هبطت أمس (الثلاثاء) بمطار هيثرو في لندن أول رحلة على المسار الجوي المباشر بين لندنونيويورك، في نطاق مشروع تجريبي لإحياء السفر التجاري بين ضفتي المحيط الأطلسي. ويتوقع أن تستمر هذه الرحلات أربعة أسابيع، قبل تحديد مستقبل استمرارها. وقد وافق وزير النقل البريطاني غرانت شابس على المشروع، بعدما تعهدت شركة يونايتد آرلاينز الأمريكية بأن يكون جميع الركاب في هذه الرحلات غير مصابين بفايروس كورونا الجديد. ورتبت الشركة الأمريكية لركابها بحيث يخضعون لفحص كوفيد-19 في مطار نيوارك في نيويورك. وتجري الشركة اتصالات مكثفة مع المسؤولين في مطارهيثرو البريطاني لتفعيل خطة لفحص المسافرين من لندن إلى نيويورك قبل وقت كافٍ من بدء الرحلة. وخصصت يونايتد مقرها بالقرب من البوابة رقم سي 93، بمطار هيثرو، ليكون مقراً للفحص، على أن تسلم النتيجة للمسافر قبل وقت كافٍ من الإقلاع. ويأتي ذلك في وقت لا تزال بريطانيا تصنف فيه الولاياتالمتحدة باعتبارها منطقة وبائية خطرة، ويتعين على القادم منها جواً أن يحجر نفسه لمدة 14 يوماً بعد وصوله. ولا يستطيع الأمريكيون السفر إلى غالبية الدول الأوروبية التي تخشى أن يمثل قدومهم إليها خطر تفشٍّ وبائي جديد. من جانبها، تحظر الولاياتالمتحدة دخول الأوروبيين إلى أراضيها، ما لم يكن المسافر الأوروبي حاملاً الجنسية الأمريكية، أو حاصلاً على إقامة دائمة في أمريكا، أو حاصلاً على إذن استثنائي خاص لدخول الأراضي الأمريكية. وقال مدير الاتصالات في شركة يونايتد جوش ارنست لصحيفة «ديلي ميل» إن كل مسافر على متن هذه الرحلة العابرة للمحيط الأطلسي سيكون مرتاحاً ومطمئناً الى أن جميع رفاقه في السفر خضعوا للفحص، وثبت عدم إصابتهم بالفايروس. وأوضح أنه في حال جاءت نتيجة فحص المسافر إيجابية، فسيتم عزله، ومنعه من السفر. ويتعرض شابس ورئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون لضغوط شديدة لإعادة فتح هذا المسار الجوي، الذي يعد الأكثر ربحية بالنسبة إلى شركات الطيران. ويعد خط نيويورك- لندن الجوي أكثر الخطوط ازدحاماً بالمسافرين طوال أيام السنة، قبل اندلاع جائحة فايروس كورونا الجديد. وتأمل بريطانيا أن يعيد إحياء هذا المسار الجوي لمطار هيثرو شيئاً من حيويته، بعدما خسر أخيراً لقب أكثر مطارات أوروبا من حيث عدد الرحلات والمسافرين، لمصلحة مطار شارل ديغول الفرنسي في باريس. ويتردد بقوة في لندن أن الحكومة البريطانية تزمع اتخاذ قرار بخفض مدة العزل الصحي للقادمين إلى البلاد، من أسبوعين إلى أسبوع واحد، في مسعى لضح دماء جديدة في صناعة الطيران البريطانية. وخلص وزراء كلفتهم الحكومة بدرس هذا الموضوع إلى أن الاعتماد على أجهزة فحص كوفيد-19 الحديثة يبرر خفض فترة العزل الصحي للقادمين اعتباراً من الشهر القادم. وسيتم الطلب من المسافرين القادمين إلى بريطانيا من بلدان تعاني من تفشي كوفيد-19 بحجر أنفسهم 5 أيام قبل الخضوع للفحص. وتزامن الحديث عن قرب إتاحة لقاح للوقاية من الإصابة بكوفيد-19 مع توقعات متزايدة بأن ذلك سيؤدي الى إنعاش سوق السفر الجوي التي تكاد تموت تحت وطأة تفشي الفايروس. وذكرت «ديلي تلغراف» أمس أن شركات الطيران ستطلب من أي مسافر يدعي أنه خضع للتطعيم أن يبرز شهادة تؤكد ادعاءه.