لا يزال الاستقواء بلقاحات كوفيد-19 مهيمناً على جهود حكومات دول العالم الرامية للقضاء على نازلة فايروس كورونا الجديد. فقد ارتفع عدد الدول التي نفذت حملات لتطعيم مواطنيها أمس إلى 103 دول، استخدمت أكثر من 241 مليون جرعة من أكثر من 7 لقاحات متاحة. وانضم أمس، لقاح أنتجته شركة جونسون آند جونسون الأمريكية الدوائية العملاقة إلى سلّة اللقاحات المانعة للإصابة بالفايروس، بعدما قررت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية اعتماده للاستخدام في ظل الظروف الصحية الراهنة. وقالت بريطانيا أمس إنها بدأت إجراءات لفسحه خلال أيام، وأنه سيكون متاحاً في أراضيها في غضون أسابيع. وجاء إقرار هذا اللقاح الذي يعطى بنظام جرعة وحيدة إثر نشر دراسة أمس الأول تفيد بأن لقاحي فايزر-بيونتك وأكسفورد-أسترازينيكا خفضا مخاطر تدهور المصاب بكوفيد-19 إلى درجة تنويمه في المستشفى بنسبة 90%. وقالت صحف لندن (الإثنين) إن علماء الخدمة الصحية في إنجلترا أبلغوا وزراء الحكومة البريطانية بتلك الدراسة. وسيكون لقاح جونسون آند جونسون هو ثالث لقاح متاح للتطعيم في الولاياتالمتحدة، بعد فايزر-بيونتك، وموديرنا. وسيمثل لقاح جونسون آند جونسون تغيراً حيوياً في الحرب على كوفيد-19؛ إذ شملت ميزاته سهولة تخزينه وترحيله في درجة حرارة عادية، وقيامه بتوفير الحصانة المناعية المطلوبة من جرعة وحيدة، وليس من جرعتين كما هي حال اللقاحين الآخرين. وقالت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها أمس، إنه يمكن منح لقاح جونسون آند جونسون للأشخاص من سن 18 عاماً فما فوقها. وأعلن الدكتور أنطوني فوتشي رفضه السماح للأشخاص باختيار اللقاح الذي يريده. وانضم دوق كامبريدج الأمير وليام وقرينته كايت الليل قبل الماضي، إلى الملكة اليزابيث في حض البريطانيين على ضرورة تجاهل مروجي نظريات المؤامرة في شأن اللقاحات. واعتبرت صحف لندن أمس أن النتيجة المبهرة التي حققها أداء لقاح أسترازينيكا، الذي ابتكره علماء جامعة أكسفورد، يمثل ضربة قاضية لمساعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل للتقليل من شأن هذا اللقاح الإنجليزي. وتواصل اهتمام البريطانيين أمس، لليوم الثاني على التوالي بالصفحة الأولى من صحيفة «بيلد» الألمانية، التي جعلت عنوانها الرئيسي: أيها البريطانيون الأعزاء.. نحن نحسدكم. واعتذرت للبريطانيين عما أصابهم من رشاش نتيجة إعلان ميركل أنها لن تتطعم باللقاح الإنجليزي، بدعوى أنه غير فعال بالنسبة لمن تفوق أعمارهم 65 عاماً. وفي تراجع فرنسي لافت، أعلنت الحكومة الفرنسية أنها قررت إطلاق حملة لتحسين صورة اللقاح الإنجليزي، في ضوء محاولات ماكرون التقليل من شأنه. ويذكر أن اللقاح الإنجليزي، الذي أقرته منظمة الصحة العالمية، ويستخدم على نطاق واسع في العالم، لم يتم فسحه في الولاياتالمتحدة. ويعزى ذلك إلى عدم اكتمال بيانات تجاربه السريرية التي أجريت هناك. وذكرت رويترز أمس الأول، أن تلك البيانات ستتوافر الأسبوع القادم. ويتوقع أن تتقدم الشركة البريطانية بطلب لهيئة الغذاء والدواء لفسحه قريباً. وقال علماء اللقاحات ومكافحة الأوبئة إنهم يعتقدون أن اللقاح الإنجليزي سيقوم بدور أكبر في مكافحة كوفيد-19، وذلك لسهولة تعديل تركيبته، خصوصاً أن العلماء الذين ابتكروه يعكفون هذه الأيام على تعديل تلك التركيبة ليكون اللقاح جاهزاً للتصدي لأي سلالة متحورة جديدة، خصوصاً السلالة الجنوب إفريقية. رحلة تطعيم لدبي تطيح بمسؤول كندي ! أدى كشف صحيفة «وول ستريت جورنال» الأسبوع الماضي عن قيام الرئيس التنفيذي لصندوق المعاشات الكندي أندرو ماشين برحلة خاطفة إلى إمارة دبي، حيث حصل على إبرة التطعيم ضد وباء كوفيد-19، إلى اضطراره لإعلان استقالته، بعدما وبخته وزيرة المال الكندية كريستيا فريلاند، وذكرته بمخالفته تحذيرات رئيس الوزراء جستن ترودو من مغبة القيام برحلات دولية في الظرف الصحي الراهن. ولم يعرف كيف حصل ماشين، وهو في الخمسينات من عمره، على لقاح فايزر-بيونتك في دبي، حيث يمنح هذا اللقاح للأشخاص الذين تجاوزوا ال60 عاماً من العمر، والمصابين بالأمراض المزمنة، والعاملين في الخطوط الأمامية للحرب على الوباء. وقال وزير المال الكندي السابق جو أوليفر إنه كان متوقعاً أن يتصرف ماشين وفقاً للقيم الكندية، باحترام دوره في أولويات التطعيم، والانصياع لمنع القيام برحلات دولية في هذا الظرف الدقيق. ورأى أن ماشين استغل نفوذ منصبه للحصول على اللقاح، وهو ما يشكل مخالفة كبيرة.