ما إن تهم بتحريك أناملك على شاشة هاتفك الذكي، متنقلا بين تطبيقات التواصل الاجتماعي، إلا وتجد نفسك غارقا بين أمواج «اسحب الشاشة لفوق» وسيل «الستوريات» التي تتقاطر من كل جهة مروجة للسياحة الخارجية، ضاربة عرض الحائط جميع التحذيرات المتعلقة بالتفشي المستمر لجائحة فايروس كورونا المستجد «كوفيد-19» في كافة دول العالم. ومع إعلان العديد من الدول حول العالم، لاسيما الأوروبية منها، إعادة فتح حدودها ومطاراتها بحذر أمام السياح القادمين إليها، الهاربين من العزل المفروض بسبب الجائحة لأكثر من عام، انبرى العديد من مشاهير «سناب شات» إلى التسابق نحو حجوزات الطيران والفنادق، باحثين عن بصيص «بوردينق» يطير بهم إلى فضاءات تلك الدول، وبارقة «شيك إن» تؤويهم عند الوصول، سواء في حال سفرهم على حسابهم الخاص بحد وصف بعضهم، أو على نفقة بعض المكاتب السياحية التي لجأت إلى هؤلاء المشاهير طمعا في إعادة نشاط مجالهم، ولسان حالها يقول «لا تلوح للمسافر.. المسافر راح». ولأن «الترحال الموجّه» صوب القارة الأوروبية شأن خاص بكل من يرغب بالسفر، إلا أنه لا يجب إغفال التحذيرات المشددة التي تعلنها كل دولة اكتوت بلهيب «كوفيد-19»، فمن يعمدون إلى السفر بحجة الترويح عن أنفسهم من كآبة العزل، فهم بصورة أو بأخرى هاربون من الجائحة إلى أحضانها، ف«كورونا» لم يتوقف، ولازال يستشري بين البشر بمعدلات أعلى مما كان في السابق، متحورا وفاتكا بكل شراسة، لذا فإن الجهات المختصة في السعودية دأبت على التشديد في ما يخص التحذير من التفشيات العالمية للأوبئة، وهو ما يستدعي الامتثال الكامل لذلك حفاظا على النفس، وتحقيقا لغاية الجهود السعودية بأن «صحة الإنسان أولا»، حتى لا نردد «يا ضياع أصواتنا.. في المدى والريح». وفي مثال بسيط لما سبق، أصبحت أوكرانياوجورجيا هما الدولتان الأكثر رواجا بين الأوساط «السنابية» لأغلب فئات المجتمع، بعد أن باتتا مقصدا للعديد من «المشاهير»، فرغم توجههم إليهما وانطباق الاشتراطات المتعلقة بالسفر عليهم، إلا أن المتابع سيدرك لأول وهلة مدى الالتزام بكل منهم، وكيف يمكن أن يكونوا أداة تأثير على متابعيهم، باعتبارهم «قدوة خفية» ذات تأثير غير مباشر على العامة، وكمثال على ذلك: هل التزموا بالاشتراطات الصحية بعد وصولهم؟.. وهنا تحديدا نترك الإجابة للمتابع. أما في ما يتعلق بتنبيهات السفر الاسترشادية للوضع الوبائي عالميا، وفق ما أوضحته هيئة الصحة العامة (وقاية)، فإن دولتي جورجياوأوكرانيا تصنفان في «مستوى خطورة مرتفعة» في ما يتعلق بتفشي جائحة «كوفيد-19»، كما توصي «وقاية» بتجنب السفر إليهما إلا للضرورة القصوى لجميع الفئات، كما أنها تعمد إلى تحديث التنبيهات المتعلقة بالدول حول العالم كل أسبوعين بناء على التقييم الوبائي للدول، ويمكن معرفة ذلك من خلال الرابط الإلكتروني التالي: https://www.invizentech.com/covid19mapcdc/index.html. كما نبهت «وقاية» إلى أن السفر يزيد من فرص الشخص باكتساب عدوى فايروس كورونا المستجد ومن ثم انتشاره في حال عدم تلقي التطعيم باللقاح المضاد ل«كوفيد-19»، فيما أكدت وزارة الصحة في تصريحات سابقة أنه رغم التطعيم بلقاح كورونا إلا أنه لا يمنع الإصابة بالفايروس، وهو ما يعيدنا إلى تساؤل حول مدى التزام «مشاهير السناب» بالاحترازات الوقائية. وأوضحت هيئة الصحة العامة أنها تراجع البيانات التي يتم الإبلاغ عنها عن طريق منظمة الصحة العالمية ومستوى تفشي المرض يومياً لتحديد مستوى الإشعار الصحي للسفر لكل وجهة، مشيرة إلى أن هناك بعض العوامل التي تأخذها الهيئة في الاعتبار عند تحديد مستوى الوجهة. وفي ما يتعلق بالقيود التي تفرضها الدول الأخرى التي قد تؤثر على المسافرين إلى خارج المملكة، دعت الهيئة، الراغبين بالسفر إلى التحقق من مكتب الشؤون الخارجية أو وزارة الصحة في دولة الوجهة، أو وزارة الخارجية السعودية، مكتب الشؤون القنصلية للدولة التي يرغب الشخص بالسفر إليها للحصول على تفاصيل حول متطلبات الدخول والقيود المفروضة على المسافرين القادمين.