شدد الفنان أحمد فتحي على ضرورة دعم الشعراء المبتدئين مشيراً إلى أن تعامله مع شعراء مبتدئين في الفترة الأخيرة لإيمانه بضرورة اعطائهم مساحة، وزاد: «هذا دورنا الآن وشيء مهم ان نشجع المواهب الشعرية ويجب علينا كفنانين ان ندعمهم وندفعهم الى الامام». وأكد أحمد فتحي على تركيزه على الكلمة قبل اللحن في أعماله الفنية، مشيراً إلى أنها تعتبر اللبنة الاساسية لمشروع الاغنية وزاد: «الكلمة او النص الشعري يوجه الملحن حسب توجه النص ان كان عاطفيا او وطنيا او حزنا و ما يترجمه هنا الشاعر من انفعالات يترجمه الملحن ايضاً. والحقيقة في معظم اعمالي الكلمة هي التي تسبق اللحن، ولكن هناك اعمال اللحن سبق الكلمة وركبنا عليها الالحان وكثير من هذه الاعمال منها (ظبي اليمن) كانت الجملة جاهزة لحنياً». عبادي وطلال وصف الفنان الكبير أحمد فتحي تعاونه الأخير مع الفنان عبادي الجوهر في موسم الرياض بالرائع، مشيراً إلى علاقة الحب والصداقة التي تربطه بعبادي الجوهر من السبعينات. وأضاف: «كان أول لقاء بيني وبين الجوهر بحضور الفنان الراحل طلال مداح في القاهرة، كنت على علاقة مع الراحل منذ قديم الزمان، وذات مرة أخذت رقم الفنان طلال وطلبت منه أن يشرفني في منزلي المتواضع وأبوعبدالله بطبيعته إنسان بسيط ومحب للناس، فوافق وقال سأحضر ومعي عبادي الجوهر وقلت له من هذا؟ فقال فنان سعودي وحضرا وكان هذا شرفاً لي وأول مرة التقي بعبادي في منزلي وجلسنا جلسة فنية نتبادل أطراف الحديث والفن.. وبدأ التعاون بيننا من مهرجان الوتر الخامس حتى جمهورنا لم يتوقع بيننا هذا التعامل وهذا دليل على المحبة الحقيقية بيننا وحبنا للفن الحقيقي أن نجتمع أنا وعبادي في احتفالية واحدة». القاهرة قربتني من السعوديين وأشار الفنان أحمد فتحي إلى علاقة جميلة تربطه بالفنانين السعوديين من قديم الزمان، يقول: «أذكر أنني زاملت الراحل محمد شفيق في معهد الموسيقى العربية وحضرنا درجة الماجستير مع بعض وتخرجنا وتعاونا في عدد من الأعمال وكانت تربطنا محبة قوية، ثم جاءت العلاقة مع الفنان طلال مداح وهو الأقرب إلى نفسي والسبب أنه أقام معنا تلك الفترة في القاهرة وكنا معظم الليالي نجلس سوياً، ولو قلت لك إنها بشكل شبه يومي نلتقي، أيضاً الفنان أبوبكر سالم تربطني به علاقة قوية وأخوية فهو صديق عمري، وهناك علاقات أخرى مع عبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد وبيننا كل المحبة و التقدير». بدايتها كانت على يدي وألمح أحمد فتحي إلى أن بدايات ابنته الفنانة بلقيس كانت على يده بعد أن لحن لها ألحاناً كثيرة. وزاد: «مثلما يقولون حظ بلقيس رائع وكما تقول هي عن نفسها بدايتي كانت فخمة، فالكلمة كانت للأمير بدر بن عبدالمحسن والألحان لبابا أحمد، كنا قدمنا هذا العمل الفني في مهرجان البدر بمصاحبة فرقة الأوركسترا السيمفونية، وكان عملاً فنياً جميلاً ورائعاً نصاً ولحناً مكتمل البناء وقد أشاد به الأمير بدر والنقاد والفنانون وكل من حضر الاحتفالية وشاهدها على اليوتيوب». «الصومعة» كشفت بلقيس يقول فتحي: «بلقيس موهوبة منذ الصغر وبالتحديد في سن السابعة تقريباً على ما أذكر، فكانت عندما تلعب مع الأطفال وأنا أدخل (الصومعة) وأمسك العود وأبدأ أدندن تترك اللعب وتأتي إلي، وعندما أسألها لماذا لا تلعبين مع إخوانك؟ ترفض وتقول أريد أن أسمع، ومن هنا بدأت أحس أن لديها شيئاً مختلفاً عن الأطفال الآخرين من بين إخوانها وأخواتها، كذلك عندما أبدأ الحن وتسمع جملة جميلة تقول لي «حلوة» فأخبرت أمها وقلت هذه البنت فنانة وسوف يكون لها شأن كبير في الجانب الفني والموسيقى، وبالفعل كبرت وتوقعي تحقق وهي الآن تنجز، ولديها توجهات فنية متعددة وتغني الخفيف والشبابي والكلاسيك والعالمي». ليس كل مطرب ملحناً أكد الفنان أحمد فتحي على أنه ليس بالضرورة أن يكون كل مطرب ملحناً أو كل ملحن مطرباً، مشيراً إلى أن الكثير من المطربين الكبار أمثال أم كلثوم وعبدالحليم وأسمهان وغيرهم من المطربين لم يكونوا ملحنين، ولكن كانوا فنانين كباراً أداؤهم يفوق الوصف والخيال، ولكن من الممكن أن يكون كل ملحن فناناً، لأن الملحن خلاق والمطرب ليس خلاقاً وإنما مبدع في غنائه. أبكيت البريطانيين في «ديانا» وأشار أحمد فتحي إلى أن مهرجان الآلة التراثية في قاعة اليزابيث في التسعينات علق في ذهنه بعد تقديمه أول مؤلف له عن الأميرة ديانا، وزاد: «كنت أتوقع أن يكون الحضور في المسرح من العرب، ولكن فوجئت بالحضور الأجنبي، ومن ضمنهم موسيقيون بريطانيون لهم توجهات في الخط الموسيقي الديني الإسلامي الصوفي، وعندما قدمت مؤلفي، طلبوا مني مرة أخرى إعادته وعزفته، وطلبوا مرة ثالثة وعزفته، ولكن الذي لفت نظر الموسيقيين البريطانيين أكثر مقطوعة صوفية بعنوان (رب السبع المثاني) قدمتها ضمن برنامجي، وعندما انتهيت من فقرتي وودعت الجمهور، ذهبت إلى الفندق التابع للقاعة ولما وصلت هناك اتصلت بي المسؤولة فقالت هناك موسيقيون بريطانيون يريدون مقابلتك، وكان عددهم أربعة ومن ضمنهم شخص قام بأعمال موسيقية لمجموعة من المسلسلات ولا أتذكر اسمه، وكانوا مندهشين من الآلة وقالوا غريبة الشكل، كنا نسمعك وأنت تعرف كأنك لم تعزف على أوتار بل على قلوبنا، فعزفت لهم وإذا بذلك الشخص الموسيقي بدأ يذرف دموعه وقال هذه أسرار غريبة عندكم».