وضعت كلمة المملكة التي ألقاها سمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان رئيس القمة الإسلامية، أمس الأحد، في الاجتماع الافتراضي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وضعت العالم أمام مسؤولياته تجاه الأحداث الدامية والاعتداءات الإسرائيلية في أرض فلسطين وخصوصا في القدس الشريف، وما تقوم به إسرائيل في محيط المسجد الأقصى المبارك؛ إن السلام في الشرق الأوسط هو خيارنا الإستراتيجي، المتضمن مبادرة السلام العربية لحل شامل وعادل للصراع العربي الإسرائيلي يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وفي مقدمتها قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. لقد جاء دعم المملكة المستمر للشعب الفلسطيني من قناعة راسخة وإيمانها العميق بأهمية قضية القدسوفلسطين، واستشعاراً بأهمية الأحداث المتصاعدة في فلسطين بسبب انتهاكات إسرائيل الصارخة لحرمة المقدسات الإسلامية والاعتداء على المصلين والمدنيين الفلسطينيين، ضاربة بذلك كل القرارات الدولية والمواثيق ومبادئ القانون الدولي الإنساني عرض الحائط، والتي تكفل حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية لكافة أتباع الأديان. وأكد سمو وزير الخارجية على مواقف المملكة الثابتة والمؤيدة للحقوق الشرعية الفلسطينية غير القابلة للتصرف عندما قال «استيلاء سلطات الاحتلال بالقوة على منازل وأراضي المواطنين المقدسيين يمثل شكلاً من أشكال التهجير القسري الذي ترفضه وتدينه بشدة كافة القوانين الدولية؛ ومنها قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، وخاصة القرار رقم 2234، الذي يؤكد على أن القدسالشرقية أرض فلسطينية لا يجوز المساس بها». لقد أكدت المملكة على الدوام ثبات مواقفها تجاه قضية المسلمين الأولى وهي القضية الفلسطينية التي تعتبر جوهر الصراع العربي الإسرائيلي ولن يكون هناك سلام عادل وشامل إلا بإنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.. لقد رفضت المملكة بشكل قاطع واستنكرت بشدة حيال ما صدر من خطط أو إجراءات إسرائيلية استفزازية تستهدف إخلاء المنازل الفلسطينية في القدسالشرقية بالقوة، وفرض السيادة عليها، وجميع الأعمال العسكرية التي أوقعت ضحايا مدنيين بمن فيهم الأطفال والنساء الأبرياء، وجميع الإجراءات التي من شأنها أن تقوض فرص استئناف عملية السلام وسبل تنفيذ مبادرة السلام العربية، وتنسف كل الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والأمان والاستقرار في المنطقة.لقد أرسلت كلمة المملكة رسالة لأولئك المتاجرين أن الرياض ترفض المزايدات على القضية الفلسطينية وتتعامل وفق منطق مؤسسات الدولة والمرجعيات الدولية، وهذا ما أكده سمو وزير الخارجية عندما قال إن المملكة ومن منبر منظمة التعاون الإسلامي التي أنشئت على أساس إرث تاريخي يرتكز على خدمة القدس الشريف والقضية الفلسطينية باعتبارهما الركيزة الأساسية لمهامها، التي تنال جل اهتمامها، تدعو المجتمع الدولي وكافة الجهات والمنظمات الحقوقية الدولية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه هذا التصعيد الخطير الذي يخالف كافة الأعراف والمواثيق الدولية.كما وضع المجتمع أمام مسؤولياته قائلا: «إن المحافظة على القدس الشريف ودماء الأبرياء هي مسؤوليتنا جميعاً، وضرورة تحرك المجتمع الدولي العاجل لوقف العمليات العسكرية فورا، وإدخال المساعدات وعلاج الجرحى، والعمل على إحياء المفاوضات المبنية على التمسك بالسلام على أساس حل الدولتين وفقاً للمرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية».في منعطف تاريخي في تاريخ الأمة الإسلامية.. الرياض تتحرك لإنقاذ القدسوفلسطين، ووضعت العالم أمام مسؤولياته.. المملكة والقضية الفلسطينية صنوان.. ورفض للعدوان الصهيوني.