يمكن أن تتحدث دولٌ عن تحسن أزمتها الصحية، وانخفاض عدد إصاباتها. لكن الأرقام تقول شيئاً مختلفاً تماماً. فخلال الأسبوع المنتهي في 25 يوليو الجاري تم تسجيل 3.73 مليون إصابة جديدة بفايروس كورونا الجديد. وجاء أكثر الإصابات الجديدة خلال ذلك الأسبوع من 6 دول: الولاياتالمتحدة، والبرازيل، وإندونيسيا، والهند، وبريطانيا، وإسبانيا؛ بحسب إحصاءات جامعة جونز هوبكنز. وخلال الأسبوع المشار إليه ارتفعت الإصابات الجديدة في الولاياتالمتحدة بنسبة 62%. وفي 25 يوليو سجل العالم 432361 إصابة جديدة؛ جاءت أكثرها وهي 39361 إصابة من الهند. ولذلك ارتفع العدد التراكمي لإصابات العالم أمس منذ بدء الوباء العالمي إلى 194.88 مليون إصابة. وقفز تبعاً لذلك عدد وفيات العالم إلى 4.17 مليون وفاة. وفي المقابل أيضاً ارتفع عدد جرعات لقاحات كوفيد-19 المستخدمة حتى أمس إلى 3.86 مليار جرعة، في 180 بلداً ومنطقة. وفيما أبلغت الهند أمس عن تسجيل 39361 إصابة جديدة خلال الساعات ال24 الماضية؛ أشارت أيضاً إلى أنها قيدت 416 وفاة إضافية. وبذلك ارتفع العدد التراكمي لإصابات الهند إلى 31.40 مليون. كما ارتفع عدد وفياتها إلى 420967 وفاة. ولم تنجح الهند حتى الآن في تطعيم أكثر من 7% من سكانها البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة. أما في جارتها باكستان؛ فإن الوضع يتردى يوماً بعد يوم. فقد ارتفع عدد إصابات باكستان أمس الأول إلى أكثر من مليون إصابة. وأعلنت إسلام آباد أمس (الإثنين) أنها سجلت 3725 إصابة جديدة خلال الساعات ال24 الماضية، وهو الأكبر منذ أكثر من شهرين. وأعلنت مقاطعة السند، التي تشمل مدينة كراتشي، أمس تشديد التدابير الوقائية، ومنها إغلاق المدارس، وقاعات الأفراح، والمطاعم، وأندية اللياقة البدنية. وأعلنت تايلند أمس أكبر عدد من الحالات الجديدة منذ اندلاع نازلة كورونا، وهو 15376 إصابة جديدة. وأعلنت فيتنام أمس تسجيل 2704 حالات جديدة، منها 1714 إصابة في العاصمة التجارية هوشي منّه. وقالت الحكومة الفيتنامية أمس، إن العدد التراكمي لإصابات فيتنام بكوفيد-19 ارتفع أمس إلى أكثر من 100 ألف. وقررت السلطات منع التجول في أحياء هوشي منّه من السادسة مساء إلى السادسة صباحاً. وأضافت البرازيل أمس (الإثنين) 18129 إصابة جديدة، ليرتفع العدد التراكمي لحالاتها إلى 19.70 مليون إصابة. كما قيدت البرازيل أمس 476 وفاة جديدة، ليرتفع عدد وفياتها منذ اندلاع الجائحة إلى 549924 وفاة، وهو ثاني أكبر عدد للوفيات بالوباء في العالم، بعد الولاياتالمتحدة. وفي واشنطن، أوردت صحيفة «واشنطن بوست» أمس أن مئات الأطفال في إندونيسيا، وكثيرون منهم دون 5 سنوات من العمر، قضوا بوباء كوفيد-19، خلال الأسابيع الماضية. وهو معدل وفيات أكبر من أي دولة أخرى. وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الوفيات بين أطفال إندونيسيا تتحدى المزاعم بأن الأطفال لا يواجهون سوى خطر ضئيل من كوفيد-19. وأضافت أن تلك الوفيات ناجمة عن تسارع تفشي سلالة دلتا المتحورة وراثياً. وقررت إندونيسيا أمس تمديد القيود على تحركات مواطنيها أسبوعاً آخر، بسبب استمرار ارتفاع الإصابات الجديدة. الجرعة الثالثة.. فوتشي يؤكد.. وشاهين يستبعد اعتبر المستشار الصحي للإدارة الأمريكية الدكتور أنطوني فوتشي، في مقابلة الليل قبل الماضي، أن الولاياتالمتحدة تمضي في «الاتجاه الخطأ»، في حربها على الوباء، بسبب تباطؤ التطعيم. وأضاف أنه قد تكون ثمة حاجة إلى تقديم جرعة تعزيزية ثالثة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19، خصوصاً للأشخاص الذين يعانون أمراضاً مزمنة، أو مخاطر صحية مرتفعة. وكشف فوتشي أن إصدار تعليمات بإلزامية ارتداء الكمامة للأمريكيين المحصنين باللقاحات المضادة للوباء «يخضع لنقاش جاد»، بسبب التفشي المتسارع لسلالة دلتا المتحورة وراثياً. وحذر من أنه في ظل عدم تطعيم نصف عدد سكان أمريكا حتى الآن، فإن الولاياتالمتحدة تواجه سيناريو من المحتمل أن تشهد فيه البلاد 4 آلاف وفاة يومياً، تماماً كما حدث خلال ذروة الهجمة الفايروسية خلال الشتاء الماضي. وذكر فوتشي أن اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين المناعي ناقشت في 22 الجاري احتمال استحداث جرعة تعزيزية ثالثة، خصوصاً للأشخاص الذين تخضع أجهزتهم المناعية للقمع، كمرضى السرطان الذين خضعوا لجراحات نقل أعضاء. وأشار إلى أن البيانات الواردة من الخارج، ومن شركة فايزر الدوائية العملاقة تدل على أن لقاح فايزر-بيونتك قد تتعرض الحماية التي يوفرها للانخفاض، ويحدث ما بات يعرف ب«الإصابات الاختراقية»، وهي التي تقع للأشخاص المحصّنين بجرعتي اللقاح. غير أن الرئيس التنفيذي لشركة بيونتك الألمانية التي ابتكرت لقاح فايزر-بيونتك الدكتور أوغور شاهين قال أمس الأول، إن الحصانة التي يتيحها لقاح فايزر-بيونتك قد تنخفض، لكن معظم من تم تحصينهم بهذا اللقاح يظلون محصّنين ضد تفاقم الأعراض إذا أصيبوا بالوباء بعد تحصينهم. ورجح أنه لن تكون ثمة حاجة إلى جرعة تعزيزية ثالثة.