فجأة افتتن العالم بما أعلنته شركتا فايزر الأمريكية وبيونتك الألمانية بشأن لقاحهما، الذي قالتا إنه ناجع بنسبة 90%. ظن كثيرون أن اللقاح هو «الطلقة السحرية»، والضربة القاصمة لظهر كوفيد 19. وفي غمرة هذه النشوة نسي أولئك الأسئلة الحيوية التي لا توجد إجابات عنها بشأن اللقاح. وفيما ينشغل العالم بقرب إتاحة اللقاح؛ واصل كوفيد 19 تدميره للبشر، والبنى الصحية، والاقتصادية، والاجتماعية. فقد نصبح اليوم (الخميس) وقد تجاوز عدد المصابين به في العالم 52 مليوناً؛ إذ بلغ العدد منتصف نهار الأربعاء 51.83 مليون نسمة. كما ارتفع عدد وفيات العالم أمس إلى 1.28 مليون وفاة. ففي أمريكا، حيث الناس غارقون في الجدل حول نتيجة الانتخابات الرئاسية الأخيرة، تجاوز عدد الإصابات بكوفيد 19 مليوناً خلال الأيام العشرة الأولى من نوفمبر الجاري. وسجلت الولاياتالمتحدة الثلاثاء أكبر عدد من حالات التنويم بكوفيد 19. وعلى رغم تمسك بعض الأطباء الأمريكيين بأنهم أضحوا أكثر استعداداً، وأفضل أدواتٍ لمواجهة القفزات الراهنة في تفشي الوباء، إلا أنه لا تلوح في الأفق بادرة تشي بأنه سيتباطأ قريباً. وتجاوز عدد إصابات أمريكا أمس 10.57 مليون. وسجلت العاصمة الهنديةنيودلهي أمس 7830 حالة جديدة خلال الساعات ال 24 الماضية. وقالت الهند، إن عدد إصاباتها الأربعاء بلغ 44281 إصابة جديدة، إضافة إلى 512 وفاة. ليصل العدد التراكمي للإصابات في الهند إلى 8.64 مليون. وتزحف البرازيل بخطى حثيثة صوب المليون السادس من مصابيها، إذ بلغ عددهم أمس 5.70 مليون. أما فرنساوروسيا اللتان تتنازعان المرتبتين الرابعة والخامسة عالمياً على التوالي، فتقتربان من بلوغ مليونيْ إصابة (1.83 مليون في فرنسا، و1.82 مليون في روسيا). أما على صعيد «العلاج السحري»، أي اللقاح المنتظر، فقد أثيرت تساؤلات مضنية أمس بشأن إحدى أهم خصائص اللقاح حاجته إلى تخزين في درجة حرارة تصل إلى 75 درجة مئوية تحت الصفر. ويعني ذلك أنه يتطلب مستودعات مبرّدة بذلك المستوى، ومخازن مبردة بالمستوى نفسه في المطارات، وشاحنات مبردة لنقله. واتضح أنه يمكن بعد ذلك وضعه في الثلاجة العادية بمراكز التطعيم، على أن يستعمل في غضون 5 أيام، وإلا فإنه سيفسد. ويتطلب ذلك أن تقوم الدول بإنفاق موازنات ضخمة لإنشاء مستودعات مبردة بتلك المواصفات. وهو ما يعني ضمناً أن الدول الفقيرة قد لا تحصل على اللقاح قريباً! ونقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أمس، عن عدد من المتطوعين الذين تم إعطاؤهم لقاح فايزر-بيونتك على جرعتين، أنهم أصيبوا بعد التطعيم بنوبات من الصداع، وآلام العضلات، والحمّى. وتتمثل المشكلة الكبرى في أن بيانات التجارب السريرية الخاصة بلقاح فايزر-بيونتك لم تنشر حتى الآن. وحدا ذلك بعدد من العلماء إلى التشكيك في مدى نجاعة اللقاح. في مقابل تمسك شركات الأدوية والأمصال بأن استخدام هذا اللقاح سيجعل البلدان المختلفة قادرة على العودة للحياة الطبيعية خلال 2021. وأدت تلك التفاعلات مجتمعة إلى تفاقم نشاط الجماعات المناهضة للتطعيم، ودعاة «نظرية المؤامرة»، الذين زعموا في مواقع إلكترونية عدة أن الهدف من اللقاح هو التخلص من عدد كبير من سكان المعمورة! لا استثناء للملكة وجونسون في «طابور التطعيم» ! لن تستطيع الملكة اليزابيث ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الحصول على معاملة خاصة للحصول على جرعة التطعيم. وسيتعين عليهما انتظار دورهما طبقاً للتصنيف الذي أعدته الجهات المختصة بتحديد أولوية من يجب تطعيمهم. وأشارت صحيفة «ديلي تلغراف» أمس إلى أن اللجنة المشتركة للتطعيم قررت أن تكون الأولوية في التطعيم للمقيمين في دور العجزة، والكوادر الصحية التي ترعاهم. ويأتي في الدرجة الثانية الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 80 عاماً، ومن بينهم الملكة اليزابيث البالغة من العمر 94 عاماً. ويأتي بعد ذلك من هم أكبر من 75 عاماً من العمر، ثم من بلغوا ال 70 عاماً، ثم من بلغوا ال 65 عاماً، والبالغين الذين يعانون حالات صحية مزمنة لكن أعمارهم دون 65 عاماً. وطبقاً لهذا التصنيف، فإن ولي العهد الأمير تشارلز (71 عاماً) تم تصنيفه ضمن المجموعة الرابعة. أما جونسون (56 عاماً) فقد تم وضعه في المجموعة التاسعة، وهم الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 55 عاماً. وتم وضع دوق كامبريدج الأمير وليام ضمن المجموعة ال 11، وهي الأخيرة، إذ إن عمره لا يتجاوز 38 عاماً. ومع أن تشارلز وولده وليام وجونسون أصيبوا بكوفيد 19 في وقت سابق، إلا أن العلماء لا يعرفون على وجه الدقة هل يحظى المتعافون بمناعة من الإصابة الثانية، وإذا كان الأمر كذلك فإلى متى تدوم تلك المناعة. ونسبت «التلغراف» أمس إلى مسؤول حكومي كبير قوله، إنه لن تكون هناك أي استثناءات في قائمة الأولويات التي حددت منذ سبتمبر الماضي. ويرجح أن المواطنين العاديين من خارج الفئات المذكورة قد لا يحصلون على الجرعة قبل أقل من 6 أشهر.