوسط بعد «مركز مولانا آزاد الثقافي» في القاهرة، الذي تم إنشاؤه في عام 1991. إضافة إلى ذلك، فإن مشروع «الهند الصغيرة» المقترح في الرياض والتطوير المحتمل ل«منتزه الهند الترفيهي» سيتركان بصمة دائمة للثقافة الهندية في المملكة. وفي الأيام القادمة يحرص الجانبان أيضا على توسيع التعاون في مجال الرياضة من خلال الترويج للكريكيت بشكل كبير في المملكة. أود أن أغتنم هذه الفرصة لأعبر عن خالص امتناني لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي العهد الأمير محمد بن سلمان على دعمهما المتواصل من أجل تحسين العلاقات الثنائية باستمرار وضمان رفاهية جميع المقيمين في المملكة، بمن فيهم المواطنون الهنود، خلال هذه الأوقات الصعبة في أعقاب جائحة «كوفيد-19». مرة أخرى أتمنى لجميع أصدقائنا السعوديين يومًا وطنيًا سعيدًا. الدكتور أوصاف سعيد - سفير جمهورية الهند